عندما تنفتح السماء لاستجابة الداعين المسلمين - عبد الفتاح آدم المقدشي
مدة
قراءة المادة :
7 دقائق
.
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المرسلين وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فاعلم – أيها المسلم الناظر في هذه السطور هدانا الله إلى الحق – أن السماء تنفتح لاستجابة دعائك عندما ينزل الرحمن إلى السماء الدنيا فيقول هل من داع فاستجيب له هل من مستغفر فأغفر له هل من سائل فأعطيه كما جاء في الحديث : من حديث أبي هريرة " «إذا كان ثُلُثُ الليلِ أو شَطْرُه يَنزِلُ اللهُ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ هل من سائلٍ فأُعطيَه هل من داعي فأستجيبَ له هل من تائبٍ فأتوبَ عليه هل من مستغفِرٍ فأغفرَ له حتى يَطْلُعَ الفجر َ» " [أخرجه ابن أبي عاصم في السنة برقم: 498 وقال الألباني : إسناده صحيح على شرط الشيخين.]
فهنا قف وتأمَّل معي ! ألا ترى إنها فرصة غالية ثمينة لا تعوض بشيء ؟! ألا ترى إنه هو ما كنت تبحث عنه فعلاً دائما وأبدا في حياتك؟ إجابة الدعاء , غفران الذنوب , إعطاء مسألتك , قَبول توبتك؟ سبحان الله ما أكرم ربنا وما أحلمه وماألطفه وما أجهلنا وما أظلمنا وما أحمقنا !!!
الله جل جلاله الرحمن ينزل إلى سماء الدنيا هذه التي فوقنا عند ثلث الليل الآخر فيعرض علينا هذه العروض الثمينة مجاناً لايريد منا شيء بل لمصلحتنا فحسب ثم نعرض عنه؟
يا حسرة على العباد! ألا نعقل ما يقال لنا؟ أفلا نسمع قيمة هذه العروض لنشمر عن ساعد الجد.
فو الله الذي لا إله إلا هو ولا أشك عن هذ ا أبداً لو دُعي إلى أحدهم مائة دولار أو خمسين دولاراً فحسب فضلا عن مبلغ أكثر منه لقام في الساعة الثلاثة من الليل إلى صلاة الفجر ليحصل على مائة دولار كل ليلة حتى تتجمع له في الشهر ثلاثة آلاف دولار أو ألف وخمسمائة دولار.
فكيف وقد عرض الرحمن لك غفران الذنوب ثم بالطبع يكون بعد ذلك دخول الجنان إن غفر لك ذنوبك ثم تيسير أمورك بإعطائك في كل ما ترغب سواء كان ذلك أمنا أو صحة أو أُلفة بينك وبين من ينفر منك من أصحابك أو أهاليك أو موافقة خير أو وقاية شر وغير ذلك وليس بمجرد مال أو دريهمات التي كنت ستسهر لأجلها إن وُعد لك.
لذلك لابد للاجتهاد في تحصيل هذه الفرص , وقد قرأت في بعض الكتب أن رجلا تزوج امرءة عمر بن خطاب رضي الله عنه بعد لحوقه الرفيق الأعلى فقال له: إني لم أتزوجك إلا لأجل أن أعلم ما كان يفعل عمر بن خطاب رضي الله عنه في بيته فقالت: كان يضع طاسة تحت سريره فإذا استيغظ من الليل مسح بها وجهه.
فهذا هو إذا سر نجاحه الذي كان الرجل يبحث عنه , اجتهد في أن يقوم في ثلث الليل الآخر ليتعرض لهذه العروض العظيمة .
إذاً هذا الوقت هو سر نجاح الناجحين وسر قنوت القانتين وسر حلاوة عبادة العابدين وسر مناجاة الرب في هذا الوقت الهادئ كما هو سر التأمُّل والتدبُّر بآيات الله وانفتاح العلوم والفهوم كما قال تعالى { {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا } } [ المزمل: 6 ]
إذا هذه طاقة عظيمة روحية لا ينبغي للعاقل المسلم أن يضيعها بنوم لا فائدة من ورائه وكم خاطب الله في كتابه الكريم بصفة خاصة لأولي الألباب من المؤمنين إذ هم المستفيدون دائما الفرص المعروضة التي تمر بهم كل الليالي.
وهناك طاقة أخرى مادية صحية بحته لجسم الإنسان وهو الاستيقاظ في مثل هذه الساعة وما فيها من الفوائد الصحية
الفائدة الأولى: عندما يصفو الجو من حركة العمل والغبار يأتي نسيم عليل ناعم ليغسل الجو نفسه بنفسه وليتغير الجو كله إلى نسيم عليل , فإذا صار الإنسان مع ذلك يستمتع بالنظر والتأمل بالنجوم المتلألأة في آفاق السماء من آيات الله ليعتبر بها فهو أحلا وأنعم .
إذاً فوائد هذا النسيم العليل لا يخفى على اللبيب لكونه يصفي الرئتين لنظافة الأكسجين الذي يستنشق به المرء وبالتالي ينعكس ذلك على أداء الدورة الدموية والقلب
الفائدة الثانية: ينقع مرضى الربو والحساسية وهما بأمس الحاجة إلى تغيير الجو بجو أنظف
الثالثة: ينفع لمرضى الأعصاب والدماغ لكون هذا الوقت وقت هدوء إذ الإنسان إذا نام في وسط الضوضاء وضجيج السيارات ولغط الناس ثم إذا استيغظ استيغظ بمثل تلك الحالة لا شك أن التحسن بعيد عنه أو يصعب فضلا من العافية بكل سهولة.
رابعا: الرياضة الكامنة في عبادة قيام الليل وما فيها من الفوائد كالتالي :-
ا منها فائدة تنشيط دوة الدم
ب - فائدة تنشيط دفاع الجسم لغسل أعضائه بالماء البارد ثم تنشيط أعضاء الجسم كله وتحريكه
ج – فائدة التخسيس لكون السهر مما يفيد في التخسيس أصلاً فإذا رافقه تنشيط الجسم وإتعابه في سبيل الله فإن التخسيس سيندرج تحت ذلك لا محالة إن شاء الله تعالى
ثم أخيرا فما تظن أيها القارئ المسلم لو كانت الطاقتين خاصة لك من دون سائر أهل الأديان ألا تحمد الله لتنهتز من تلك الفرص الغالية الثمينة.
بالإضافة إلى ذلك فما ظنك والاستفادة بها في رمضان حيث سيفتح الرحمن الجنان ,وسيغلق النيران, وسيصفد مردة الشياطين, أي يُحبسون أو يُعتقلون بلغة العصر, ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة وكل ذلك جاء في حديث من النبي صلى الله عليه وسلم كما بود في رمضان ليلة القدر التي ليلة واحدة خير من ألف شهر وتعادل ثمانين سنة وشهر وعشر أيام بل هي خير منها فيا له من نعم تترى لو كان من يستفيد.
ملاحظة: كل ما ذكرته وجاء في الطاقة المادية إنما هو مجرد نظريات وفكر قابل للرد والقبول والدرائسة والفهم والتجربة.
والله أعلم والموفق والهادي إلى سواء السبيل