المنتقى من ميمية الآداب الشرعية لحافظ بن أحمد بن علي الحكمي [المتوفى: 1377هـ]

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
المنتقى من ميمية الآداب الشرعية
لحافظ بن أحمد بن علي الحكمي [المتوفى: 1377هـ]







1- الحمدُ لله ربِّ العالمين على
آلائه وَهْوَ أهلُ الحمدِ والنِّعمِ


2- ذي الملكِ والملكوت الواحد الصمد ال
برِّ المهيمنِ مبدي الخلقِ من عَدمِ


3- مَنْ عَلَّمَ الناسَ ما لا يَعْلمون وبال
بيانِ أنطقَهم والخطِّ بالقلم


4- ثم الصلاة على المختار أكرم مب
عوث بخير هُدًى في أفضل الأممِ


5- والآل والصحب والأتباع قاطبةً
والتابعين بإحسان لنهجهمِ


6- وبعدُ من يردِ الله العظيم به
خيرًا يفقهه في دينه القِيَمِ


7- وحثَّ ربي وحضَّ المؤمنين على
تفقُّه الدين مع إنذار قومهمِ


8- وذمَّ ربي تعالى الجاهلين به
أشدَّ ذمٍّ فهم أدنى من البَهَمِ


9- العلم أغلى وأحلى ما له استمعَتْ
أذنٌ وأعْرَبَ عنه ناطقٌ بفمِ


10- العلم أشرف مطلوب وطالبُهُ
لله أكرم من يمشي على قدمِ


11- العلم نور مبين يستضيء به
أهلُ السعادة والجهَّالُ في الظُّلَمِ


12- العلم أعلى حياة للعباد كما
أهل الجهالة أموات بجهلِهِمِ


13- فالجهل أصل ضلال الخلق قاطبةً
وأصل شِقْوَتِهم طُرًّا وظلمهِمِ


14- والعلم أصل هداهم مع سعادتهم
فلا يضل ولا يشقى ذوو الحِكَمِ


15- العلم والله ميراث النبوة لا
ميراث يشبهه طوبى لمقْتَسِمِ


16- لأنه إرثُ حقٍّ دائمٍ أبدًا
وما سواه إلى الإفناء والعدمِ


17- العلم يا صاحِ يستغفر لصاحبه
أهلُ السماوات والأرْضِين من لَمَمِ


18- كذاك تستغفر الحيتانُ في لُجَجٍ
من البحار له في الضوءِ والظُّلَمِ


19- وخارجٌ في طِلاب العلم مُحْتَسِبًا
مجاهدٌ في سبيل الله أيُّ كَمِي


20- وإن أجنحة الأملاك تبسُطها
لطالبيه رضًا منهم بصنعِهِمِ


21- والسالكون طريق العلم يسلكهم
إلى الجِنان طريقًا بارئ النَّسَمِ



نبذة في وصية طالب العلم


22- يا طالب العلم لا تبغي به بدلًا
فقد ظفِرتَ وربِّ اللوح والقَلَمِ


23- وقدِّس العلم واعرِف قدرَ حُرمته
في القول والفعل والآداب فالتزمِ


24- واجْهَدْ بعزمٍ قويٍّ لا انْثِناءَ له
لو يعلم المرء قَدْرَ العلم لم يَنَمِ


25- والنصح فابذله للطلاب محتسبًا
في السر والجهر والأستاذَ فاحترمِ


26- ومرحبًا قل لمن يأتيك يطلبه
وفيهم احفظ وصايا المصطفى بهِمِ


27- والنيةَ اجعل لوجه الله خالصة
إن البناء بدون الأصل لم يَقُمِ


28- ومن يكُنْ لِيَقُول الناس يطلُبُه
أخسِرْ بصفقته في موقف الندمِ


29- ومن به يبتغي الدنيا فليس له
يوم القيامة من حظٍّ ولا قَسَمِ


30- والعُجْبَ فاحذره إن العجب مُجْتَرِفٌ
أعمال صاحبه في سَيْلِهِ العَرِمِ


31- وبالمهمِّ المهمِّ ابدأ لتدركه
وقدم النصَّ والآراءَ فاتَّهِمِ


32- قدِّم وجوبًا علومَ الدين إن بها
يَبِين نهجُ الهدى من موجِب النِّقَمِ


33- وكلُّ كَسْرِ الفتى فالدين جابِرُهُ
والكسر في الدين صعبٌ غير مُلتئمِ


34- دَعْ عنك ما قاله العصري منتحلًا
وبالعتيق تمسَّك قطُّ واعتصِمِ


35- ما العلم إلا كتابُ الله أو أثرٌ
يجلو بنور هداه كل مُنْبَهِمِ


36- ما ثَمَّ علمٌ سوى الوحي المبين وما
منه استُمِدَّ ألَا طوبى لِمُغْتَنِمِ



الوصية بكتاب الله عز وجل


37- وبالتدبر والترتيل فاتْلُ كتا
بَ الله لا سيما في حِنْدِسِ الظُّلَمِ


38- حكِّم براهينه واعمل بمحكمه
حِلًّا وحظرًا وما قد حدَّه أقِمِ


39- واطلب معانيه بالنقل الصريح ولا
تخُضْ برأيك واحذَرْ بَطْشَ مُنْتَقِمِ


40- فما علمت بمحض النقل منه فقُلْ
وكِلْ إلى الله معنى كل مُنْبَهِمِ


41- ثم المرا فيه كفر فاحذَرْنَه ولا
يستهوِيَنَّك أقوامٌ بزَيْغِهِمِ


42- وعن مناهيه كن يا صاحِ منزجرًا
والأمرُ منه بلا ترداد فالتزمِ


43- هو الكتاب الذي من قام يقرؤه
كأنما خاطب الرحمن بالكَلِمِ


44- هو الصراط هو الحبل المتين هو ال
ميزان والعروة الوثقى لمعتصِمِ


45- فمن يُقِمْه يكن يوم المعاد له
خير الإمام إلى الفردوس والنِّعَمِ


46- كما يسوق أولي الإعراض عنه إلى
دار المقامع والأنكال والألمِ



الوصية بالسنة:


47- اروِ الحديث ولازِمْ أهلَهُ فهُمُ النْ
نَاجون نصًّا صريحًا للرسول نُمِي


48- سامِتْ منابرَهم واحْمِلْ محابرَهم
والزم أكابرهم في كل مزدحَمِ


49- اسلك مَنَارَهُمُو والزم شعارهم
واحطُطْ رِحالَك إن تنزل بسُوحِهِمِ


50- هم العُدُول لحمل العلم كيف وهم
أولو المكارم والأخلاق والشِّيَمِ


51- هم الأفاضل حازوا خيرَ منقبة
هم الأُلَى بهم الدين الحنيف حُمِي


52- اروِ الحديثَ ولازم أهلَه فهُمُ ال
ناجون نصًا صريحًا للرسولِ نمي


53- فإن أردتَ رُقِيًّا نحو رتبتهِمِ
ورُمْتَ مجدًا رفيعًا مثل مجدِهِمِ


54- فاعمد إلى سُلَّمِ التقوى الذي نصبوا
واصعد بعزمٍ وجِدٍّ مثل جِدِّهِمِ


55- واعكُف على السنة المثلى كما عكفوا
حفظًا مع الكشف عن تفسيرها وَدُمِ


56- واقرأ كتابًا يفيد الاصطلاح بِهِ
تدري الصحيح من الموصوف بالسَّقَمِ



في الفرائض والآلة والتحذير من العلوم المبتدعة:


57- وبالفرائض نصف العلم فاعْنَ كما
أوصى الإلهُ وخيرُ الرسل كلِّهِمِ


58- من فضلها أن تولَّى الله قسمتها
ولم يَكِلْها إلى عُرْبٍ ولا عَجَمِ


59- وخُذْ إذا شئت ما قد تستعين بِهِ
من آلةٍ تُلْفِها حلًّا لمنبهِمِ


60- كالنحو والصرف والتجويد مع لغة
يُدرى بها حلُّ ما يخفى من الكَلِمِ


61- واحذر قوانينَ أرباب الكلام فما
بها من العلم غير الشكِّ والتُّهمِ


62- قاموسُ فلسفةٍ مِفتاح زندقةٍ
كم من مُلِمٍّ به قد باء بالندمِ


63- كذا الكهانة والتنجيم إنهما
كفران قد عبثا بالناس من قِدَمِ



خاتمة في تحصيل ثمرات العلم النافعة


واجتناء قطوفه الدانية اليانعة:


64- وحاصل العلم ما أُمْلِي الصفات له
فأصغِ سمعَك واستنصت إلى كَلِمِي


65- وذاك لا حِفْظُك الفُتيا بأحرُفِها
ولا بتسويدك الأوراقَ بالحُمَمِ


66- ولا تصدُّرُ صدرَ الجمع محتبيًا
تُمليه لم تفقه المعنيَّ بالكَلِمِ


67- ولا بحمل شهادات مبهرجة
بزخرف القول من نثرٍ ومنتظمِ


68- بل خشيةُ الله في سرٍّ وفي علنِ
فاعلم هي العلم كلُّ العلم فالتزمِ


69- فلتعرف الله ولتذكر تصرُّفه
وما على علمه قد خطَّ بالقلمِ


70- وحقَّه اعرِف وقُمْ حقًّا بموجبه
ومنهجَ الحق فاسلك عنه غيرَ عَمِي


71- إياه فاعبد وإياه استعن فبذا
تصل إليه وإلا حُرْتَ في الظُّلَمِ


72- وخذ بالأسباب واستوهب مسبِّبها
وثِقْ به دونها تفلح ولم تُضَمِ


73- واقنُتْ وبين الرجا والخوف قُمْ أبدًا
تخشى الذنوب وترجو عفو ذي الكرمِ


74- سدِّد وقارِب وأبشر واستعن بغدو
والرواح وأدلج قاصدًا ودُمِ


75- فمثلُ ما خانت الكسلان هِمَّتُه
فطالما حُرم الْمُنْبَتُّ بالسَّأَمِ


76- ودُمْ على الباقيات الصالحات وحَوْ
قِلْ واسأل الله رزقًا حسن مُخْتَتَمِ


77- واضرع إلى الله في التوفيق مبتهلًا
فهو المجيب وأهل المن والكرمِ


78- يا رب يا حي يا قيوم مغفرةً
لِما جنيتُ من العصيان واللَّمَمِ


79- ثم الصلاة على المعصوم من خطأ
محمد خير رسل الله كلهِمِ


80- والآل والصحب ثم التابعين لهم
وتمَّ نظمي بحمد الله ذي النِّعَمِ

شارك المقال

فهرس موضوعات القرآن