أرشيف المقالات

الملامح التربوية في قول المؤذن: الله أكبر

مدة قراءة المادة : 21 دقائق .
2الملامح التربوية في قول المؤذن: الله أكبر   إن المتأمل في مفردات الأذان المعروفة والمشهورة التي وردت في كتب السنة النبوية الشريفة، واتفق عليها علماء الأمة، يجدها تحتوي على ملامح تربوية عظيمة، وقبل عرض بعض هـذه الملامح، أستعرض مفردات الأذان للتذكير بها، وهي: ♦ الله أكبر الله أكبر. ♦ الله أكبر الله أكبر. ♦ أشهد أن لا إله إلا الله. ♦ أشهد أن لا إله إلا الله. ♦ أشهد أن محمدًا رسول الله. ♦ أشهد أن محمدًا رسول الله. ♦ حي على الصلاة. ♦ حي على الصلاة. ♦ حي على الفلاح. ♦ حي على الفلاح. ♦ الله أكبر الله أكبر. ♦ لا إله إلا الله.   [ويقول المؤذن في صلاة الفجر بعـد الحيعلتين تحديدًا: الصلاة خير من النوم...
الصلاة خير من النوم]
.   أما الملامح التربوية التي تضمنتها مفردات الأذان، فهي: أولًا: التبكير إلى الصلاة: التكبير في الأذان تكرر ست مرات، أربع مرات ابتدئ به، ومرتان في آخره، وهذا - كما هو واضح - تنبيه عظيم على أن الله جل جلاله أكبر وأعظم من أي شيء في حياتنا على الإطلاق؛ أكبر من أعمالنا وأزواجنا وأولادنا وأصدقائنا وأحبابنا وأملاكنا، بل إنه ما كبير في الدنيا إلا والله تعالى أكبر منه، ولا مقارنة، فالله تعالى أكبر وأعظم وأجل على الإطلاق.   لذلك فإنْ كان الأذان إعلامًا بدخول وقت الصلاة، فإنه حري بالمؤمن الصادق في إيمانه المتبع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم، أنه عند سماع الأذان، أن يكون لديه حالة استنفار قصوى، فيترك كل أمر في حياته مهما عَظُمَ هذا الأمر، ومهما كَبُرَ، ومهما كان في أي زمان، وفي أي مكان؛ لأنه لا يعلو شيء في وقت الصلاة والتبكير لها.   وإذا تأملنا سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، وجدنا عنايته صلى الله عليه وسلم التامة، وحرصه الشديد على الصلاة إذا حان وقتها، نجد أنه كان يتَرَكَ ما سواها أيًّا كان، ويتأكد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَـالِ أَفْضَلُ؟ قال: "الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا"[1]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الْأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلَّا أَنْ يَسْتَهِمُوا[2] عَلَيْهِ، لَاسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ[3] لَاسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا "[4].   وعـن الأسود بن يزيد رحمه الله قال سألتُ عائشة رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـمَ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَـالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ[5].   والصلاة في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم كان لها قدرها العظيم، كيف لا وهـو القائل عليه الصلاة والسلام: "وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ"[6]، وقـال صلى الله عليه وسلم: "يَا بِلَالُ أَرِحْنَا بِالصَّلَاةِ"[7]؛ لأنها لقاء مع الله الكبير سبحانه وتعالى.   إذا فقه المسلم هذا المعنى، واستقر في عقله ووجدانه، فلا أتصور أن يشغله شاغل عن التبكير إلى الصلاة، إلا من عذر شرعي يوجب التأخير.   ثانيًا: تأكيد توحيد الله تعالى: يأتي بعد التكبير مباشرة - والذي يحمل في طياته معنى التوحيد العملي - التأكيد بالشهادة على توحيد الله تعالى، بأن الله تعالى واحد، لا إله غيره، ثم خُتم الأذان بها، فالتوحيد أصل هذا الدين وشعيرته العظمى، ومن أجله أرسلت الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأنزلت الكتب؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].   لقد حرصت الشريعة الإسلامية على ترسيخ كلمة التوحيد في الإنسان منذ ولادته، فَعَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّـمَ أَذَّنَ فِي أُذُنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ حِينَ وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ بِالصَّلَاةِ[8].   وبعد بلوغ الطفل السابعة من عمره يأتي دور الصلاة، فيؤمر بها ويرتاد المسجد، فيسمع كلمة التوحيد تتردد على سمعه في اليوم والليلة خمس مرات، وبعد عمر يقدره الله تعالى حين يحضر أجله، حرصت الشريعة ألاَّ يخرج من الدنيا إلا وقد طَرَقَ سمعه كلمة التوحيد؛ ليرددها وتكون آخر كلامه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" [9].   فكلمة التوحيد تسير مع المسلم مدة حياته كلها، عند ولادته ومرورًا بعمره الذي يقدره الله تعالى له، ثم عند وداعه الدنيا تكون كلمة التوحيد مرافقة له، وآخر ما يسمعه؛ ذلك لأن قدرها رفيع، وأجرها كبير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ"[10].   وفي هذا السياق نؤكد أن الأذان يحمل في طياته رسالة عظيمة، وتنبيهًا جليلًا؛ بأن الإسلام جاء ليحرر الناس في مشارق الأرض ومغاربها، من أي معبود سوى الله تعالى، وأن الله سبحانه وحده هو المتصرف، وهو الخالق، والرازق، والمدبر، والقادر، له كل الأسماء الحسنى والصفات العلا.   وإذا استقرت كلمة التوحيد كما أرادها الله تعالى في عقل المسلم، وفي وجدانه، وأضحت سلوكًا ممارسًا في ليله ونهاره، في جده وهزله، في نومه ويقظته، في بيعه وشرائه، في سفره وحضره، في قوله وفعله، في سلمه وحربه، في فرحه وترحه، وفي كل شؤون حياته كانت الجنة عاقبته ونهايته، فقد عاش حياة طيبة ببركة ممارستها، فيسعد بها في دنياه وآخرته.   ثالثًا: التأكيد بأن محمدًا رسول الله: نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، وقد رفع الله تعالى قدره وأعلى شأنه، فقال تعالى: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].   ويعلق الشيخ السعدي رحمه الله على هذه الآية الكريمة، فيقول: "أي: أعلينا قدرك، وجعلنا لك الثناء الحسن العالي، الذي لم يصل إليه أحد من الخلق، فلا يذكر الله إلا ذكر معه رسوله صلى الله عليه وسلم، كما في الدخول في الإسلام، وفي الأذان، والإقامة، والخطب، وغير ذلك من الأمور التي أعلى الله بها ذكر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم"[11].   وقال القاضي عياض رحمه الله: "هذا تقرير من الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم على عظيم نعمه لديه، وشريف منزلته عنده، وكرامته عليه بأن شرح قلبه للإيمان والهداية، ووسعه لوعي العلم، وحمل الحكمة، ورفع عنه ثقل أمور الجاهلية عليه، وبغضه لسيرها، وما كانت عليه بظهور دينه على الدين كله، وحط عنه عهدة أعباء الرسالة والنبوة لتبليغه الناس ما نزل إليهم، وتنويهه بعظيم مكانه وجليل رتبته، ورفعة ذكره، وقرانه مع اسمِه اسمَه"[12].   ومن خلال الأذان يتأكد أن رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هي الرسالة الخالدة والخاتمة التي حوت الخير كلَّه، فأقبلوا عليها أيهـا الناس (قرآنًا وسنةً)، عقيدة وشريعة، واتركوا ما سواها من معتقدات ومذاهب، وأفكار ملوثة بأدران الكفر والإلحاد، والزيغ والضلال، فهي الهداية الحقيقية والنور المبين، والمنقذ من الغواية والضلال، فمن تمسك بشريعته هُدي إلى صراط مستقيم، وعاش حياة سعيدة رفيعة في الدنيا والآخرة.   رابعًا: الصلاة طريق الفلاح: بعد تأكيد أهمية توحيد الله تعالى، وأهمية رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، جاء النداء بأجمل عبارة وأروع بيان: (حي على الصلاة..
حي على الفلاح).   الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وأعظم الفرائض، وقد ارتبط الفلاح مباشرة بتأديتها، فمن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة عليه بالصلاة، ومن استقامت صلاته وصلحت، صلح سائر أمره.   قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ"[13].   ولنتأمل النداء إلى الصلاة بـ(حي)، ولم يكن بنداء غيره، مثل: هيا، أو تعالوا، أو أدركوا، فنجد ابن منظور في لسان العرب، يقول: "حَيَّ: حَثٌّ ودُعاء، ومنه حديث الأَذان حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على الفَلاح، أَي: هَلُمُّوا إليها وأَقبلوا وتَعالَوْا مسرعين، وقيل: أَي عَجِّلْ وأَسْرِع على الفلاح، معناه إِلى الفوز بالبقاء الدائم.   وقال ابن الأَثير: وهو من أَفْلَحَ كالنجاح من أَنجَحَ؛ أَي: هَلُمُّوا إِلى سبب البقاء في الجنة والفوز بها، وهو الصلاة في الجماعة"[14].   خامسًا: التبرؤ من الحول والقوة: يردد من يسمع المؤذن جميع الألفاظ كلمة كلمة إلا في الحيعلتين: (حي على الصلاة..
حي على الفلاح)، فإنَّه يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.   وقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا سَمِعْتُمْ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ"[15]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إِذَا قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ[16].   ولعل سائلًا يسأل عن علة تخصيص قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) في هذا الموضع تحديدًا، فلماذا لا يقال: سمعنا وأطعنا أو غير ذلك؟ ولا شك أن التسليم مطلوب مطلقًا بما ثبت به الدليل الشرعي الصحيح.   وقد بين العلماء العلة في القول بالحيعلتين بخلاف جمل الأذان الأخرى، فقد قال النووي رحمه الله في المجموع: "وإنما استحب للمتابع أن يقول مثل المؤذن في غير الحيعلتين، فيدل على رضاه به وموافقته على ذلك، أما الحيعلة فدعاء إلى الصلاة، وهذا لا يليق بغير المؤذن، فاستحب للمتابع ذكر آخر، فكان لا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه تفويض محض إلى الله تعالى"[17].   كما ذكر ابن حجر رحمه الله وجهًا آخر يبين العلة في قول لا حول ولا قوة إلا بالله عند سماع الحيعلتين، فقال: "قال الطيـبي معنى الحيعلتين: هَلُمَّ بوجهك وسريرتك إلى الهُدى عاجلًا والفوز بالنعيم آجلًا، فناسب أن يقول: هذا أمر عظيم لا أستطيع مع ضعفي القيام به إلا إذا وفقني الله بحوله وقوته"[18].   وقد بوب علماء الحديث أبوابًا في فضل قـول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ"[19].   والمتأمل لهذه الكلمة العظيمة يجدها متضمنة لتوحيد الله تعالى؛ لأنها قائمة على تفويض الأمر كله لله سبحانه، والإقرار التام بضعف الإنسان وقلة حيلته، ولقد عَرَفَ الصالحون فضلها وقدرها، فكانت ذكرًا دائمًا يلهج لسانهم به؛ ولذلك يجب أن تكون مرافقة لنا في شؤون حياتنا كلها: في أعمالنا وأقوالنا، نعمل ونجتهد بكل طاقتنا، ثم نكون على يقين تام بأن الأمر كله لله تعالى الحي القيوم الذي بيده الحول والقوة.   سادسًا: الصلاة خير من النوم: تميز الأذان لصلاة الفجر بعد الحيعلتين بذكر عبارة: (الصلاة خير من النوم..
الصلاة خير من النوم)؛ لأن هذا الوقت في الغالب مظنة النوم لكثير من الناس وغفلتهم، فناسب التنبيه من المؤذن بأن القيام للصلاة، والوقوف بين يدي الله تعالى، وأداءها جماعة في المسجد خير من النوم.   وقد ثبتت عبارة: الصلاة خير من النوم في كثير من كتب السنة الشريفة، فَعَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيبِ عَنْ بِلَالٍ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْذِنُهُ بِصَلَاةِ الْفَجْرِ فَقِيلَ هُوَ نَائِمٌ فَقَالَ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِنْ النَّوْمِ، فَأُقِرَّتْ فِي تَأْذِينِ الْفَجْرِ فَثَبَتَ الْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ[20].   ويسمى ما يقوله المؤذن: الصلاة خير من النوم بالتثويب، قال ابن منظور[21]: "التَّثْوِيبُ هو الدُّعاء للصلاة، وقيل: إِنما سُمِّي الدُّعاء تَثْوِيبًا من ثاب يَثُوبُ إِذا رجَع، فهو رُجُوعٌ إِلى الأَمر بالمُبادرة إِلى الصلاة، فإِن المؤَذِّن إِذا قال: حَيَّ على الصلاة، فقد دَعاهم إِليها، فإِذا قال بعد ذلك: الصلاةُ خيرٌ من النَّوْم، فقد رجَع إِلى كلام معناه المبادرةُ إِليها".   قال النووي رحمه الله: "ويقول إذا سمع قول المؤذن: الصلاة خير من النوم صدقت وبررت، هذا هو المشهور، وحكى الرافعي وجهًا أنه يقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة خير من النوم"[22].   وفي هذا تنبيه بأن الصلوات لها أوقات حددها الشارع الحكيم، ويجب أن تؤدَّى في أوقاتها، ولا يجوز تأخيرها إلًا لعـذر شرعي؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103].   قال الشوكاني رحمه الله: "إن الله افترض على عباده الصلوات، وكتبها عليهم في أوقاتها المحدودة، لا يجوز لأحد أن يأتي بها في غير ذلك الوقت إلا لعذر شرعي من نوم، أو سهو، أو نحوهما"[23].   ويُعد النوم عذرًا شرعيًّا للتأخير عن الصلاة، ولكن إذا غَلَبَ على الإنسان بعد أن أخذ كافة الاحتياطات التي تساعده على الاستيقاظ للصلاة، ومنها: عدم السهر الطويل، ووضع ساعة منبه يحدد فيها موعد صلاة الفجر، أو الاستعانة بقريب أو صديق لإيقاظه، المهم الإنسان أعْرف بنفسه بالوسائل المناسبة لإيقاظه، فيتخيَّل نفسه أن لديه موعدًا مهمًّا للغاية في نفس موعد صلاة الفجر، أو أية صلاة أخرى، فهل يتغافل عن ذلك الموعد ولا يبالي به؟ أم أنه يسعى بكل حرص على أخذ كافة الوسائل لإيقاظه؟!   ولا شك أن موعد الصلاة مهم غاية الأهمية؛ لأنه موعد للوقوف بين يدي الخالق ملك الملوك، المستحق كل الاستحقاق للاستجابة إلى موعد الوقوف بين يديه.   سابعًا: التكرار: جاء التكرار في الأذان على ثلاثة أنواع، وهي: 1- تكرار بعض جمل الأذان، فهناك تكرار للتكبير والشهادة لله تعالى بأنه الواحد، والشهادة بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحي على الصلاة وحي على الفلاح مرتين.   2- تكرار الأذان نفسه خمس مرات بعدد الصلوات المفروضة.   3- الترديد مع المؤذن فيه نوع من التكرار بنفس عبارات الأذان.   ولكون الأذان يحتوي على معان عظيمة سبق عرضها، فناسب أن يكون هناك أسلوب تربوي يرسخ هذه المعاني، ولا شك أن التكرار أسلوب تربوي مهم جدًّا لتثبيت المعلومات وترسيخها، وهو من المبادئ الأساسية التي يحرص عليه المربون في العملية التعليمية.   والنفس البشرية من خلال التكرار الدائم المرة تلو المرة تستجيب إلى داعي الله تعالى، بالعناية بالتوحيد، والاستقامة على أداء فرائض الله تعالى.



[1] سنن أبي داود، باب في المحافظة على وقت الصلوات، حديث رقم: 362، الجزء الثاني، ص 15، وصححه الألباني في تعليقه. [2] الاستهام: الاقتراع. [3] والتهجير: التبكير إلى الصلاة أي صلاة كانت. [4] صحيح البخاري، باب الاستهـام في الأذان، حـديث رقم: 580، الجزء الثاني، ص 483. [5] صحيح البخاري، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة، حديث رقم: 635، الجزء الثالث، ص 74. [6] سن النسائي، باب حب النساء، حديث رقم: 3879، الجزء الثاني عشر، ص 289.
وصححه الألباني في تعليقه. [7] مسند أحمد، حديث رقم: 23137، الجزء الخامس، ص 410. [8] سنن أبي داود، باب في الصبي يولد فيؤذن في إذنه، حديث رقم: 4441، الجزء الثالث عشر، ص 305، وحسنه الألباني في تعليقه. [9] صحيح البخاري، باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة، حديث رقم: 635، الجزء الثالث، ص 74. [10] سنن أبي داود، باب في التلقين، حديث رقم: 2709، الجزء الثامن، ص 376، وصححه الألباني في تعليقه. [11] السعدي، عبدالرحمن، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، ص 929. [12] القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، الجزء الأول، ص 19. [13] سنن الترمذي، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، حديث رقم: 378، الجزء الثاني، ص 189، وصحَّحه الألباني في تعليقه. [14] ابن منظور، لسان العرب، مادة ( فلح ) ومادة ( حيا )، الجزء الثاني والرابع عشر، ص 547 و ص 211 ). [15] صحيح البخاري، باب ما يقول إذا سمع المنادي، حديث رقم: 576، الجزء الثاني، ص 477 )، وصحيح مسلم، باب استحباب القول مثل ما يقول المؤذن لمن سمعه، حديث رقم: 576، الجزء الثاني، ص 326. [16] صحيح البخاري، باب ما يقول إذا سمع المنادي، حديث رقم: 578، الجزء الثاني، ص 479 )، وصحيح مسلم، باب استحباب القول مثل ما يقول المؤذن لمن سمعه، حديث رقم: 578، الجزء الثاني، ص 328. [17] النووي، المجموع، حديث رقم: 576، الجزء الأول، ص 118. [18] العسقلاني، ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، باب ما يقول إذا سمع المنادي، حديث رقم: 576، الجزء الثاني، ص 412. [19] صحيح البخاري، باب قول الله تعالى: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾، حديث رقم: 6838، الجزء الثاني والعشرون، ص 385. [20] ابن ماجه، باب السنة في الأذان، حديث رقم: 708، الجزء الثاني، ص 417، وصححه الألباني في تعليقه. [21] ابن منظور، لسان العرب، مادة ( ثوب )، الجزء الأول، ص 243. [22] النووي، المجموع، الجزء الثالث، ص 117. [23] الشوكاني، فتح القدير، الجزء الثاني، ص 207.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١