بعد أن تقدمت بى السن وازدادت حكمتى ـ فيما أخال ـ أدركت أننى وحدى المسؤول عما أصابنى من سوء
اضبط أحوالك وأنت تتعهد نفسك، اضبطها فى سجل أمين يحصى الحسنات والسيئات، ويغالب طبيعة النسيان فى ذهن الإنسان
الحق أن ترويض النفس على الكمال والخير، وفطامها عن الضلال والشر يحتاج إلى طول رقابة وطول حساب
إنه كان لزاما على كل مشتغل بعلوم الإسلام أن يدرس الحياة كلها، وأن يتعرف وجوه النشاط البشرى- ومراميه القريبة والبعيدة
الحق أن هذا الانطلاق فى أعماء الحياة دون اكتراث بما كان ويكون، أو الاكتفاء بنظرة خاطفة لبعض الأعمال البارزة أو الأعراض المخوفة، الحق أن ذلك نذيرُ شؤم
هل يفكر أكثرنا أو أقلنا، فى إمساك دفتر يسجل فيه ما يفعل وما يترك من حسن أو سوء؟
إن عمارة دار جديدة على أنقاض دار خربة لا يتم طفرة، ولا يتم عن ارتجال وإهمال
فكيف ببناء نفس، وإنشاء مستقبل؟!
وكلمة أخيرة إلى علماء المسلمين: إن قِصَر باعِهم فى علوم الحياة هو أبشع جريمة يمكن أن ترتكب ضد الإسلام
حاسب نفسك ما من عمل هام إلا وله حساب يضبط دخله وخرجه، وربحه وخسارته
إنى أهيب بالعلماء المنصفين أن يجيلوا أبصارهم فيما بلغته الآداب والفلسفات من نتائج، وأن يضمُّوا إلى هذه المعرفة دراسة الإسلام نفسه، وهم بأيسر مقارنة منتهون إلى ضرورة نفع العالم بهداياته، ومنع العوائق التى تصد الناس عنه