رؤيتنا(3) - مسار الأسرة - عبد الكريم بكار
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
6- نحسن وعينا بأنفسنا عن طريق المقارنة بنظرائنا:من المهم للأسرة المسلمة أن تحسِّن من درجة وعيها بأوضاعها وأحوالها، وأن تعرف موقعها في المجتمع، ومدى ما تحقق من نجاح أو إخفاق، وإنّ جزءا من ذلك يقاس عن طريق الالتزام بأحكام الشريعة .
فمقياس معرفتنا بالتزامنا ووعينا هو التزامنا بأحكام الشّرْع وحملنا لأنفسنا على هذا الالتزام قد يحتاج شيئاً من المقارنة مع الأشباه والنظراء الذين يسبقوننا بشأن ديننا لا بشأن دنيانا، فانظر إلى من هو فوقك بشأن الدين، وإلى من هو دونك بشأن الدنيا ، سيدفعك ذلك إلى مزيد من البذل لدِينك وأمتك، وإلى مزيد من القناعة بعطاء ربك ورزقك.
7- نعرف أن زماننا صعب ولذلك نعد له أطفالنا على نحو أفضل:
للعيش في كل الأزمنة متطلبات، وفي كل العصور يلاقي الناس أزمات وصعوبات، وزماننا يختلف عن الأزمنة السابقة بكثرة المرفهات ووفرة الإمكانيات، ولأان الشيء يكتسب دلالته من محيطه فإنه لا يمكننا أن ننعزل عن زماننا الذي نعيش فيه، ونعيش بأُسرنا على وقف زمان آخر، فالله عز وجل يقول: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77]، فهذه الآية جاءت لضبط التوازن في التعامل مع زينة الدنيا، وعدم الانغماس فيها كلياً، ولعل ذلك يقتضي على الأسرة المسلمة استجماع بعض الأمور منها: زراعة روح الدأب والمثابرة والإنجاز لدى الأجيال. تقوية حاسة الانضباط الذاتي ومقاومة الرغبات وتأجيلها للوقت المناسب.
التربية على الاستقامة وحسن الخلق وتقدير الآخرين. تقوية الروح الجماعية ليتمكنوا من العمل ضمن فريق بكفاءة. الحرص على تعليم الأبناء في أفضل مواقع التعليم وأرقى الجامعات والمدارس فالزهد والاقتصاد يكون في غير هذا.8- معظم التحديات التي تواجه أسرنا داخلية:
هذه من سنة الله في الخلق، فالناس أفراداً وأسراً ومجتمعات يواجهون مشكلات وتحديات متنوعة، منها ما يعود إلى طبيعة الحياة وتكاليفها، ومنها ما يعود إلى بغي الآخرين وإساءاتهم، ومنها ما يعود إلى التقصير الذاتي والأخطاء الشخصية.
فإذا تأملنا قول الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:165]؛ وقوله: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم:41]؛ وقوله: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11]؛ نجد أن المشكلة داخلية.
والأسرة المسلمة في حاجة إلى هذا الوعي حتى يستقيم أمرها وتتمكن من حل مشكلاتها لأن تعليق الخلل والتخلف على الآخرين يحُول دون التخلص منها؛ وردِّها إلى الذات وداخل الأسرة يجعل لدينا همٌ وهِمّةٌ لمعالجة أسبابها.
________________
ملخص من كتاب "مسار الأسرة" لـ: "عبد الكريم بكار"