مشروع ثقافي - أم سارة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
(ثقافة دينية، ثقافة معنوية، ثقافة تربوية)من الأشياء التي أتمنى أن تقوم في الأمة: تبني مشروع قومي لتنمية الثقافة لدى الأجيال وبناءه من جديد.
فالشباب هم الركيزة وبه تنهض الأمم وتظل شابة لا يأكلها العجز والهرم.
فالثقافة هي المفتاح الرئيسي والبداية الصحيحة للمشاريع النهضوية للأمة.
فالثقافة ليست محصورة على القراءة فقط كما يظن البعض!
الثقافة من وجهة نظري هي تنقسم إلى ثقافة دينية وثقافة معنوية وثقافة تربوية.
فالثقافة الدينية: تعتني بتربية الجيل على الدين القويم ونهجه السليم.
والثقافة المعنوية: تعتني بنفسية الأجيال وروحه المعنوية وعلاجها مما يعتريها من نقص أو أحاسيس وأفكار مشوشة.
والثقافة التربوية: تعتني بتربية الجيل على كل شيء، هي تنمية للفكر وبناء العقول، كيف تفكر؟ وكيف تتعلم دينها؟ كيف تسعى للنهوض بأسرتها وبمجتمعها وبأمتها؟ وكيف تكون قائدة تقود أمة؟
والثقافة التربوية تعتني أيضًا بالبحث في حياة السابقين والتعلم منهم ومعرفة أسباب نهوضهم، فنأخذ منهم ونتعلم، أو معرفة أسباب تخلفهم وتأخرهم فنتلافى أخطائهم ونعتبر ونتعظ.
فالثقافة فيها كل شيء يعتني بتربية الأجيال، كيف يكونوا قادة يقودون أمتهم بعز وكرامة الإسلام، ويرتفعون بها، فالتربية على تنمية العقول ومعرفة ثقافة الأمم والسابقين.
وتكوين جيل مسلم مثقف قيادي هو المشروع الذي أتمنى أن تتبناه الأمة، فبالثقافة يكون لدينا جيل واعي ينهض بالأمة (فكريًا واقتصاديًا وصناعيًا وسياسيًا وغيره..).
يقول تعالى في مُحكم آياته: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف:111].
ولكي يتحقق هذا المشروع الثقافي القومي على أرض الواقع يأتي دور الأساتذة التربويين وأساتذة علم النفس في الاتحاد مع بعضهم البعض، لإقامة هذا الصرح وتخريج دفعات من الأجيال المثقفة دينيًا وعلميًا وقياديًا، حتى نجد على أرض الواقع هذا الجيل الواعي بما يدور حوله ويكون صاحب اليد العليا التي تعطي أكثر مما تأخذ.
والله هو الموفق، فكلما خلصت النية لله تعالى كلما كان التوفيق والسداد.