المدوامة على العمل الصالح
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
المدوامة على العمل الصالحالعمل الصالح وصية الرحمن[1]، وشعار أهل الإيمان، فلم يذكر الله تعالى العملَ الصالحَ في كتابه إلا وهو مقترنٌ بذكرهم[2].
وأهل الإيمان والعمل الصالح هم أهل المحبة، خصَّهم الله تعالى بمحبته ومودته، وغرس محبتهم في قلوب عباده، فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ﴾ [مريم: ٩٦].
فلا ينبغي لمن يدَّعي كمالَ الإيمان بالله تعالى أن ينفك عن العمل الصالح، إلى أن يلقى الله تعالى على ذلك، فقد قال الله تعالى مخاطبًا أحبَّ خلقه إليه: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: ٩٩]، واليقين هو الموت[3].
وإنَّ من أحبِّ الأعمالِ الصالحة إلى الله تعالى ما يدوم عليه صاحبه وإن كان قليلاً، فقد سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ فقَالَ: «أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ»[4]، وقال صلى الله عليه وسلم: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَاعْلَمُوا أَن لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ»[5].
اللهم ارزقنا دوام اللجوء إليك، وحسن الظن بك، وكمال التوكل عليك، والتزام محابك، والبعد عن مساخطك.
[1] قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: ٥١]، وقال عز من قائل: ﴿ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: ١١].
[2] وقد ورد ذكر العمل الصالح مقترنًا بالإيمان في كتاب الله (55) مرة، ولم يرد ذكره منفردًا فيما أعلم.
[3]تفسير ابن كثير 4: 553.
[4] أخرجه البخاري في الرقاق برقم 5984.
[5] أخرجه البخاري في الرقاق برقم 5983؛ ومسلم في صلاة المسافرين برقم 1305.