أرشيف المقالات

وما أنا من المتكلفين - مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} :
لم يطلب محمد صلى الله عليه وسلم أجراً على الرسالة ومشقة تبليغها , كما أنه لم يزعم أن القرآن من عند نفسه كما أنه لم يتكلف أحكاماً أو حكماً من عنده, وكذلك العلماء والدعاة من أتباعه وتلاميذه صلى الله عليه وسلم , إنما هو أمر الله وهي كلماته التي أنزلها للخروج بالبشرية من الظلمات إلى نور الحق وهدايته , ومن شك فسيعلم عين اليقين يوم يرى نار جهنم أمامه , ومن عاند أو استكبر أو قابل الرسول وأتباعه ومن ساروا على منهجه بالعداء فسيجد مغبة فعله ونتيجة عدائه يوم القيامة .
قال تعالى:
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} .
[ص 86 - 88]
قال السعدي في تفسيره:
لما بين الرسول للناس الدليل ووضح لهم السبيل قال الله له:
{ {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ} } أي: على دعائي إياكم { {مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَّلِفِينَ} } أدعي أمرا ليس لي، وأقفو ما ليس لي به علم، لا أتبع إلا ما يوحى إليَّ.
{ { إِنْ هُوَ} } أي: هذا الوحي والقرآن { {إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ } } يتذكرون به كل ما ينفعهم، من مصالح دينهم ودنياهم، فيكون شرفا ورفعة للعاملين به، وإقامة حجة على المعاندين.
فهذه السورة العظيمة، مشتملة على الذكر الحكيم، والنبأ العظيم، وإقامة الحجج والبراهين، على من كذب بالقرآن وعارضه، وكذب من جاء به، والإخبار عن عباد اللّه المخلصين، وجزاء المتقين والطاغين.
فلهذا أقسم في أولها بأنه ذو الذكر، ووصفه في آخرها بأنه ذكر للعالمين.
وأكثر التذكير بها فيما بين ذلك، كقوله: { {واذكر عبدنا} } - { {واذكر عبادنا } } - { {رحمة من عندنا وذكرى} } { { هذا ذكر } }
اللّهم علمنا منه ما جهلنا، وذكرنا منه ما نسينا، نسيان غفلة ونسيان ترك.
{ {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ } } أي: خبره { {بَعْدَ حِينٍ } } وذلك حين يقع عليهم العذاب وتتقطع عنهم الأسباب.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن