محمد بن الجنيد أبو عبد الله النيسابوري ثم الأسفرائيني الزاهد حدث عن عبد الله بن يوسف التنيسي، بسنده إلى أبي خلاد، وكان من الصحابة قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إذا رأيتم الرجل المؤمن قد أعطي زهداً في الدنيا وقلة منطق، فاقتربوا منه، فإنه يلقى الحكمة ". وحدث عنه أيضاً، بسنده إلى عبد الله بن عباس، أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: " اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض. ولك الحمد، أنت قيام السموات والأرض. ولك الحمد، أنت رب السموات والأرض ومن فيهم. أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق. اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت. فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت. إلهي لا إله إلا أنت ". قال أبو عوانة: كان محمد بن الجنيد من الزهاد. كتب إلى بعض الأمراء: أكرمك الله وأسعدك.. فغضب الأمير، ورمى بكتابه، وقال: لا يخاطب السلطان بهذا. فكتب إليه: أطال الله بقاءك، ثم أطال الله بقاءك. ولو أكرمك وأسعدك، لكان خيراً لك. فإن عاقبة ما أنت فيه ليست بمحمودة.