وحدثتهم عنها (3)

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
وحدثتهم عنها (3)

بعد أن كتبتُ المقال الثانيَ من هذه السلسلة، راودني أن هناك بعضَ الأبناء قد يسألون آباءهم: ما هو التزاوج؟ وكيف يحدث؟
 
حينها نحاول أن نجيب بشكل علمي مبسط ومهذَّب، ودون الخَوضِ في التفاصيل التي لا ضرورة لها، غير أنها قد تُحرِّك أذهان الأبناء؛ لذا سأحاول الإجابة بشكل قد يساعد الآباء في الشرح.
 
لنأتِ إلى الأسئلة:
أولًا:
ما هو التزاوج؟
التزاوج هو العملية التي يتم من خلالها تكوين الخلية الأولى للجنين التي تسمى النطفة، وبعدها تمر بمراحل النمو، حتى يتكوَّن الجنين ذكرًا أو أنثى، كما شاء الله تعالى.
 
* قال تعالى: ﴿ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴾ [المؤمنون: 14].
 
ونخوض بعدها في تفسير تلك الآية ومعانيها من كتب التفسير بكل أدب وحياء.
 
• ويُستحب جدًّا عرضُ بعض الفيديوهات العلمية التي توضح مراحل نمو الجنين، فتكون فرصة للتأمل والتفكُّر.
• وفتح أحاديث أخرى من ذكريات مثلًا عند رؤيتهم أول مرة بالسونار عن الطبيب، وكيف كانت أشكالهم، وما هو شعورنا نحن، وهكذا ...
لينعطف الحديث بنا إلى معانٍ أخرى، لا حَرَجَ فيها، بل تؤدي إلى دعم مشاعر جميلة بين الأبناء والوالدين، وتُقوِّي الحب والبِرَّ عند الأولاد.
السؤال الثاني:
كيف يحدث التزاوج؟
سؤال كبير في بحر واسع يا بُني، ولكن سأبسط لك الموضوع بقدر الإمكان.
 
ذكرنا أن الهدف من عملية التزاوج هو الإنجاب، أو إيجاد نسل وسلالة جديدة؛ ليستمر وجود كل نوع من المخلوقات، ويتكاثر، لتحقيق التوازن كما دبَّر الله تبارك وتعالى، وقدَّر كل شيء، فقد تتعجب يا بنى مثلما تعجبتُ أنا، عندما علِمت أن النباتات منها ذكر وأنثى، ويحدث بينهم التزاوج بالتلقيح عن طريق الرياح أو الحشرات، أو عن طريق التلقيح الذاتي، كلُّ نوع بحسبه.
 
(ومن ثَمَّ نشرع في الحديث عن عملية التلقيح في النباتات مثلًا، وكيف أن الثمرة هي الجنين الذي تكوَّن من حبوب اللقاح الذكرية التي اتحدت مع البويضات الأنثوية)، وتوجد فيديوهات كثيرة تُبيِّن هذا الأمر، وفي حديث مبسَّط تتخلله الضحكات والتعليقات اللطيفة تحصل المعرفة في جوٍّ من المَوَدَّة والدفء الأسري، فهو ليس درسًا علميًّا فقط، بل بيانًا في نطاق الأسرة، يهدِّئ فضول الأولاد بطريقة علمية مبسطة مرحة، وإجابات ذكية على الأسئلة المحرجة في المقام الأول.
 
• هل لاحظتم شيئًا؟
عندما يسأل الأبناء سؤالًا محرجًا فلا داعي إلى التركيز في الإجابة عن السؤال، والاختصار للهروب من بيان ما نتحرج منه، ولكن توسيع نطاق الحوار، واستخدام أساليب متنوعة بطريقة ذكية لتغيير مسار التفكير إلى ما هو نافع وممتع في الوقت نفسه، وفي النهاية أؤكد على أهمية جلسات عائلية دافئة دائمًا بيننا وبين أبنائنا.

شارك المقال

ساهم - قرآن ١