أرشيف المقالات

العشق الحرام ندم وحزن ونار تحرق، فإليكما العلاج

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
العشق الحرام ندم وحزن ونار تحرق، فإليكما العلاج
 
من الآفات التي انتشرت في المجتمعات المسلمة وغيرها العشق الحرام؛ وذلك نتيجة الاختلاط بين الجنسينِ في أماكن العمل والزيارات والمناسبات وشبكات التواصل الاجتماعي وبرامج المحادثة وغيرها من الطرق، وهو أمر لا يجوز دون عقد شرعي بالزواج، وقد يجُرُّ إلى ما لا يُحمَد عُقْباه؛ حيث كثيرًا ما ينتهي باللقاءات المُحرَّمة والزِّنا.
 
والعشق هو الحب الشديد الذي يجعل صاحبَه هائمًا وكُلُّ هَمِّه هو كيف يتواصل مع عشيقه حتى ولو كلَّفه ذلك دينَه أو دُنْياه؛ ولذا كان العشق بابَ شَرٍّ لا يجُرُّ من ورائه غير الآلام من بُعد العشيق والشوق إليه، أو الندم على الوقوع في المحظور والحرمان والغيرة والوَلَه والعذاب والحزن، فلا راحة إلا فيما شرعَه الله تعالى من الزواج الشرعي الذي لا ندم فيه ولا عذاب للفراق، فهو طريق واضح وسهل ومملوء بالسعادة والرِّضا والسلام، بعكس ما تجُرُّه الطرق الملتوية، ولعلَّ خيرَ ما قيل في هذا الشأن قول ابن القيم رحمه الله: "وكم أكبَّتْ فتنةُ العشق رؤوسًا على مناخرها في الجحيم، وأسلمتهم إلى مقاساة العذاب الأليم، وجرَّعَتْهم بين أطباق النار كؤوس الحميم! وكم أخرجت مَن شاء الله من العلم والدين كخروج الشعرة من العجين! وكم أزالت من نعمة وأحلت من نقمة!"[1].
 
وأعجبني قول أحدهم: "إن الحب ليس شرطًا مسبقًا للزواج، ومَن ظنَّ أنه أحَبَّ قبل الزواج فليُراجع نفسه؛ لأن عملية الحب لا تكتمل إلا بعد تجربة إنسانية كاملة، وما يحصل من مراهقات سلوكية هذا ليس حبًّا، فيه شيء من الحب؛ ولكن ليس الحب الناضج، وما يحصل من شعور مُعيَّن أو شوق إلى لحظات معينة، هذا لا يُقيم بيوتًا"[2].
 
العشق الحرام من منظور مقاصد القرآن الكريم:
• العشق فيه حُبٌّ وتَعَلُّقٌ شديدٌ بغير الله؛ ولذلك قد يتعارض مع مقصد إصلاح المعتقد، وحريٌّ بالمؤمن أن يكون اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه من غيرهما.
 
• العشق عادة يكون خارج نطاق الزواج، والعشيق غير الزوج في غالب الأحوال؛ ولذا فهو خارج حصن الزواج ولا يجوز شرعًا، وهذا يتناقض مع مقصد التشريع.
 
• التي تعشق تخون أهلها وزوجها إن كانت متزوجة، فقد وضع أهلها وزوجها الثقة فيها وأعْطَوها الحرية، وأجهزةَ التواصُل من هاتف وحاسوب، اعتمادًا على أنها محل ثقة ولن تسيءَ استعمالها؛ ولكنها بتواصلها مع الرجال الأجانب ووقوعها في العشق خانت الأمانة والثقة، وأساءت إلى نفسها وأهلها، وهذا يتناقض مع مقصد تهذيب الأخلاق.
 
كيفية التخلص من العشق الحرام:
• قطع الصلة بالمعشوق، وتوقُّف المحادثات والمقابلات.
• التشاغل بطلب العلم والعبادة.
• الترويح مع الأصدقاء والصديقات الطيبين.
• غض البصر وحفظ الفرج.
• قراءة المواعظ ومواضيع حول عقوبة الزِّنا، وتحريم الاختلاط، وغض البصر ونحوها.
• التشاغل باللهو المباح مع الزوج أو الزوجة.
• الدعاء لأن يزيل الله عنك العشق والصبر حتى ينتهي هذا البلاء بسلام.
 
كيفية تفادي الوقوع في العشق:
• البعد تمامًا عن الاختلاط بين الرجال والنساء، فهناك الكثير من المتلاعبين والذين يحاولون الإيقاع بالأبرياء لمجرد اللهو.
 
• الحذر من إعطائهم أرقام الهواتف أو إضافتهم في برامج المحادثات.
 
• الانتهاء عن الخلوات المُحرَّمة، ولينتبه كُلُّ شابٍّ وبنت أن الشيطان سيأتي من مداخل الخير؛ فيُوسوس لهما بالحديث لأجل العلم أو العمل أو شيء مُهِم، ومن هناك تبدأ قصص العشق ويضحك الشيطان لنجاح خطته الخبيثة.

[1] ابن القيم، محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد، شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت ٧٥١ هـ)، روضة المحبين ونزهة المشتاقين، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ١٤٠٣ هـ/١٩٨٣م، ط العلمية، الباب الخامس عشر فيمن ذم العشق وتبرم به وما احتج به كل فريق على صحة مذهبه، صفحة ١٨٩.

[2] صاحب القول د.
عبدالرحمن ذاكر الهاشمي، وتم نشره في مواقع التواصل الاجتماعي.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١