الحث على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلم
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
الحث على تطبيق سنة النبي صلى الله عليه وسلمالحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام التامَّانِ الأكملان على نبي البشرية وخير البرية محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فيا أيُّها المسلمون، إن المسلم كلما طبَّقَ سُنَّةَ النبي صلى الله عليه وسلم، وحَرَصَ عليها وطبَّقَها في واقع حياته، واتَّبَع النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أوامره، واجتنب نواهيه - كان عند الله أعلى وأكرم، وقد جاءت الأدلَّة بأهمية اتِّباع النبي صلى الله عليه وسلم؛ يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، قل - أيها الرسول -: إن كنتم تحبُّون الله حقًّا، فاتَّبِعوني وآمنوا بي ظاهرًا وباطنًا، يُحبِبْكُم الله، ويَمْحُ ذنوبَكم، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيم بهم.
وهذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كل مَنِ ادَّعى محبَّة الله تعالى، وليس مُتَّبِعًا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم حقَّ الاتِّباع، ولا مُطيعًا له في أمره ونهيه، فإنه كاذب في دَعْواه حتى يُتابِعَ الرسول صلى الله عليه وسلم حقَّ الاتِّباع[1].
وربما نرى أُناسًا لا يكادون يُطبِّقون سُنَن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وإذا بيَّنْتَ لهم فضل تطبيقها، قالوا: هذه (سنة) وليست واجبةً! فتجده لا يُؤدِّي السُّنَن الرواتِبَ، ولا يُؤدِّي الكثير من السُّنَن بحجة أنها سنة وليست واجبةً، وما علِمَ هذا المسكين أنه ضيَّعَ على نفسه أجورًا عظيمةً، ولعلَّ هذه الفئة قليلةٌ، فاللهم لكَ الحمد والشكر، هناك مَنْ يُحافظ على سُنَن المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ومن أعجب ما قرأتُ أن الإنسان لو سَقَطَ منه مبلغٌ من المال، فإنه سيجتهد في البحث عنه اجتهادًا كبيرًا، ويبحث في كل مكان؛ بل ربما يحزن حُزْنًا شديدًا إذا لم يجده، فكيف بسُنَن المصطفى صلى الله عليه وسلم! كم سُنَّة ضيَّعناها ولم نعمل بها؟! هل بحثْنا عنها؟! هل حَزِنَّا على عدم تطبيقها؟ نسأل الله أن يعفوَ عنَّا.
فالله الله يا أُمَّةَ الإسلام بتطبيق سُنَن نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، أحيوها في واقع حياتِكم، وطبِّقُوها وذكِّروا إخوانكم بها، فإن تطبيقَها فوزٌ وفلاحٌ.
وعلِّمُوا أولادَكم سُنَن المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحفِّزُوهم على تطبيقها وعلِّموهم سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسِيَر أصحابه، فقد تجد بعضَ الأطفال يعرف الأندية ولاعبي الكرة، ويعرف أسماءهم، وإذا سألتَه عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا به لا يعرف منهم أحدًا، لا شَكَّ أن هذا خطرٌ عظيمٌ حينما يعرف الطفل أسماء اللاعبين غير المسلمين؛ بل ربما يُقدِّرهم ويُحبُّهم، ولا يعرف أسماء الصحابة الأبطال الذين جاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحماية هذا الدين.
فعلى المسلم أن يُعلِّم أولاده سُنَنَ النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يُطبِّقَها ويُحفِّز أولادَه على تطبيقِها.
هذا والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربِّ العالمين.
[1] التفسير الميسر.