أرشيف المقالات

لا ذمة ولا شرف!

مدة قراءة المادة : 7 دقائق .
8 للأستاذ نقولا الحداد أول مرة في عمر الإنسانية نرى ونسمع أن أمم الأرض جمعاء وعددها 57 أمة تؤلف منها محكمة تقضي في مصير أمة صغيرة. 1 - من ندب هذه الأمم لهذا القضاء؟ - الله؟ - لا. 2 - أين كانت هذه المحكمة الأممية يوم كانت فلسطين الحديثة تعاني الأمرين تحت رق الانتداب البريطاني الذي كان يأخذ من العرب ويعطي لليهود؟ كانت مبعثرة ينهش بعضها بعضاً؟. 3 - هل لهذه المحكمة الأممية ضمير الفيصل العادل؟ لا. 4 - هل لهذه المحكمة الأممية أن تنفذ الحكم الذي تصدره؟ كيف؟ 5 - هل جميع الأمم على الإطلاق خاضعة لأحكام هذه المحكمة؟ لا.

بعضها تحت القانون.
وبعضها فوق القانون.

أليس هكذا تكون العدالة والمساواة؟ أولا - أن الذين ندبوا السبع والخمسين دولة للقضاء في هذه المحكمة الأممية.
هم ثلاثة أشخاص، لا ثلاث أمم.
هم زعيم روسيا وزعيم بريطانيا وزعيم أمريكا يعني ثلاثة آدميين يتحكمون بمصير 57 أمة أو بمصير ألفي مليون آدمي. من خوَّل هؤلاء الثلاثة هذه السلطة؟ - الذكاء السياسي؟ العلم العملي؟ - لا.
لا.
لا. خوَّلهم هذه السلطة الحسام الممتشق.
والمدفع المنطلق.
والأورانيوم المنبثق.
أضف إلى هذه الثلاثة التوفيق الذي كان في عالم الغيب وليس لهم في تدريبه أقل نصيب. ثانياً - كان أعضاء هذه المحكمة أو بالأحرى كانت أممها الكبيرة كالصغيرة تصخب كالخضم الهائج وتصرخ صراخ أهل الجحيم من شدة آلم ذلك الجنون الحربي المطبق.
وأي جنون أفظع من أن يدمر الواحد في ساعة ما بناه في قرن، ومن أن يتلف الخيرات التي أغدقتها الطبيعة عليه ويصبح في يوم وليلة حائراً يبحث عن الغذاء والكساء والمأوى فلا يجدها. كل بلك الثروات الطائلة ذهبت كالعاصفة تذريها الريح، كيف يكون الجنون غير هذا؟ هذه حال الأمم التي تقضي الآن في مصير أمة صغيرة هي جزء من ألفين من أ الأرض. عجباً! ما بالها تترك الأمم الكبرى التي تعد بمئات الملايين تهش بعضها بعضاً وهذه أحوج إلى الفيصل في قضاياها من أمة صغيرة كفلسطين. أليست هذه المحكمة أجدر بأن تنصف روسيا من أميركا وبريطانيا أو تنصف أميركا من روسيا أو تنصف بريطانيا من هذه وتلك؟ هل إذا تمَّ قضاء هيئة الأمم ال57 على فلسطين يأمن العالم الحرب ويضمن السلام. ثالثاً - هل لهذه المحكمة الأممية ضمير الفيصل العادل؟ يمكنك أن تحلف صادقاً بالله العظيم وبالأنبياء والرسل أجمعين أن أولئك الوفود المتكأكئين في لايك سكسس وفلاشنغ ميدوز وهم ينظرون في قضايا الأمم المظلومة خالون من الضمير الصالح بتاتاً، لا ذمة ولا شرف.
ما معنى أن بعضهم يتغيبون عن المحكمة وبعضهم يمتنعون عن إعطاء أصواتهم؟.
معناه أنهم ليسوا ذوي ذمة ولا ضمير، لأنهم يساومون الأقطاب الكبار أو يخافونهم أو يطمعون برشاوى مادية أو سياسية.
وأخيراً ظهر أن دنيئاً منهم قبل رشوة 10 آلاف دولار.
ألا تباً لهذه المحكمة التي ضميرها المال وذمتها المال وشرفها الريال. قضية فلسطين واضحة كل الوضوح.
وكل مندوب من مناديب الـ57 أمة فاهمها تمام الفهم.
ولكن الضمير الخرب واقف دونها.
فكيف نثق بمحكمة ليس لأعضائها ضمائر ولا شرف؟ حقاً.
لم يعد عالم عصر الذرة والكهرباء الخ ممكناً أن يعيش بسلام إلا بقيام محكمة كهيئة الأمم.
ولكن بكل أسف ليس لهذه المحكمة ضمير صالح، هي محكمة شيطانية جهنمية، وإبليس الرجيم هو الموحي لها، فماذا يكون مصير الأمم الصغيرة، بل مصير الأمم الكبرى إذا كان إبليس رائدها؟ الحرب طبعاً!. نحن لم ننته من الحرب أنه لا يزال في العالم بقية من الخير والعيش، وإبليس لن يعود عن طغيانه على ملكوت الإنسان إلا متى دمر هذه البقية الباقية. أصل السبب في طغيان الشيطان هو أن الرأسمالية تستفحل كل يوم أكثر من يوم، واليهود قابضون على زمامها لأنهم عباد المادة، فما دام في الأرض يهود فهناك أموال تكافح وتثير السلاح وتضع المدافع والقنابل الخ وتدفع الرجال إلى أتون جهنم. فلا سلام على الأرض ما دام اليهود يهوداً، ليتهم يسمعون وصايا موسى، وإن كانت نجحت بحقوق غير بني إسرائيل. ما هيئة الأمم هذه إلا ألعوبة صبيانية يلعبها ستالين وتشرشل ثم خلفه بيفن وروزفلت، ثم خلفه ترومان. ولكنها لعبة شريرة، زعموا أنهم يريدون بها إنصاف الأمم الصغيرة من الأمم الكبيرة، فإذا هم يضيفون ظلماً على ظلم. أتعلم ما سبب نكبة فلسطين الأخيرة؟ شخص واحد من ألفي مليون شخص له غرام بكرسي الرئاسة، ولكنه ليس أهلا لها ولن يكونها، فإن صارها كان 5 ملايين يهودي يحكمون 140 مليون إنسان، ويتصرفون بمقدرات ألفي مليون إنسان. رابعاً - هل لهذه المحكمة أن تنفذ الحكم الذي تصدره؟ وكيف؟ إنكلترا التي هي أصل نكبة فلسطين من أول الأمر تتنصل من تبعة حكم محكمة هيئة الأمم، لا تريد إلا أن يعلق العرب واليهود بعضهم ببعض وهي تتفرج، والله أعلم أي الفريقين تساعد من تحت لتحت، وأيهما تحرض سراً! والأمريكان لا يريدون أن يرسلوا أولادهم إلى الأرض المقدسة لكي تغسل دماءهم دم المسيح. وستالين يتمنى أن يحط رجله في الأرض المقدسة، ولكن أميركا وإنكلترا تمنعانه ولو بحرب. إذن لا يبقى إلا أن العرب يطهرون أرضهم من جراثيم الشر وحكم محكمة الأمم يصبح (طش فش) لا شيء! ولماذا نحن نتوقع من الأمم أن تكف شر الصهيونيين عنا، ونحن نعلم أنه (ما حك جلدك غير ظفرك)! أليس جديراً بنا الآن بل من قبل الآن أن ندفع إنذاراً إلى بريطانيا (العظمى) أن انتدابها الذي كان وبالًا على فلسطين قد انتهى فلتتنح، ويدّعنا نحن نسوي حسابنا مع الصهيونيين الذين كانوا من صنع يديها. وعلينا، يا عرب جميعاً، أن نحتل فلسطين، ونقذف بالصهيونيين (لا باليهود) إلى البحر. لا أتكلم هذا الكلام عن نفسي، لأني شخص ضعيف إلا بإيماني، بل أتكلمه عن لسان ستة وثلاثين مليون عربي. نقولا الحداد

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣