مترادفات القبر
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
مترادفات القبرالدار الآخرة..
أسئلة وأجوبة حول القبر
س: ما هي مترادفات القبر؟
ج: للقبر مترادفات كثيرة، منها:
• الجَدَث (بفتح الجيم والدال)، جمعه: "أجداث"، قال تعالى: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ * مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ﴾ [القمر: 7، 8].
وقد تُبدَل "الثاء" "فاء"، فيقال: "جدف".
• والرَّمْس: (بفتح الراء وسكون الميم)، جمعه: "رموس".
• الرَّيْم: (بفتح الراء وسكون الياء) جمعه: "ريوم".
يقال: "نزلتُ في رَيْم فلان ألحده فيه، أي: نزلت في قبره".
• والشَّق واللَّحْد: لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عن القبر: ((اللحدُ لنا، والشَّق لغيرنا)).
• والحَفِير: (بفتح الحاء وكسر الفاء).
• والضَّريح: ومنه يقال: "زرتُ ضريح فلان"؛ أي: قبر فلان.
• والرَّجَم: (بفتح الراء والجيم)، جمعه: "رجام"، سمي بذلك لما يجمع عليه من الحجارة، والرَّجم في اللغة: هي الحجارة.
• والجَنَن: (بفتح الجيم والنون الأولى)، جمعه: "أجنان"، سُمِّي بذلك لستر الميت وإخفائه فيه.
• والمِنهال: (بكسر الميم)، جمعه: "مناهيل" يقال: "دفنتُ الميت في منهال؛ أي: في القبر.
س: متى عُرِفَ الدفن في القبر؟
ج: عُرِفَ دفن الميت في قبر عند أول قتيل وُجِدَ على ظهر الأرض من بني آدم، وهو "هابيل" ابن آدم عليه السلام، فقد قتله شقيقُه "قابيل" ظُلمًا وحسدًا وانتقامًا بسبب الخلاف الذي دار بينهما على أمر زواجهما من أختيهما، وتَقَبُّلِ قُربان هابيل، وعدم تَقَبُّل قربان قابيل:
وجاء ذكر خبرهما في القرآن الكريم، حيث قال ربُّ العالمين: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 27 - 30].
وبعد أن قتل قابيلُ هابيلَ، تحيَّر في أمر أخيه المقتول، كيف يواري سوءة أخيه؟ وكان أبوهما آدم غائبًا، فبعث الله غرابًا بالقُرب منهما، أخذ ينبش التُّراب بمِنقاره ورجليه؛ حتى أقام حفرةً في الأرض، ثم وضع غرابًا ميِّتًا أو قتيلاً كان معه في تلك الحُفرة، وأخذ يُثير التراب على الغُراب الميِّت؛ حتى واراه ودفنه، فتعلَّم قابيلُ من الغُراب عمليةَ الدفن، وعرف كيف يواري جسد أخيه المقتول هابيل، يُرشد إلى هذا قوله تعالى: ﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ ﴾ [المائدة: 31].
وقد نقل القرطبي - رحمه الله - في تفسير هذه الآية عن مجاهد أنه قال:
"بعث اللهُ غرابَين فاقتتلا؛ حتى قتل أحدهما صاحبه ثم حفر فدفنه"؛ اهـ.
وقيل:
"إن الغراب بحث الأرض على طعمه ليخفيه إلى وقت الحاجة إليه؛ لأنه من عادة الغراب فِعل ذلك، فتنَبَّه قابيلُ بذلك على مواراة أخيه".