سر العالم
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
لشاعر الهند رابندرانات طاغور
ترجمة الأديب عبد الوهاب مصطفى بحلاق
عندما مرت الدهور، وتردد النحل على حدائق الصيف، وابتسم القمر لزنبقة المساء، وبعث البرق قبلاته النورانية للسحب، وسرح ضحكاته في الفضاء. .
وقف الشاعر في ركن مشحون بالأشجار مكلل بالسحب، وظل قلبه صامتا كالزهرة.
يستطلع خلال أحلامه كما يفعل الهلال، ويهيم كما يفعل نسيم الصيف لغير ما غرض.
.! وفي إحدى ليالي إبريل عندما بزغ القمر كفقاعة ماء من أعماق الغرب.
وكانت إحدى الفتيات مشتغلة بري النبات وأخرى تطعم غزالها، وثالثة ترقص لطاووسها بدأ الشاعر يغني: (آه.
أنصتوا لأسرار العالم.
إني أرى أن الزنبقة شاحبة مصفرة لأنها تحب القمر.
وزهرة اللوتس تسحب قناعها أمام شمس الصباح، والسبب جلي لو أنعمتم التفكير.
ومعنى طنين النحل في إذن الياسمين الصبوح قد غرب عن خاطر العلماء ولكن الشاعر يعلم.
!) وذهبت الشمس في تورد الحياء، وصعد القمر متمهلاً خلف الأشجار، وهمست ريح الجنوب لزهرة اللوتس أن الشاعر ليس بساذج كما يظهر منه.
فشبك الفتيات والشبان أيديهم وصاحوا: (لقد انكشف سر العالم.
.!) ثم نظر بعضهم في عين بعض وأنشدوا: (ليطر سرنا أيضاً على أجنحة الريح.
.!) عبد الوهاب مصطفى بحلاق