أرشيف المقالات

من صور التفاؤل والتشاؤم

مدة قراءة المادة : 20 دقائق .
2من صور التفاؤل والتشاؤم   اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماوات وملء الأرض، وما بينهما، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومُبشِّرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا... أما بعد: فسوف نذكر بعض النماذج من التفاؤل والتشاؤم: أولًا: صور من التفاؤل: نهى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عن مذْق (خلط) اللبن بالماء، فخرج ذات ليلة في حواشي المدينة، فإذا بامرأة تقول لابنة لها: ألا تمذقين (تخلطين) اللبن؟ فقالت الجارية: كيف أمذق وقد نهى أمير المؤمنين عن المذق؟! فقالت الأم: قد مذق الناس فامذقي، فما يدري أمير المؤمنين! فقالت الفتاة: إن كان عمر لا يعلم، فإله عمر يعلم، ما كنت لأفعله وقد نهى عنه، فوقعت مقالتها من عمر، فلما أصبح دعا عاصمًا ابنه، فقال: يا بني، اذهب إلى موضع كذا وكذا فاسأل عن الجارية ووصفها له، فذهب عاصم فإذا هي جارية من بني هلال، فقال: له عمر: اذهب يا بني فتزوَّجها، فما أحراها أن تأتي بفارس يسود العرب، فتزوَّجها عاصم بن عمر، فولدت له أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، فتزوجها عبدالعزيز بن مروان بن الحكم، فرزقه الله تعالى منها عمر بن عبدالعزيز الخليفة العادل؛ (سيرة عمر بن عبدالعزيز؛ لابن عبدالحكم، صـ19: صـ20).   أخي المسلم الكريم، انظر كيف تفاءل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بهذه الفتاة الصالحة، فأصبح هذا التفاؤل حقيقة، بعد عدة سنوات، وذلك بفضل الله تعالى وحده.   قال محمد بن كعب القرظي: إن أهل العراق أصابهم أزمة، فقام بينهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: يا أيها الناس، أبشروا، فوالله إني لأرجو ألَّا يمرَّ عليكم إلا اليسير حتى تروا ما يسرُّكم من الرخاء واليسر، قد رأيتني مكثت ثلاثة أيام من الدهر، ما أجد شيئًا آكله حتى خشيت أن يقتلني الجوع، فأرسلت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستطعمةً لي، فقال: يا بنية، والله ما في البيت طعام يأكله ذو كبد إلا ما ترين - لشيء قليل بين يديه - ولكن ارجعي فسيرزقكم الله، فلما جاءتني فأخبرتني، انقلبت وذهبت حتى آتي بني قريظة، فإذا يهودي على شفا بئر، قال: يا علي، هل لك أن تسقي لي نخلًا وأطعمك؟ قلت: نعم، فبايعته على أن أنزع كل دلو بتمرة، فجعلت أنزع، فكلما نزعت دلوًا أعطاني تمرةً، حتى إذا امتلأت يدي من التمر قعدت، فأكلت وشربت من الماء؛ (المطالب العالية؛ لابن حجر العسقلاني، جـ13، صـ244، رقم: 7338).   وأرسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه رسلًا إلى يزدجرد، ملك الفرس، فقال يزدجرد: لو قتل أحد الرسل قبلي لقتلتكم، ثم أراد أن يهين المسلمين؛ فطلب حمل تراب، فقال: انظروا أشرف واحد من المسلمين احملوه على ظهره، فقام عاصم بن عمر، وقال: أنا أشرفهم، أنا سيد هؤلاء، فحمل التراب على عنقه، وخرج إلى راحلته فركبها، وأخذ التراب، فحمله حتى أتى سعدًا، فقال سعد له: أبشر، فقد أعطانا الله تعالى تراب أرضهم؛) تاريخ ابن خلدون، جـ2، صـ528:527).

ودخل عبدالله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما المسجد، فرأى قومًا يصلون، فقال: يا أيها الناس أبشروا، فإنه ما منكم من بعث النار أحد، ثم قرأ: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43]؛ (شرح السنة؛ للبغوي، جـ2، صـ174).   وقال أحمد بن محمد البرقي القاضي رحمه الله: رأيت امرأةً بالبادية، وقد جاء البـرد، فذهب بزرع كان لها، فجاء الناس يعزونها، فرفعت طرفها (عينيها) إلى السماء، وقالت: اللهم أنت المأمول لأحسن الخلف، وبيدك التعويض عما تلف، فافعل بنا ما أنت أهله، فإن أرزاقنا عليك، وآمالنا مصروفة إليك، قال البرقي: فلم أبرح، حتى جاء رجل من الأجلاء، فحدث بما كان، فوهب لها خمسمائة دينار؛ (الفرج بعد الشدة؛ للتنوخي، جـ 1، صـ181) والدينار حوالي أربعة جرامات من الذهب الخالص.   فانظر، أخي المسلم الكريم، كيف أن الله تعالى رزق هذه المرأة بكيلوين من الذهب؛ لحُسْن ظنِّها بالله تعالى.   دعوة للتفاؤل: ينبغي على المسلم أن يكون متفائلًا في حياته، وأن يُبشِّر الناس بالخير، اتِّباعًا للنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يتفاءل في وقت الأزمات، كما حدث منه صلى الله عليه وسلم عندما حاصر الأحزاب المدينة، فبشَّر أصحابه الكرام بأنهم سوف يفتحون بلاد فارس والروم، ويملكون كنوز كسرى وقيصر.   إن التفاؤل المبني على حسن الظن بالله تعالى من الصفات الرئيسية لأي شخصية مسلمة ناجحة؛ فالتفاؤل يزرع الأمل، ويعمق الثقة بالنفس، ويُحفِّز على النشاط والعمل، وهذه كلها عناصر لا غنى عنها لتحقيق النجاح.   إن تفاؤل المسلم معناه الأمل، والإيجابية، والاتِّزان، والتعقُّل في جميع أمور الحياة، والتفاؤل لكي يصل بالمسلم إلى شاطئ السعادة والنجاح، لا بد أن يكون مقترنًا بالعمل الدائم الجاد.   التفاؤل في واحة الشعراء: سوف نذكر بعض أقوال الشعراء في التفاؤل: (1) قال الإمام الشافعي رحمه الله: سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون فادرأ الهمَّ ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون إنَّ ربًّا كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون (ديوان الإمام الشافعي، صـ111).   (2) قال الشاعر: يراع الفتى للخطب تبدو صدوره فيأسى وفي عقباه يأتي سروره ألم تر أن الليل لما تراكمت دجاه بدا وجه الصباح ونوره فلا تصحبن اليأس إن كنت عالِمًا لبيبًا فإن الدهر شتى أموره (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، صـ 299)   (3) قال الشاعر: الصبر مثل اسمه مـرٌّ مذاقته *** لكن عواقبه أحلى من العسل   (4) قال الشاعر: وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي وكم يُسْر أتى من بعد عسر وفرج لوعة القلب الشجي وكم هم تساء به صباحًا فتعقبه المسرَّةُ بالعشي إذا ضاقت بك الأسباب يومًا فثق بالواحد الأحد العلي (موارد الظمآن؛ عبدالعزيز السلمان، جـ2، صـ 360)   ثانيًا: صور للتشاؤم أسباب التشاؤم: للتشاؤم أسباب كثيرة، نستطيع أن نوجزها في الأمور التالية: (1) سوء الظن بالله تعالى: إن من أهم أسباب التشاؤم لدى الإنسان، سوء الظن بالله تعالى؛ فالذي يحسن ظنَّه بربِّه دائم التفاؤل، ودائم الرضا، لا يسخط ولا يغضب، حتى عند نزول البلاء.   روى مسلم عن صهيب الرومي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرَّاء شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له؛ (مسلم: حديث: 2999).   فالإنسان الذي يتشاءم من شخص أو زمن أو حيوان، أو غيره، وينسى أن الله هو مقدر الأمور، ويلقي اللوم على هذا وعلى ذاك، قد ظن بالله ظن السوء؛ لأن التشاؤم هو: صرف شيء من حقوق الله عز وجل لغيره، وتعلُّق للقلوب بمخلوق، لا ينفع ولا يضرُّ.   (2) الإسراف في المعاصي: الإسراف في المعاصي مدخل للشيطان، يجعل الإنسان متشائمًا من كل شيء، حتى يوصله في النهاية إلى اليأس من رحمة الله؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].
ولقد ظهر الإسراف واضحًا في قصة أصحاب القرية، حيث أرجع المرسلون سبب تشاؤمهم إلى إسرافهم في المعاصي.   قال تعالى على لسان المرسلين: ﴿ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19]؛ قال الإمام الطبري رحمه الله قوله: ﴿ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴾ [يس: 19]: قالوا لهم: ما بكم التطير بنا؛ ولكنكم قوم أهل معاصي لله وآثام، قد غلبت عليكم الذنوب والآثام؛ (تفسير الطبري، جـ19، صـ 419).   (3) الجهل بدين الله تعالى: الجهل بدين الله تعالى آفة عظيمة تجلب الضلال، فمن جهل معنى التوكُّل على الله، وجهل أن مقاليد الأمور بيد الله وحده، يصرفها كما يشاء، يكون أكثر الناس عرضةً للتفكير السلبي، والذي يجره إلى التشاؤم من كل شيء في الحياة.   فقوم فرعون خلطوا بين الأمور خيرها وشرها، فإن جاءهم الخير، فرحوا واستبشروا، وقالوا: لنا هذه؛ ولكنهم إذا أصابهم الشر تشاءموا من موسى عليه السلام ومن معه، ونسوا أن أمرهم كله وما أصابهم وما سيصيبهم إنما هو من عند الله تعالى.   (4) وساوس الشيطان: الشيطان هو عدوُّ الإنسان، ومهمته الأساسية، هي غواية الإنسان وجره إلى النار وبئس المصير، وقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن يبتليهم ويختبرهم، وذلك بعد أن بيَّن لهم الطريق القويم، وحذرهم من وسوسة الشياطين؛ ومن أهم الطرق التي يسلكها الشيطان لتحقيق مآربه هي إدخال الحزن والشؤم على قلب الإنسان؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المجادلة: 10].   (5) تقليد المتشائمين: من أسباب التشاؤم تقليد الناس لغيرهم من المتشائمين دون تفكير، فالتقليد الأعمى بغير حجة صحيحة هو الذي أدَّى إلى عدم إيمان بعض الأمم السابقة بأنبياء الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170]، وقال عز وجل: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾ [لقمان: 21]؛ (التشاؤم في القرآن الكريم؛ ماجد رجب سكر، مجلة جامعة الأقصى، جـ21، العدد الثاني، صـ83:78).   (6) مصاحبة المتشائمين: الصاحب له تأثير كبير في صاحبه، فالذي يصاحب أهل الفضل يتأثَّر بهم، والذي يصاحب الأشرار يتأثَّر بهم؛ ولذلك فإن الإنسان الذي يصاحب المتشائمين، سوف يتأثَّر بهم في حياته.   قال عدي بن زيد رحمه الله: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، صـ 205).   ذم التشاؤم في واحة الشعراء: (1) قال الشاعر: لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى *** ولا زاجرات الطير ما الله صانع (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، صـ 315)   (2) قال الشاعر: طيرة الناس لا ترد قضاءً فاعذر الدهر لا تشبه بلوم أي يوم تخصه بسعود والمنايا ينزلن في كل يوم ليس يوم إلا وفيه سعود ونحوس تجري لقوم وقوم (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، صـ 315).   (3) قال الشاعر: الزجر والطير والكهان كلهم *** مضللون ودون الغيب أقفال (فتح الباري؛ لابن حجر العسقلاني، جـ10، صـ213).   (4) قال الشاعر: وما عاجلات الطير تدني من الفتى *** نجاحًا ولا عن ريثهن قصور (فتح الباري؛ لابن حجر العسقلاني، جـ10، صـ213)   صور للتشاؤم: سوف نذكر بعض الصور للتشاؤم: قال مزاحم: لما خرج عمر بن عبدالعزيز من المدينة، نظرت فإذا القمر في الدَّبَران؛ فكرهت أن أقول ذلك له، فقلت: ألا تنظر إلى القمر، ما أحسن استواءه في هذه الليلة! فنظر عمر فإذا هو بالدَّبَران، فقال: كأنك أردت أن تعلمني أن القمر بالدَّبَران يا مزاحم، إنا لا نخرج بشمس ولا بقمر؛ ولكنا نخرج بالله الواحد القهار؛ (سيرة عمر بن عبدالعزيز؛ لابن عبدالحكم، صـ32).
الدَّبَران: منزل من منازل القمر، كان العرب يتشاءمون به.   التشاؤم برؤية بعض الطيور: بعض الناس إذا خرج من منزله ورأى بومةً أو غرابًا، رجع ولم يمض فيما عزم؛ لأنه يتشاءم من هذين الطائرين. • قال الأصمعي: خرج النابغة الذبياني مع زيان بن سيار يريدان الغزو، وعند الرحيل نظر النابغة إلى جرادة قد سقطت على ثوبه، فقال: جرادة تجرد وذات ألوان، فتطير (أي: تشاءم) ورجع وقال لا أذهب في هذا الوجه، وذهب زيدان إلى المعركة، فلما رجع من تلك الغزوة سالِمًا غانمًا، أنشأ يذكر شأن النابغة، فقال: تخير طيرةً فيها زياد لتخبره وما فيها خبير أقام كأن لقمان بن عاد أشار له بحكمته مشير تعلم إنه لا طير إلا على متطير وهو الثبور بلى شيء يوافق بعض شيء أحايينًا وباطله كثير (التمهيد؛ لابن عبدالبر، جـ9، صـ 286)   (4) قال أبو الحسن الماوردي رحمه الله: ليس شيء أضر بالرأي، ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاءً أو يدفع مقدورًا فقد جهل؛ (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، صـ 314).   (5) قال محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: الإنسان إذا فتح على نفسه باب التشاؤم، ضاقت عليه الدنيا، وصار يتخيَّل كل شيء أنه شؤم، حتى إنه يوجد أناس إذا أصبح وخرج من بيته ثم قابله رجل ليس له إلا عين واحدة تشاءم، وقال: اليوم يوم سوء، وأغلق دكانه، ولم يبع ولم يشتر، والعياذ بالله، وكان بعضهم يتشاءم من يوم الأربعاء، ويقول: إنه يوم نحس وشؤم، ومنهم من يتشاءم من شهر شوال، ولا سيما في النكاح، وقد نقضت عائشة رضي الله عنها هذا التشاؤم بأنه صلى الله عليه وسلم عقد عليها في شوال، وبنى بها في شوال، فكانت تقول: "فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟"؛ (مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين، جـ9، صـ 515).   مقارنة بين المتفائل والمتشائم: الإنسان المتفائل: (1) عنده حسن ظن بالله تعالى، واثق بنفسه. (2) راجح العقل، صبور، ومجتهد ونشيط في عمله. (3) واسع الصدر في معاملاته مع الناس. (4) يحب استشارة أهل الخبرة الصالحين فيما يريد عمله.   (5) يواجه المشكلات بمرونة، ويجتهد في إيجاد حلول لها. (6) يشعر بقدرته الذاتية على تحقيق أهدافه.
(7) يميل إلى الإبداع والابتكار في مشروعاته المختلفة.
(8) يشارك بطريقة إيجابية وفعَّالة في المشروعات التي تخدم المجتمع.
(9) تظهر على وجهه البشاشة، ويحب مداعبة الناس.
(10) يحرص على عدم استعادة الذكريات السابقة التي تؤلمه.   الإنسان المتشائم: 1- ضعيف الإيمان بالله تعالى، وغير واثق بنفسه. 2- أكثر الناس خوفًا من كل ما يـراه أو يسمعه.
3- يميل إلى الشدة والعنف مع الذين يتعاملون معه.
4- لا يستطيع مواجهة المشكلات التي تقابله في حياته.
5- يقوم بتضخيم الأمور أكثر مما تستحق.
6- يميل إلى استرجاع الذكريات المؤلمة السابقة.
7- يشعر دائمًا بالحزن والاكتئاب.
8- لا يثق بالآخرين، ويعاملهم بنوع من الشك.
9- لا يتفاعل بإيجابية مع المجتمع الذي يعيش فيه.   10- يشعر بالإحباط عند التخطيط للمستقبل.   ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن يجعله ذخرًا لي عنده يوم القيامة. ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير