أرشيف المقالات

هموم مصروفات المدارس في خبر كان

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
د.
زينب حقي أستاذة إدارة المنزل* الادخار ووعي الأم الشرائي يضمنان عاما دراسيا غير مرهق اقتصاديا* نظرة جديدة للدروس الخصوصية والتعليم الفني تعني توفير أكثر من نصف دخل الأسرة* إشراك الأبناء في تحمل مسئولية الميزانية في أوقات الشدة والرخاء يحمي الآباء والأمهات من ضغوط التقليد والمحاكاة* التفاخر والتنافس وسوء فهم معني التميز آفات اقتصادية ونفسية وتربوية* مطلوب دور فعال للجمعيات الأهلية والأسر المنتجة في كل مشكلات بداية العام الدراسي............مصروفات المدارس، الحقائب، الأحذية، الكراسات، والكشاكيل، والأدوات المدرسية، شطائر كل يوم، مصروفات سيارة المدرسة أو المواصلات أو حتى المصروف اليومي للأبناء.مفردات هم سنوي تغرق فيه الأسرة المصرية بكافة مستوياتها، حتى الأسر الثرية؛ لأن بعضها رغم سعة الرزق يفتقر إلى التخطيط والموازنة والفكر الاقتصادي بعيد المدى، فهذا هو مربط الفرس في الخروج من مأزق الدراسة السنوي، ومن مأزق الميزانية بشكل عام مزيد من التفاصيل في حوارنا مع د.
زينب حقي - أستاذة إدارة المنزل بكلية الاقتصاد المنزلي جامعة حلوان.تخطيط وموازنة* مشكلات الأسرة المادية تتجلى بوضوح عند افتتاح المدارس كل عام كيف يمكن للأسرة أن تواجه هذه المشكلة؟- فكرة التخطيط المالي، وإدارة الدخل تغيب عن أذهان كثير من ربات وأرباب الأسر، والتخطيط هو عمل موازنة سنوي لدخل الأسرة حسب وضعه ثابت أو متغير، هذه الموازنة السنوية يحسب فيها متوسط دخل الأسرة مع الزيادة أو النقص، مع تحديد بنود لهذه الميزانية، فهناك مصروفات ثابتة، وهناك طوارئ، وهناك ترفيه، وهناك مناسبات اجتماعية، وهناك ادخار يتفرع منها ميزانيات شهرية أو أسبوعية، وهذه الموازنة تحتاج لمراجعة مستمرة لأسعار السوق، ومراجعة لمصروفات البيت والمتغيرات التي تطرأ عليها لمراجعة البنود أول بأول حذف بعضها، أو دمج بعضها إلي بعض، أو إضافة بنود جديدة.ادخـار لا تحـويش* الادخار ركن أساس في ميزانية الأسرة يغفل عنه الكثيرون، فما المفهوم الصحيح للادخار؟ليس المقصود بالادخار التحويش، أو أي شكل من أشكال البخل، لكن هو جزء من التخطيط، فقد تأتي فاتورة التليفون مثلا لتربك ميزانية الأسرة تماما، وتؤدي بها للاستدانة، فاستقطاع مبلغ صغير كل يوم من مصروفات البيت يحل مشاكل في المستقبل; لأن الادخار نظرة بعيدة المدى لمستقبل الأسرة المادي، وجزء أساس في وعي الأم الاقتصادي.(فلسفة شراء)· وعي الأم الاقتصادي ماذا يعني وكيف يتحقق؟وعي الأم الاقتصادي يشتمل على أشياء كثيرة، منها التخطيط، والتنظيم، والادخار، وترتيب الأولويات، وابتكار وسائل جديدة للتغلب علي مشاكل المعيشة، والوعي الشرائي، والذي يعصمنا من شراء أشياء لا فائدة منها، أو شراء أشياء رخيصة مثلا ، لا تتحمل كثيرا، ونجد أنفسنا في النهاية قد دفعنا أكثر مما يجب خاصة في الأشياء دائمة الاستهلاك مثل الملابس، والأحذية، والأدوات المدرسية، والوعي الشرائي يشتمل على استفادة الأم من تجاربها السابقة.واكتسابها مهارات مختلفة في الحياكة والتطريز، وصناعة الوجبات، بالإضافة إلي قدرتها علي التوفيق، والتدبير بين بنود الميزانية المختلفة، حتى تخرج من مشاكل افتتاح الدراسة.مشــاركة* أحيانا يقع الأمهات والآباء تحت ضغوط شديدة من الأولاد خاصة في مسائل الشراء فكيف تخرج الأسرة من هذه المشكلة؟- الحل بسيط يكمن في كلمة واحدة، المشاركة وتعويد الأبناء تحمل المسئولية إن كانوا في سن يسمح، فتولى أحدهم مسئولية البيت في شهر أو أسبوع سيجعلهم يدركون حجم الضغوط، بالإضافة لمعرفتهم الوضع المالي للأسرة أول بأول، ليس فقط في أوقات الأزمات فقط، بل في وقت الرخاء، أيضا بالإضافة لإدراك الأبناء أن تصرفات الآباء الاقتصادية التي لا تروق لهم ليست حرمانا، والمشاركة هنا تربية تأتي بالقدوة، فكثير ما تنتفي المشاركة بين الأب والأم، فإما أن يعطي الأم المرتب، وهي تتصرف أو يكون هناك نوع من الاستيراد المالي، وقليل من الأزواج يصارح زوجته بوضعه المالي، وبالتالي يغيب عن إحساس الأولاد معنى المسئولية، ويجب ألا تقتصر المشاركة على الأفراد الرئيسيين في الأسرة أب وأم وأولاد، بل تتعداهم إلى الجد والجدة، والخالات، والأخوال، والأعمام، فعند تقديم الهدايا تختار هدايا عملية تحل المشاكل وأقلام كراسات، حقائب وأشياء من هذا القبيل مع تداول الملابس، وخاصة الملابس غير الرئيسية في الدراسة مثل: الزي الرياضي، أو الأدوات المختلفة بين أولاد العم والخال، وأولاد الأصدقاء والجيران، وخاصة إذا كانت أعمارهم متقاربة.جــرأة وتمـرد* هناك ضغوط أخرى على الأسرة منها العادات الاجتماعية والتقليد وحب المظاهر وغير ذلك مما يؤثر في الميزانية وقرارات الشراء فكيف تواجه الأسرة هذه الضغوط؟- هذه المشكلة تحتاج لجرأة من الأم والأب، وإلى تمرد على العادات والتقاليد الخاطئة ليس في وقت الأزمات بل في أوقات الرخاء؛ لأنها تستهلك الكثير من دخل الأسرة، وهذا ليس معناه إلغاء المجاملات والمشاركات، فهذا أمر ضروري لكن مع عدم المبالغة والتظاهر، فالمشكلة أن هذه العادات تتوارث مع الضغوط الاقتصادية التي تزيد، مما يؤدي إلى دوام المشكلة وحب المظاهر تقع فيه السيدات، بالأخص بصورة أكثر، فاسم المدرسة وارتفاع مصروفاتها والمحلات المشهورة المتخصصة في بيع الزي المدرسي، أصبح مدعاة للتفاخر في محيط الأقارب والأصدقاء، وهذه خصلة ذميمة ترهق كاهل الأسرة كثيرًا.
أساسها عدم الرضا، وعدم الفهم الصحيح لمعني التميز، والمحصلة في النهاية مشاكل لا تنتهي ليست مادية فقط، بل نفسية واجتماعية، وتوتر في العلاقة بين الزوجين، وتراجع تحصيل الأولاد وتقديراتهم الدراسية.* أصبحت الإعلانات والصور المبهرة في التليفزيون عبئا ثقيلا على كاهل الأسرة المادي..
كيف يمكن أن تنجو الأسرة من فخ الإعلانات؟- للأسف الشديد هذا صحيح، وبدلامن التأثير الإيجابي لوسائل الإعلام على الحياة، ومساعدتها في وجود حياة أفضل أصبح التأثير سلبيا، بل لا يقتصر فقط على الناحية المادية، بل يؤدي إلى مشاكل نفسية وأحقاد، وعدم رضا، خاصة عند الشباب والمراهقين، فالحذاء المضيء، والحقيبة العجيبة، والزبادي بالقشدة، والجبنة التي ليس لها مثيل، وسيل السلع وفيضان الإغراء يبتلعون بالفعل أغلب دخل الأسرة.ويمكن التغلب على ذلك بالمناقشة المتفاهمة والإقناع الهادئ، والتركيز على جوانب أخرى في التربية منها الرضا، والقناعة، وبيان الغرض الرئيسي من التعليم، وقتل المعاني الاستهلاكية في نفس الأولاد، والتوعية بفكرة الأولويات.* هناك مشاكل الدراسة الاقتصادية مشاكل عامة تحتاج لتعاون كامل بين أفراد المجتمع وهيئاته كيف نوجد هذا التعاون؟- أعتقد أن الذي يقوم بهذا الدور بشكل فعال وناجح هو الجمعيات الأهلية وجمعيات الأسر المنتجة، بإقامة معارض لاحتياجات وسلع المدارس في الأحياء المختلفة بأسعار مناسبة، بالإضافة إلي التعاون بين الجيران والأهل بأي شكل يكون سواء بالتبادل، كما ذكرت أو بنظام الجمعيات الشهرية.* قد تكون الدروس الخصوصية هي أكثر عوائق الأسرة المادية التي يصعب حملها ولا تجدي معها الميزانيات، كيف يمكن التغلب عليها؟- فعلا أكثر من نصف دخل الأسرة أو يزيد تستهلكه الدروس، والحل الصحيح هو الاستغناء، لكن بما أن ذلك قد يكون صعبا أو يأخذ وقتا، يجب أن تكون هناك خطوات لإصلاح التعليم، حتى تنتهي هذه المشكلة ومشكلة الدروس الخصوصية تكمن في نظرة اجتماعية تقدس التعليم الجامعي، ونحن نحتاج للتخلص من هذه النظرة، كما أنه يمكن للأباء والأمهات حل هذه المشكلة بمساعدة الأولاد، وخاصة إذا كانوا في مراحل التعليم الأولي إشراك الشباب في إعطاء دروس بأسعار رمزية، فكل عائلة لديها بنات وأولاد متعلمين يمكنها توظيفهم في مساعدة من هم أصغر منهم دراسيا.بالإضافة لرفع مستوي التعليم الفني، وتغيير الفطرة الاجتماعية له، وهذا ليس حلا فقط لمشاكل الدراسة، بل يتيح بالعمل المستقبلية، لكن ذلك يتطلب جرأة من الأسرة في اتخاذ قرار تعليم أبنائها، وهذا ما يحدث في كثير من دول العالم، بقي شيء يجب أن نذكره وهو أن البركة من الله سبحانه وتعالى، وأساسها "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره".صدق الله العظ

شارك الخبر

المرئيات-١