عن فتنة التتار. - أبو فهر المسلم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
ياربّ اجعلنا من هؤلاء؛ الذين قاموا بالحقّ، في وقت ضياعِه وغُربته.قال شيخ الإسلام رحمه الله، مُتحدِّثًا عن فتنة التتار : "واعلمُوا -أصلَحكم الله- أنَّ مِن أعظم النِّعم، على مَن أراد الله به خيرًا؛ أن أحياهُ إلى هذا الوقت ِ، الذي يُجدِّدُ اللهُ فيه الدِّينَ، ويُحيي فيه شعارَ المسلمين، وأحوالَ المؤمنين والمجاهدين، حتى يكون شبيهًا بالسابقين الأوَّلين، من المهاجرين والأنصار، فمَن قامَ في هذا الوقت بذلك؛ كان من التابعين لهم بإحسان، الذين رضِي الله عنهم ورضُوا عنه، وأعدَّ لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا، ذلك الفوزُ العظيم.
فينبغي للمؤمنين أن يَشكروا اللهَ تعالى، على هذه المِحنَة، التي حقيقتها مِنحَةٌ كريمةٌ من الله، وهذه الفتنة ، التي في باطنها نعمةٌ جسيمةٌ، حتى واللهِ لو كان السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار -كأبي بكرٍ وعمر وعثمان وعليّ، وغيرهم- حاضرين في هذا الزمان؛ لكان من أفضل أعمالهم، جهادُ هؤلاء القوم المجرمين".
- انظر مجموع الفتاوى .
قلتُ: "ولقد كان واقع التتار؛ مُختلطًا مُلبَّسًا على الناس، بسبب ما ادَّعَوه من الإسلام ومظاهره، إلَّا أنهم أضاعُوا أحكامَه، ولم يلتزموا بشرائعِه".