أرشيف المقالات

الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (2)

مدة قراءة المادة : 19 دقائق .
2الأدلة النقلية على ما جاء بالمنظومة الحائية من عقائد سلفية (2)   الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلِّم على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: في هذا الدرس: 1- بعض الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل. 2- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن منزَّل من عند الله عز وجل. 3- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن كلام الله من حروف، وأنه بصوت يسمَع. 4- بعض الأدلة النقلية الدالة على نداء الرب تبارك وتعالى على من يشاء من خلقه. 5- بعض الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق. (بالإضافة لتوضيح بعض الكلمات، والمعاني الواردة بالنظم)   قال الناظم رحمه الله: 3- وَقُلْ: غَيْرُ مَخْلِوقٍ كَلامُ مَليكِنا بِذَلكَ دَانَ الأتْقِياءُ وأَفْصحُوا 4- وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا كَمَا قَالَ أتْبَاعٌ لِجَهْمٍ وَأَسْجَحُوا 5- ولا تَقُلِ القُرآنُ خَلقًا قِرَاءةً فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ
قوله: ((غَيْرُ مَخْلِوقٍ)): الخلق هو الإبداع والبرء، وهو إيجاد الشيء من عدم، وكلام الله صفته سبحانه، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود.   قوله ((كَلامُ مَليكِنا)): إضافة الكلام إلى الله سبحانه وتعالى إضافةَ صفةٍ لموصوف، فالكلام صفة لله تليق به لا تُشبه صفات المخلوقين، فهو سبحانه له الكمال في ذاته وصفاته.   قوله ((بِذَلكَ)): أي بهذا المعتقد الحق بأن القرآن كلام الله غير مخلوق. قوله (( دَانَ الأتْقِياءُ)): اعتقد الأتقياء.
قوله (( وأَفْصحُوا)): صرَّحوا به، وأظهروه للناس.   قوله (( وَلا تَكُ فِي القُرْآنِ بالوَقْفِ قَائِلًا )): الواقفة طائفة قالت: لا نقول القرآن مخلوق أو غير مخلوق، بل يجب التوقف فيه.   قوله (( لِجَهْمٍ)): هو جهم بن صفوان، من رؤوس الجهمية.   قوله (( وَأَسْجَحُوا)): أسجح بالشيء؛ أي: لانت به نفسه، فأتباع جهم لانت نفوسهم ومالت قلوبهم إلى هذا المعتقد.
قوله (( ولا تَقُلِ القُرآنُ خَلقًا قِرَاءةً )): أي لا تقل قراءتي بالقرآن مخلوقة. قوله (( فإنَّ كَلامَ اللهِ باللفْظِ يُوضَحُ )): القرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، واللفظ به يُوضِّح المعنى.   المعنى الإجمالي للأبيات: أيها المتمسك بالكتاب والسنة قلْ في القرآن: إنه كلام الله، منزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود بحروفه ومعانيه جميعًا، كما نص على ذلك أهل السنة والجماعة، ولا تكن كمن شكَّ في كلام الله عز وجل، فوقف شاكًّا فيه يقول: لا أدري مخلوق أو غير مخلوق، كما قال أتباع جهم بن صفوان، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله، فهو جهمي مبتدع؛ فالقرآن كلام الله ألفاظه ومعانيه، واللفظ به يُوضِّح المعنى.   ( 1 ) من الأدلة النقلية الدالة على إثبات صفة الكلام لله عز وجل: 1) قالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ﴾[النساء: 164].   2) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143].   3) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 253].   4) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي ﴾ [الأعراف: 144].   5) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ﴾ [الشورى: 51].   6) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 87].   7) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ﴾ [النساء: 122].   8) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115].   9) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30].   10) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الفتح: 15].   11) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [النحل: 40].   12) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].   13) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59].   14) وحَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى النَّاسِ فِي الْمَوْقِفِ، فَقَالَ: ((أَلَا رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ، فَإِنَّ قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلَامَ رَبِّي))[1].   15) وحَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ))[2].   16) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ)): يقولُ اللهُ تعالَى: ما لعبدي المؤمنِ عندي جزاءٌ، إذا قبضتُ صفِيَّه من أهلِ الدُّنيا ثمَّ احتسبه، إلَّا الجنَّةَ[3]( .   17) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ قَالَ: فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، قَالَ: فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْض))[4].   18) وحَدِيثِ أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالَ: مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ: الْكَوَاكِبُ، وَبِالْكَوَاكِبِ..[5]((.   (2) من الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن منزل من عند الله عز وجل: 1) قَالَ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185].   2) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].   3) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106].   4) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [النحل: 101، 102].   5) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون ﴾ [الأنعام: 155].   6) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21].   (3) من الأدلة النقلية الدالة على أن كلام الله من حروف، وأنه بصوت يُسمع: 1) قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى ﴾ [طه: 13].   2) وحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا آدَمُ، يَقُولُ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيُنَادَى بِصَوْتٍ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ تُخْرِجَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ بَعْثًا إِلَى النَّارِ، قَالَ: يَا رَبِّ وَمَا بَعْثُ النَّارِ؟)) [6].   3) وحَدِيثِ جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((يَحشُرُ اللهُ العبادَ أو قال يَحشُرُ اللهُ الناسَ قال: وأوْمَأ بيدِه إلى الشامِ عُراةً غُرْلًا بُهْمًا، قال: قلتُ: ما بُهْمًا؟ قال: ليس معهم شيءٌ، فينادِي بصوتٍ يسمعُه من بَعُدَ كما يسمعُه من قَرُبَ: أنَا الملِكُ أنَا الدَّيَّانُ..))[7].   4) وحَدِيثِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ أَن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ))[8].   5) حَدِيثِ عَبْداللَّهِ بْن مَسْعُودٍ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ))[9].   6) وحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَقْرَأَنِي جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ، فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ))[10].   7) وقَالَ رسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ فَاقْرَؤُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ))[11].   (4) من الأدلة النقلية الدالة على نداء الرب تبارك وتعالى على من يشاء من خلقه: (النداء باتفاق أهل اللغة لا يكون إلا صوتًا مسموعًا) 1) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الشعراء: 10]. 2) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا ﴾ [مريم: 52]. 3) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [القصص: 62]. 4) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [القصص: 65]. 5) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾ [النازعات: 15- 16]. 6) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ﴾ [طه: 11، 12].   ( 5 ) من الأدلة النقلية الدالة على أن القرآن كلام الله غير مخلوق [12]: 1) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ﴾ [التوبة: 6].   2) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75].   3) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ﴾ [الفتح: 15].   4) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴾ [الكهف: 27].   5) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ﴾ [يوسف: 3].   6) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54]، ((ففرَّق بين الخلق والأمر((.   7) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ ﴾ [الرحمن: 1 - 3]، ((ففرَّق تعالى بين علمه وخلقه)).   8) وقَالَ الله تَعَالَى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴾ [الكهف: 109]، وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [لقمان: 27].
((لو كانت كلمات الله مخلوقة لفنِيت من قبل أن يَفنى بحر من البحور، ولكن الله تعالى إنما كتب الفناء على المخلوق، لا على نفسه وصفته)).   9) وحديث خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ))[13]، (لو كانت كلمات الله مخلوقة، لكانت الاستعاذة بها شركًا؛ لأنها استعاذة بمخلوق). سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك..


[1] رواه أبو داود (4734)، والترمذي (2925)، وابن ماجه (201)، وصححه الألباني ((السلسلة الصحيحة)) (1947).
[2] رواه البخاري (6539)، ومسلم (1016).
[3] رواه البخاري (6424). [4] رواه البخاري (7485)، مسلم (2637).
[5] رواه مسلم (٧٢). [6] رواه البخاري (4741).
[7] صححه الألبانيُّ في تخريج ((كتاب السنة)) (514).
[8] رواه مسلم ( 1363). [9] رواه الترمذي (2910)، وصححه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)). [10] رواه البخاري ( 3047 )، ومسلم ( 819). [11] رواه البخاري ( 2287 ) ومسلم ( 818). [12] راجع موقع ((الإسلام سؤال وجواب)) فتوى رقم ( 219613).
[13] رواه مسلم (2708).



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٣