أهل الدين سادة وأهل الدنيا عبيد - أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
عن سهل، قال: "مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا: حري إن خطب أن لا ينكح، وإن شفع أن لا يشفع، وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» (رواه البخاري ).قال ابن حجر في فتح الباري:
"وفي الحديث بيان أن السيادة بمجرد الدنيا لا أثر لها، وإنما الاعتبار في ذلك بالآخرة كما تقدم، وأن العيش عيش الآخرة، وأن الذي يفوته الحظ من الدنيا يعاض عنه بحسنة الآخرة".
قلت:
فليهنأ أهل الدنيا بدنياهم وليقولوا ويفتخروا على أهل الدين ما يشاؤون، وأنهم أسيادهم وغيرهم عبيد، فهذا لا أثر له، وسرعان ما ينكشف عنهم هذا الوهم والزينة المصطنعة وبهرجة الدنيا، فالميزان عند رب العالمين بالتقوى، ومن فاته شيء من الدنيا وصبر على لوعتها وشدتها عوضه الله عنها بحسنة الأخرة، ونسأل الله الكريم من فضله.