فض الاعتصام وخساسة المواجهة - خالد غريب
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
كرّرت القنوات المصرية بعض المشاهد؛ لبعض المسلحين في ميدان رابعة والنهضة، وأُعلِّق على المشهد تحليلياً بالآتي:
1- أولا الاعتصام كان سلمياً وهذا أمرٌ بديهي؛ إذ لو كانت مقاومة مسلحة، لما وقف بعض الأشخاص في مكان محاصر في قلب القاهرة معهم بعض البنادق الأولية لمواجهة جيشٍ كامل بحميع أسلحته بل وإضافة بعض الأسلحة الجديدة مثل القنابل الحارقة وخلافه...
وهذا يتنافى مع عقل طفل صغير إذ أن المقاومة المسلحة لها شكل آخر تماماً، يعرفه قطعاً رجال الأمن، وإذا حدث فهي عملية انتحار وليست مواجهة مسلحة.
2- ما هو الدليل على أن الافراد المسلحين هم ينتمون أصلاً للمعتصمين ومن هم وما هي أسمائهم وما هي تنظيماتهم (لا إجابة) لا شيء وما هو السلاح وكيف مرُّوا به من الأكمنة الشديدة منذ إعلان الانقلاب حتى يصلوا به إلى رابعة المحاصرة.
3- ماذا يمنع إدخال عناصر أمنية مسلحة بملابس مدنية أو ملابس شبيهة بقبائل العربية أو ما شابه في مجموعات ظلت في الاعتصام مدة زمنية ثم بدأت التعامل مع قوات الأمن عند دخولها؛ ولا سيما أن الكاميرات وكأنها تعرف أماكنها وزواياها جيداً، وأيضا ظهر في الصور أشخاص يشبهون كثيراً سمت قوات الأمن من ناحية حلق الشعر والتركيب الجسدي والسن.
والحرفية العالية في ضرب النار وفي نفس الوقت أماكن التنشين لم تكن على الأفراد بل كانت على السيارات والمعدّات وهذا ما انعكس على عدم ظهور ضحايا في طرف الأمن وإلا أين الجنازات العسكرية لضحايا العملية التي ذكرها السيد الوزير؟!
4- لماذا لم يتم قنص أي مسلح أثناء التصوير في حين أن الصور كانت شديدة الوضوح، واصطياد كل العناصر المسلحة دون الضرب العشوائي على المعتصمين؟ ولماذا لم تظهر صورة واحدة فقط لذر الرماد في العيون بقنص أحد المسلحين أثناء التصوير لإثبات أنه من الطرف المعتصم وليس من قوات الأمن؟!
5- لو أن جماعة الإخوان المسلمين قرّرت حمل السلاح؛ إسأل أي إنسان كيف ستتوقع اسلوب الجماعة في المواجهة المسلحة، بأعدادهم المعروفة وتنظيمهم الشبكي في المحافظات؛ هل تتوقع أن يجمعوا كل كوادرهم في ميدان رابعة والنهضة لمواجهة جيش مصر ؟!
6- وبعد كل ذلك إذا كان المسلحين هو من المعتصمين فعلاً؛ هل تم رصد أعدادهم؟ وهل عَمِلت الجهات الأمنية بصورة احترافية معلوماتية ودفعت بعناصر سرية داخل الميدان وهذا أمر من أبسط ما يمكن وهل وتمكنت من حصر السلاح وحامليه؟ فأين تلك البيانات المعلوماتية ولماذا قُتِلَ أطفال ونساء بالقنص المباشر؟ ولماذا أُطلقت قنابل النابالم على الخيام بشكل عشوائي؟!
وأخيراً:
إذا كان هدف الانقلابيين هو مواجهة وتكسير عظام المعارضين؛ فكان أجدى لهم أن يتعاملوا بشرف وبأخلاق الفرسان حتى أثناء الاعتداء وخصوصاً أنهم يُمثِّلون العسكرية المصرية؛ وكان عليهم أن لا يلجأوا إلى الكذب والخداع الواضح، والانجرار وراء سفهاء المخرجين أمثال خالد يوسف، ولا سيما أن من يواجهونهم هم فعلاً مدنيين عُزَّل.
لأن التاريخ حتماً سيكشف كل ذلك؛ وحينها ستفقد الأجيال القادمة كل معاني القيم والشرف.