أرشيف المقالات

الابتسامة في الإسلام

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
2الابتسامة في الإسلام   الابتسامةُ سِرٌّ من أسرار القبول لدى الناس؛ فهي تمسح آلام من تُقابله، وتُداوي جراح من تُجالسه، وهي تفعل فعل السِّحْر بالعقول، ألا تشعُر بانجذابك نحو شخص يبتسم في وجهك كلما رآك.   الابتسامة التي تأخذ حيِّزًا صغيرًا في وجهك؛ فإنها تأخذ حيِّزًا كبيرًا في نفوس الآخرين، فالشخص الذي يتمتَّع بروح الابتسامة اللطيفة من أكثر الناس جاذبيةً وقبولًا.   هل علمت أن الابتسامة عملٌ صالحٌ، لا يُكلِّفك شيئًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وَتَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ))[1]، أتدري لماذا؟ لأنك بتبسُّمك تُدخِل السرور على أخيك المسلم، وتفتح له قلبك، وتُشعِره بالارتياح منك له.   ابتسم، ولو صعبت عليك الابتسامة، فهي من أسباب السعادة، ولا تتركها؛ فهي خيرٌ لك قبل أن تكون خيرًا لغيرك؛ إنك بابتسامتك تُدخِل السرورَ في قلوب مَنْ حولك، وهذا عمل يُؤجَر عليه المسلم إذا احتسبه.   فابتسم للجميع؛ لأُمِّك، ولأبيك، وأخيك، وصديقك، وكل مَنْ تُقابِل، كما جاء في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: ((وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ))[2].   حاول أن تجعل الابتسامة سجيةً لك، في مواقفك ومقابلاتك؛ فهي أجر عظيم، وخلق حسن، بلا كُلْفة، فكيف يتأخَّر عنها بعضُنا، وقد تكون الابتسامة بلسمًا لكثيرٍ مما في قلوب الآخرين، فكم ستجني من الخير خلال اليوم والليلة؟!   الابتسامة تُفْصِحُ عمَّا في قلبك من الابتهاج، والسلامة، والارتياح من دون أن يتلفَّظ بها لسانُك فهي تحتاج إلى تدريب النفس عليها فقط، فثمة ارتباط وثيق بين الابتسامة، وراحة البال.   قال جرير بن عبدالله رضي الله عنه: "ما رآني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسَّم". وقال بعضهم: إن من حُسْن الخُلُق أن يحدِّث الرجل صاحبه وهو مبتسم. فكن محاولًا لاستجلاب الابتسامة، ولو بالفكاهة المباحة، والمزح اليسير.  

[1] أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم (891) 1 /307، والبيهقي في الشعب برقم (3105) 5 /66، وابن حِبان في صحيحه برقم (474) 2 /221، والطبراني في الأوسط برقم (8342) 8 /183، وحسَّنه عبدالقادر الأرناؤوط في تحقيق جامع الأصول برقم (7310) 9/561، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع برقم (2908) 1 /561. [2] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2626) 4 /2026.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢