الثورات فضحتنا - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
للأسف الثورة كانت حقًا فاضحة؛ بمعنى أنها فاضحة لحقيقتنا كلنا، من تلك الفضائح: ما في أنفسنا جميعًا من كِبْرٌ -إلا من رحم الله-، الصغير يتكبرعلى الكبير، والغني يتكبر على الفقير، والأخ يتكبر على أخيه، وصاحب الفكر يتكبر على مخالفه من أصحاب الأفكار الأخرى، وكل لا يريد أن يستمع، والكل يريد أن يقدم نفسه للآخرين بما لديه من مال، أو جاه، أو منصب، أو عائلة.وكل هذه مقدمات حقيقية للفشل الذي وصلنا إليه، والخلاصة أننا لم نتعلم من مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم الكثير.
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: «أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ؛ فَكَلَّمَهُ، فَجَعَلَ تُرْعَدُ فَرَائِصُهُ، فَقَالَ: هَوِّنْ عَلَيْكَ فَإِنِّي لَسْتُ بِمَلِكٍ إنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأْكُلُ الْقَدِيدَ» (إسْنَادُهُ جَيِّدٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).
لو بدأنا بتصحيح النيات، وإصلاح القلوب ؛ لأفلحنا، ونجحنا، مع محاولة العمل، والنهوض، ولو اليسير المستطاع.
لو بدأنا بتصحيح النيات، وإصلاح القلوب؛ لحققنا سلامًا نفسيًا حقيقيًا، يكفل لنا التعاون، والنجاح بإذن الله.
لو بدأنا بتصحيح النيات، وإصلاح القلوب؛ لحققنا نجاحات فردية، تمثل قفزات حقيقية للأمة كلها، لما سيتوفر لكل فرد من اطمئنان نفسي، وأمان من محاولات التحقير، والازدراء، والعداء الداخلي، ولوفرنا جهدنا لأعداء الأمة الخارجيين.
الله المستعان.