أرشيف المقالات

هدم.. قتل.. تدمير.. مجاعة.. ظلام في غزة - ملفات متنوعة

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .

تتصدر الكارثة الإنسانية في حصار الشعب الفلسطيني في غزة أسوأ ممارسة لا إنسانية علنية يجاهر فيها المحتل بالإجرام، وبالمقابل يغض الاعلام الغربي الطرف عن هذه الممارسات الإجرامية، وفوق ذلك يتهم الشعب الفلسطيني بالإرهاب!!
لقد فرض اليهود حصارا شاذا على قطاع غزة، ويضغطون على مصر بعدم فتح معبر رفح التزاما بمعاهدات السلام - طبعا من جانب واحد - فالشعب الفلسطيني اليوم محاصر ويعيش كارثة إنسانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ففي غزة يعيش إخوة لنا اليوم في سجن كبير يفرضه عليهم الاحتلال الصهيوني، ويعانون خلاله من قهر الحصار الظالم، وهدم البيوت، ونسف الطرقات، وتجريف المزارع، واقتلاع الأشجار، وتدمير المدارس... ناهيك عن قطع الكهرباء وشح المياه، ومنع وصول الوقود والطعام والدواء. فالناس في غزة اليوم يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية التي تضمن لهم استمرار الحياة بحدها الأدنى حسب المعايير التي يعرفها بني البشر، وللقارئ أن يتخيل أضلاع الأطفال وهي ترتجف من شدة برد الشتاء، وماذا سيكون حال المرضى وكبار السن والعجزة والمعاقين -وما أكثرهم- عندما لا يجدون الدواء ولا يستطيعون الحصول عليه! إن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يقبعون تحت الحصار منذ عام ونصف تقريبا دون أي تقدم يذكر، فالأمم المتحدة صامتة، والأونروا تشتكي، والاعلام الغربي صامت، والاعلام العربي يكتفي بالمشاهدة.. والتحسر! لقد خلف الحصار الصهيوني لقطاع غزة خسائر مباشرة فاقت 750 مليون دولار، وأصبح هناك 140 ألف عامل تعطلوا عن العمل جراء اغلاق المعابر واحكام الحصار المستمر على غزة منذ عامين، ويعيش %80 من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة تحت خط الفقر، وارتفع معدل البطالة ليصل الى %65، وبلغ معدل دخل الفرد السنوي للمواطن الفلسطيني في غزة 650 دولاراً (أي أقل من دولارين في اليوم)، ومخزون الدقيق يكفي القطاع لأيام معدودة فقط، في حين أن كميات البضائع الموجودة في الموانئ الاسرائيلية والمعابر والمخازن الخارجية - وتنتظر الدخول - تزيد على2000 شاحنة! وعلى الجانب الصحي فيعاني أكثر من %60 من أطفال غزة من أمراض سوء التغذية وفقر الدم، أما المستشفيات فواقعها مؤلم لقطع الكهرباء ونفاد الوقود ونقص حاد بالأدوية، حيث إن %40 من الأدوية الأساسية رصيدها صفر، و%80 من المستهلكات الطبية رصيدها صفر، ويعيش مئات المرضى بلا علاج! وبلغ عدد الآبار المتوقفة عن الإنتاج في غزة عشرة آبار مياه، والباقي مهدد بالتوقف، وإجمالي آبار المياه تعمل بـ %60 من الوقت وتتوقف %40، ومحطة توليد الكهرباء متوقفة بشكل كامل، وثلاثين مخبزاً أغلقت أبوابها في غزة بسبب نقص الوقود. وأخيرا..
يكفي أن نعرف أن أكثر من ثلث ضحايا الحصار هم من الأطفال! هذا غيض من فيض من معاناة أهلنا المحاصرين في قطـاع غـزة رواها الأخ العزيز د.وليد العنجري - رئيس قطاع فلسطين في «الرحمة العالمية»، والذي عزم على تسيير رحلة اغاثية الى غزة تحمل مواد غذائية وطبية عبر قافلة بحرية تنطلق من قبرص نهاية هذا الشهر، فحري بنا ونحن في هذه الأيام المباركة أن نمد يد العون لمن ظلمهم الاحتلال الصهيوني، ونحتسب ذلك عند الله عز وجل مستذكرين حادثة أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما منع الصدقة عمن تطاول على ابنته الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها، فنزلت آية، بذلك فعاد وأعطاها اياه. غزة تستغيث..
وقد آن الأوان لنثبت للعالم رفضنا لعنجهية اليهود وغطرسة الصهيونية وإجرامهم، فلتتضافر وسائل الاعلام ضد العدو الإسرائيلي، ولنبرز صور الظلم والاضطهاد، ولنساهم جميعا في حملة الإغاثة..
فهل من مغيث.
لكل شيء إذا ما تم نقصان *** فلا يغر بطيب العيش إنسان

   

شارك الخبر

ساهم - قرآن ١