أرشيف المقالات

إبراهيم محمد نجا

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
8 من أعياد باريس: شهرزاد مدريد للأستاذ عبد القادر رشيد الناصري ومن ذكريات عيد الحرية في باريس سنة 1950 أيام كان الشاعر يتلقى علومه هناك وقد أهداه إلى أديبة إسبانية حسناء كانت برفقته أثناء ما كانت (الكرنفالات) قائمة في كل مكان. عبرت بي وهي شقراء لها وجه صبوح في مساء تعيق الفتنة منه وتفوح شاعري الظل مخضل له النور مسوح قلت: يا ضاحكة العينين ماذا لو أبوح؟ أنا لو تدرين قلب يهوى الغيد جريح شاعر طوف في الأرض فأشقاه النزوح سئم القيد (ببغداد) وأدمته الجروح فأتى (باريس) في ظل الأماني يستريح فرأى حلم لياليه بعينيك فهاما وتسامى نغماً يشرق بالحب ضراما ووقفنا نتملى (السين) والليل سكون الثرى سحر ونور القمر الظامي حنين عرس، فالورد والإنسان رقص ولحون وعذارى الشهب في حاشية الأفق عيون فتعانقنا بروحينا وهزتنا الشجون وهتفنا: لمن الصهباء واللحن الحنون ههنا يحلو لعشاق اللذاذات الجنون فهلمي نتعاطاها فدنيانا فتو ما على مغتربي دار (بباريس) أقاما إن أحالا الليل جاما والمسرات مداما وانتحينا حانة تحكي أساطير الليالي السنى في جوها الصاخب شرقي المثال واندفعنا بين حشد من نساء ورجال يتساقون على نخب ليالي (الكرنفال) قلت: يا ملهمتي الشعر ويا وحي خيالي أنزعيها من جنى (بوردو) ومن تلك الدوالي خمرة تكشف للشاعر عن سر الجمال ما علينا لو أذبنا الروح في نار الوصال أنت يا زهرة (مدريد) ويا زهو الدلال: عيد أفراحي، وعطري، ومدامي، والندامى قربي ثغرك أسكب فوقه روحي هياما قالت: اشرب قلت: (سنيورا) اشربي نخب لقانا لا تقولي قد خلا الحان ولم يبق سوانا الهوى العاصف لا يعرف للنجوى مكانا نحن أغرودة حب ردد الدهر صدانا ما علينا لو ختمنا بدم القلب هوانا حسبنا أنا احترقنا في جحيم من أسانا قدر نادى، وقلبان أجابا من دعانا فعسى نبعث ذكرى (شهرزاد) والزمانا وتلاقت شفتانا ساعة كانت مناما أمر الحب فكنا في فم الدنيا ابتساما عبد القادر رشيد الناصري

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢