أطفال غزة..ضحايا الديمقراطية!! - ملفات متنوعة
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
عادل
بن عبد العزيز المبرد
لم
تتمالك عيناي دموعهما ففاضتا على وجنتي وهما تريان على شاشة إحدى
القنوات الفضائية صور الأطفال المرضى في قطاع غزة المحاصر، وهم يبكون
من قلة الدواء والغذاء، في ظل الحصار الغاشم، من العدو الصهيوني
الظالم، الذي يجيع شعباً بأكمله ويحرم أطفاله ونساءه من أبسط حقوق
الإنسان.. من الغذاء والدواء، يحدث هذا في ظل تشجيع الحكومة الأمريكية المتصهينة وتأييد دول الاتحاد الأوربي!! لماذا كل ذلك يا ترى؟.. إنها عقوبة للشعب الفلسطيني على اختياره لحركة حماس لتقود حكومته! مع أنها حكومة انتخبها الشعب وفق (الديمقراطية) المزعومة التي ينادي بها الغرب! ولكن يبدو هذه المرة أن الديمقراطية لم تأت نتائجها متوافقة مع المزاج الصهيوني الغربي، ولذلك تقرر معاقبة الشعب المسكين وحرمان أطفاله من الغذاء والدواء أمام صمت العالم المتحضر المنادي بحقوق الإنسان! وإطلاق الحريات في المؤتمرات والمحافل الدولية! فلست أدري -والله - من أيهما أعجب، أمن وقاحة ذلك العالم الغربي الذي لم يبال بمخالفة مبادئه وقوانينه لما جاءت النتائج على غير هواه، أم أعجب من الصمت المطبق للعالم العربي والإسلامي وهم يرون إخوانهم يسامون الظلم والقهر بغير ذنب اقترفوه إلا أنهم طبقوا الديمقراطية الغربية بحذافيرها وقوانينها!! لقد ذكرتنا هذه الواقعة بأحداث الجزائر، يوم أن فازت جبهة التحرير الإسلامية في الانتخابات، فزمجرت فرنسا والغرب من ورائها وهدد رئيسها الهالك (فرانسوا ميتران) بشن هجوم على الجزائر إذا تسلمت جبهة الإنقاذ السلطة ولو كانت الانتخابات نزيهة وعادلة!! وما خبر حزب الرفاه الإسلامي في تركيا عنا ببعيد لما فاز في الانتخابات فقلب الاتحاد الأوربي لها ظهر المجن وما زال بالجيش حتى أرغم رئيس الوزراء التركي نجم الدين أربكان على الاستقالة!! لأن الديمقراطية لم تسفر عن النتيجة التي يريدون! إن دل ذلك على شيء، دل على أن الكفر ملة واحدة كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ودل على أن العالم مهما بلغ في الحضارة المدنية أعلى المراقي، ومهما تغنى بالشعارات البراقة والعناوين المشرقة إلا أنه يبقى - بغير المنهج الرباني - ذلك الإنسان الظلوم الجهول، وصدق الله في علاه إذ يقول { وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ } [الأنفال:73] أي إلا تعتقدوا ذلك وتعملوا بموجبه يعم في الأرض الظلم والفساد، وهل ظلم وفساد أشد من الذي يقع اليوم ؟ وهل تجد استغاثات أطفال غزة صدى لدى أمة الإسلام؟ تحقيقاً لقول الملك العلام { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } [ التوبة :71] قال الشيخ السعدي في تفسيره أي: في المحبة والموالاة والانتماء والنصرة.