أرشيف المقالات

يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
 
 
 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا:
أمر تعالى عباده المؤمنين باتخاذ الوقاية من عذابه ووقاية الأهل والذرية بالأخذ بأيديهم إلى مرضاة الله وتجنب ما يسخطه سبحانه, حتى يتجنب المؤمن ويجنب أهله أي عقاب منتظر لا طاقة له به , فالوقاية من النار شديدة الحر التي وقودها الناس والحجارة لا يكون إلا بتقوى الله المتمثلة في تنفيذ أوامره واجتناب ما لا يرضيه, هذه النار التي جعل الله عليها ملائكة عذاب مجرد التعامل معهم هو نوع من العذاب الأليم من شدة طباعهم وشدة بنيانهم وغلظتهم وطاعتهم لأوامر الله تعالى وتنفيذ المطلوب دون تردد.
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} [التحريم]
قال السعدي في تفسيره:
أي: يا من من الله عليهم بالإيمان، قوموا بلوازمه وشروطه.
فـ { { قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} } موصوفة بهذه الأوصاف الفظيعة، ووقاية الأنفس بإلزامها أمر الله، والقيام بأمره امتثالًا، ونهيه اجتنابًا، والتوبة عما يسخط الله ويوجب العذاب، ووقاية الأهل والأولاد، بتأديبهم وتعليمهم، وإجبارهم على أمر الله، فلا يسلم العبد إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه، وفيما يدخل تحت ولايته من الزروجات والأولاد وغيرهم ممن هو تحت ولايته وتصرفه.
ووصف الله النار بهذه الأوصاف، ليزجر عباده عن التهاون بأمره فقال: { {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} } كما قال تعالى: { { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} } .
{ {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ} {} } أي: غليظة أخلاقهم، عظيم انتهارهم، يفزعون بأصواتهم ويخيفون بمرآهم، ويهينون أصحاب النار بقوتهم، ويمتثلون فيهم أمر الله، الذي حتم عليهم العذاب وأوجب عليهم شدة العقاب، { {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} } وهذا فيه أيضًا مدح للملائكة الكرام، وانقيادهم لأمر الله، وطاعتهم له في كل ما أمرهم به.

#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١