ابدأ بنفسك أيها الإنسان
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
ابدأ بنفسك أيها الإنسانبسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد الأمين، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وتركنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك؛ أما بعد:
فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، يوحدون توحيده وعبادته بما شرع، عبادة بين الخوف والرجاء، وحسن الظن بالله: ((أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني))، بعيدًا عن التشاؤم؛ فالتشاؤم سوء الخلق مع الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ [النساء: 40]، وقال: ﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]، وقال أيضًا: ﴿ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 117] أن يسيء الإنسان الظن بنفسه: ((ثلاث مهلكات: شح مطاع، وهوًى متبع، وإعجاب المرء بنفسه))، وألَّا يأمن كل مسلم ومسلمة مكر الله: ﴿ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك))، لا يلهيه الأمل وأن يحذر الأجل، أن يجاهد ليصل، وإن وصل أخيرًا خيرٌ له من أن يكون رأسًا في ضلال، ليعمل ويطمئن في عمله، والإنسان المسلم في حياته بين حق وواجب، يتقرب إلى الله بما يحب بصدق الاتباع: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، سيره إلى الله بين حق يطلبه، وواجب يحققه، وعدو يجاهده: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]، وقال: ﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 6]، ونفس أمارة وهوى يغالبه: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]، وحد لله لا يتجاوزه: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق: 1]، تكمن حياته بالإصلاح والعمل المستمر بالتحقيق، والتوعية تعليمًا وإرشادًا؛ إذ لا بد أن يرجع بنفسه إلى جادة الصواب.