Warning: Undefined array key "member_user" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/379f6d1c5f54bdd9f12bcbc99cdb8fd8709cb09e_0.file.header_new.tpl.php on line 272
int(206) array(0) { }

أرشيف المقالات

العلم

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
العلم
 
الحمدُ للهِ العليِّ القهَّار، العزيز الجبَّار، مكوِّر الليل على النهار، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، والإمام المنتقى، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه الشرفاء، أما بعد:
فإنه يسرُّني أن أقدِّمَ لكم نُبْذةً مختصرةً عن أهمية العلم.
 
العلم- يا إخواني- شرف وفضيلة، وعِزَّة وكرامة، ونور وهداية؛ فبه ترتفع أركان الدور، وبه تتقدَّم حضارات على غيرها، وبه يُبجِّل الكبير مَن هو أصغر منه، وبه يكون العملُ أقربَ إلى الكَمالِ، إن كان الأمر كذلك، وهو إن شاء الله كذلك، فيجب علينا المبادرة إلى تعلُّم العلوم، وأوْلَى العلوم بالطلب وأحْرَاها وأنفعها دينًا ودُنْيا عِلْمُ الكِتاب والسُّنَّة؛ فهما قوام الدين وعماده؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((تركْتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ، وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ))؛ (أخرجه مالك في الموطأ) (2/899) بلاغًا.
 
فبِتَمَسُّكنا بهما نكون ثابتينَ على الصراط المستقيم؛ صراطِ الذين أنعم الله عليهم مِن النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداء والصالحين.
 
العِلْم بالكِتاب والسُّنَّة يا إخواني يجعل من المتعلِّم إمامًا يُقتدَى به، يقول أبو إسحاق الألبيري:






أَبا بَكرٍ دَعَوتُكَ لَو أَجَبْتا
إِلى ما فيهِ حَظُّكَ إنْ عَقَلْتا


إِلى عِلْمٍ تَكونُ بِهِ إمامًا
مُطاعًا إنْ نَهَيْتَ وإنْ أَمَرْتا






 
والعلم بهما يجعل من الشخص مُتميِّزًا عن غيره؛ يقول الله تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، فذِكرُه للذين أوتوا العلم من الذين آمنوا بعد ذكر المؤمنين بشكل عام تنبيهٌ على فضل الخاص وتعظيمٌ لشأنه؛ ولذلك كان للعالم بهما منزلة عظيمة ومرتبة عالية؛ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ﴾ [آل عمران: 18]، فهذه شهادة عظيمة من أعظم شاهد على أعظم مشهود.
 
وفي فضل العلم يقول الشيخ العلَّامة الحافظ الحكمي رحمه الله:






العِلْمُ أَغْلَى وَأَحْلَى مَا لَهُ اسْتَمَعَتْ
أُذْنٌ وَأَعْرَبَ عَنْهُ نَاطِقٌ بِفَمِ


العِلْمُ أَشْرَفُ مَطْلُوبٍ وَطَالِبُهُ
للهِ أَكْرَمُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمِ


العِلْمُ نُورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ
أَهْلُ السَّعادةِ وَالجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ


العِلْمُ يا صاحِ يَسْتَغْفِرْ لِصَاحِبِهِ
أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِينَ مِنْ لَمَمِ


وَالسَّالِكُونَ طَرِيقَ العِلْمِ يُسْلِكُهُمْ
إِلَى الجِنَانِ طَرِيقًا بَارِئُ النَّسَمِ


يا طالِبَ العِلمِ لا تَبْغِي به بَدَلًا
فقَدْ ظَفَرْتَ ورَبِّ اللَّوْحِ والْقَلَمِ


واجْهَدْ بِعَزْمٍ قَوِيٍّ لا انْثِنَاءَ لَهُ
لَوْ يَعْلَمُ الْمَرْءُ قَدْرَ العِلْمِ لَمْ يَنَمِ






 
وعلى العالم أن يعمل بما عَلِمَ، وإلَّا فلا فائدة من تعلُّمِه العِلْمَ، فيكون بذلك قد خسر خسارة فادحة؛ يقول الشاعر أبو إسحاق الألبيري من القصيدة السابقة:






إِذا ما لَم يُفِدكَ العِلمُ خَيرًا
فَخَيرٌ مِنهُ أَن لَو قَد جَهِلتا


وَإِن أَلقاكَ فَهمُكَ في مَهاوٍ
فَلَيْتَكَ ثُمَّ لَيْتَكَ ما فَهِمتا






 
فبهذه العبارات الماضية تتبيَّن لنا أهميةُ العلم، فأرجو أن تكون هذه الكلماتُ والعباراتُ والجملُ دليلًا إلى طلب العلوم المختلفة والثقافات المتنوِّعة التي ستفيدنا في الدنيا والآخرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شارك المقال