أرشيف المقالات

معنى كون القرآن عزيزا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2معنى كون القرآن عزيزًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قال الله سبحانه: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [فصلت: 41، 42].
﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾؛ أي: وإن هذا القرآن لكتاب عزيز، أعزَّه الله وحفظه من كل تبديل وتحريف، وممتنع عن الناس أن يقولوا مثله أو يغلبوا حُججه؛ يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (20/ 443)، و((تفسير القرطبي)) (15/ 367)، و((تفسير ابن كثير)) (7/ 183)، و((تفسير السعدي)) (ص750)، و((التحرير والتنوير))؛ لابن عاشور (24/ 308).   وعن قتادة في قوله: ﴿ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴾؛ قال: "أعزَّه الله؛ لأنه كلامه، وحفظه من الباطل"؛ رواه ابن جرير في تفسيره (20/ 443).   ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾. ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾؛ أي: لا تُكذِّب القرآنَ الكتبُ المنزَّلة السابقة، ولا يأتي شيءٌ من بعده يُبطل شيئًا من أخباره أو أحكامه، ولا يستطيع مبطلٌ تغيير شيء من معانيه، ولا تغيير ألفاظه بزيادة فيه أو نقص منه، أو إبداله بغيره؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛ يُنظر: ((معاني القرآن))؛ للفراء (3/ 19)، و((تفسير ابن جرير)) (20/ 445)، و((تفسير ابن عطية)) (5/ 19)، و((زاد المسير))؛ لابن الجوزي (4/ 54)، و((تفسير القرطبي)) (15/ 367)، و((تفسير السعدي)) (ص750).   قال ابن كثير: "أي: ليس للبطلان إليه سبيلٌ؛ لأنه منزَّل من رب العالمين"؛ ((تفسير ابن كثير))، (7/ 183).   وقال ابن عاشور: "أي: لا يشتمل على الباطل بحال، والمقصود: استيعاب الجهات تمثيلًا لحال انتفاء الباطل عنه في ظاهره وفي تأويله، فمعنى ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ ﴾: لا يوجد فيه ولا يداخله، وليس المراد أنه لا يُدَّعى عليه الباطل"؛ ((التحرير والتنوير))؛ لابن عاشور (24/ 309)، ويُنظر: ((الكشاف))؛ للزمخشري (4/ 202).   ﴿ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾؛ أي: القرآن تنزيل من عند ذي حكمة في أقواله وأفعاله، وتدبير خلقه، محمود على صفات كماله ونعمه الدينية والدنيوية على عباده؛ يُنظَر: ((تفسير ابن جرير)) (20/ 445)، و((تفسير ابن كثير)) (7/ 183)، و((تفسير السعدي)) (ص75).



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢