أرشيف المقالات

معركة ضخمة فلا تتعجلوا - مدحت القصراوي

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
لتعرف ما يفعل أبطال الميادين والمتحدثين والمدافعين والمسجونين والشهداء اليوم:

(1) تراجع للأمة مستمر بدأ منذ القرن السادس عشر إلى اليوم.
(2) استيلاء مفاهيم خطأ في الإرجاء والتجهم بسيطرة علم الكلام، والتزام مقرراته ولوازمه في المتأخرين حتى جاء على النصوص مصادمًا لها، ومتأولاً لمحكمها.

(3) قرنان أخيران من الهزيمة العامة للأمة، بسيطرة الاستعمار المباشر.
(4) انتهاء الشكل السياسي للجامعة الإسلامية الممثل في الخلافة الإسلامية.
(5) قرن أخير من سيطرة الاستعمار غير المباشر، إلى اليوم.

(6) جهد قرنين من التغريب والاستشراق والغزو الفكري والتغيير العقدي والروحي عند المسلمين، تكلف أكثر من مائتي عام، وآلاف الملايين من الأموال، ومئات المراكز وآلاف الباحثين والمخططين، وعشرات الأراجوزات في بلادنا ممن أصبحوا أصنامًا تُعبد.

(7) صناعة نخبة علمانية متغربة منذ قرنين من الزمان، واستلاؤها على الحكم والتوجه والبث الفكري والتوجيه الإعلامي، وتمثيلهم لـ(النخبة) دون غيرهم، ومن ثم استعلاء على بقية الأمة ولو كانت هي غالب المسلمين وجموع الأمة وحكماؤها، واستقواؤهم في هذا بالاحتلال، باحتلال مراكز التوجيه وصنع القرار في ظله، ثم الاسظلال بعد هذا بالعسكر العلماني الذي سُلمت له البلاد.

(8) استيلاء للشيوعيين واليساريين على مراكز التوجيه منذ ستين عامًا.
(9) جهد طائفي داخلي متمثل في تيار متعصب ومنعزل وله طموح مريب، بدأ منذ 1901 ثم تنامى بحدة منذ 1970، متغلبًا على التيار المعتدل المنتمي والمحترم لهوية الأمة وحضارتها والمحترم لها.

(10) نخبة عسكرية، بعقيدة تربت على يد العدو الغربي من حيث العقائد والأفكار وفهم الدين، ومن حيث الوطنية المنفصلة عن الأمة، ومن حيث التماهي مع المشاريع الغربية حتى وثق بها العدو وسلمها البلاد، وأصبح لهم استعلاء على الأمة بحكمها لمدة ستين سنة، وأصبح هذا كأنه حقًا لهم.

(11) مصالح فاسدة ترتبت على هذا، وجذور عميقة لهذا الفساد.
(12) تغيير اجتماعي عميق بسيطرة الملحدين والشيوعيين واليساريين والعلمانيين والمتغربين على (الإعلام ـ التعليم ـ كتابة التاريخ ـ الثقافة ـ الفن ـ السياسة وممارستها)، مع تراجع للتوجيه الديني الجاد والشامل والمخلص، بما أنتج فسادًا وتلفًا للخامة البشرية لدى فئة عريضة وغير قليلة، ظهرت ترقص نساؤها اليوم في الشوارع، ويفخر رجالهم بأن نساءهم حبلى بنجم زعيم، وترتمي نساؤهم بغمزة واحدة صريعة تحت قدميه.

(13) فساد ترسخ في نفوس فئة ليست قليلة، غلبوا الشرفاء وجنبوهم، وانحراف تجذر بعمق في نفوس قد لا ترجى عودتها إلا من رحم الله.

(14) طبقة رجال أعمال فاسدة ملكت المال الحرام ثم طمعوا في السلطة فتزاوجوا معها، وملكوا الإعلام فغيروا عقول أمة، ونجحوا في سبق تاريخي أن يقف معهم الناس -وهم يسرقونهم- ليحارب الناسُ، خاصة الضعفاء والفقراء، من يدافع عنهم ويطالب بحقوقهم، وجعلوا الناس تستبيح دماء من يريد لهم الخير، والمتخمون فرحون يحكّون كروشهم المتخمة ويفركون أيديهم فرحًا بنجاح مر.

(15) طبقة من الغوغاء، لا تدري لما تعادي الخير أو ترقص للشر أو تقدم أعراضها أو تتخلق بأخلاق الوحوش قتلاً لبرئ وإهدارًا لحرمة امرأة وحبس للأطفال أشبه بالوأد، تسألهم لماذا؟ لا تتعب نفسك لأن الإجابه: هكذا!

(16) طبقة أخرى تربت على يد أجهزة الأمن وأموال نظم عليها علامات استفهام، أخذت الدين مطية واستعملت آلة الدين للدنيا واستعانوا بنعم الله على معاصيه، وحججه على إبطال دينه، ولا يكفون عن الحديث عن الورع وهم غارقون في دماء المسلمين ووأد المشروع الإسلامي ونصرة العلمانية والإباحية والإلحاد، ثم دخلوا في بعض التفاصيل الهابطة: هل نقول اللفظ كذا أو كذا وبماذا سترضوننا من أجل جماهيرنا، مرروا ما تريدون أيها العلمانيون وأعطونا ما نرضي به الأتباع فحسب، لكن ثقوا أننا لن نعطل المشروع العلماني والتغريبي والإباحي بل والمسيحي، نحن معكم إلى النهاية، هكذا من فراش إلى فراش دون فاصل للستار بين المشهدين.

(17) قوى دولية تمثل الحقد الغربي الصليبي والعداء التاريخي للإسلام.
(18) وقوى أخرى تمثل الحقد اليهودي الصهيوني العالمي، والإقليمي المتمثل في دولة بني صهيون في فلسطين .
(19) أموال ومعلومات ومكر نظم فاسدة ومتحالفة مع الغرب منذ نشأتها ومتخمة بالفساد والانحلال، تخاف على نفسها من شرارة هذه الثورة أن تطال شعوبها.

(20) رجال دين! فاسدون، تربوا في السربون الفرنسي وكانوا على علاقة مع الأندية الصهيونية (الروتاري والليونز والليونيز والأنرويل)، يفسدون الدين ويحاربونه ويعينون عليه العدو، يظنهم الناس ملجأ يحمي الدين فإذا هم أدنى عدو.

(21) ماسونية متغلغلة في مجتمعنا، أفسدته إلى درجة بعيدة، وتبنوا شخصيات كثيرة، استطاعوا تقديمها في المجتمع في شتى المجالات، ليقودوا المجتمع في شتى مجالاته إلى اتجاهات محددة خادمة للمشروع الصهيوني، بإسقاط الفوارق القومية والعقدية، وقبول العدو الصهينوي والفرح بالمشروع الأمريكي والتماهي معه والرضا بتبعية البلاد فكريًا وعقائديًا واقتصاديًا وسياسيًا للغرب.

والمراد إبطال كل هذا المكر وهذه السنوات وهذا العمل وهذه الأموال، لعودة هذا الدين ينازل عدوه ويقيم منهج الله ويضيء للبشرية الطريق، فهي ليست معركة خاسرة ولا تضحيات ضائعة ولا قضية هزيلة، إنها معركة استعادة البلاد التي فُرض عليها التخلف، وفرض عليها المخاصمة لدينها.

خطوات شرفاء الميادين تواجه كل هذا الزمان والحقد والعمل والمال والقوى، دماء الشهداء أريقت لتبطل كل هذا، أنّات المعتقلين من أجل مواجهة كل هذا، نضال الشرفاء من أجل إبطال هذا، فلو طالت المعركة قليلاً فهي قصيرة جدًا في عمر الزمان، والثمرة المرجوة عظيمة العائد كثيرة الخير مفصلية في التاريخ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:200]، {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف:129].

سينتصر الحق لأنه الحق، ولأنه مستند إلى الله تعالى، ولأنه أنفع للناس وللحياة، والله تعالى يبطل الباطل ويحق الحق، والله تعالى جعل في فطرة الحياة أن تلفظ الضار والطفيلي، وأن يأخذ الحق مجراه، هذا هو القادم بإذن الله، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبًا.
 

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢