أرشيف المقالات

في ظلال رمضان.. (10) من (30) - في ظلال رمضان - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
(للترك والتناول بأمر الله، طعم، أعلى من الترك والتناول بمقتضى الطبع)
كم مرة تريد أن تأكل فتأكل، أن تشرب فتشرب..
كم مرة أردت ففعلت؟
 لكن أن تأكل لأمره، وتترك لأمره، وتعجل طعامك لأمره في وقت، وتؤخره لأمره في وقت آخر، فتجري على مقتضي العبودية والطاعة..
فعلى هذا يقتات قلبك وبه يصلح، فبهذا حياة القلب ونعيمه وسروره..
وبمقدار اقتيات القلب على أمر ربه تعالى ومرضاته يحيا ويصلح.
إن من أعظم النعم والمنن أن تفعل لأجله وتترك لأجله؛ فالغالب يعمل لرغبة وشهوة وهوى، وأما من اصطفاه الله تعالى (فيضنّ) به تعالى أن يتركه لنفسه وأن يقضي عمره لرغبات فانية ومصالح محدودة مضطربة ومتناقضة وقصيرة الأمد ومريرة المذاق وسيئة العاقبة..
 فيصطفيه الله تعالى ليحيا بأمر ربه ويعمل له وبه، كما قال البعض (إياك أريد بما تريد) وخير الأمور أن تكون حياة العبد لله تعالى، وبه، وبما يريد تعالى.
 إن الصيام دربة على الإنخلاع من مقتضى النفوس إلى مقتضى أمر الرب تعالى، إنها مران على التجرد والعبودية لتتضاءل الشهوة ويتقزم سلطان النفس ، لتكون مطواعة لله تعالى، منخلعة من الحظوظ، منكسرة لله تعالى، فتزكو..
 وعند انكسار النفوس لله تعالى تأتيها الخلع والعطايا من رب العالمين، وتأتي وفود الخير..
فهنيئا لمن امتثل أمر ربه وأخر هواه وطوع لله نفسه..
فالحمد لله، اللهم تقبل.
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣