Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/42ee761a668df9c8042ef4c94f7295a31995418d_0.file.quote.tpl.php on line 172

ومما لا شك فيه أن حقيقة الآيات القرآنية في دلالتها الخفية، في أسلوب نزولها، في التطورات المتعاقبة لتعاليمها خلال فترة الرسول، إنما تعلن بصراحة ووضوح عن أن تلك الآيات ما هي إلا نداء حركي في أنقى ما تعنيه هذه الكلمة من خصائص

منذ أن عدت إلى مدينة آبائي وأجدادي، قضيت خمسة عشر عاماً أنبش في تلك الحضارة التي تعلقت بها، أريد أن أثبت لنفسي أن العاطفة لا موضع لها ولكن هناك التقييم الموضوعي الرصين

خلال فترة طويلة من حياتي عايشت أئمة الفقه وقادة الفكر وعلماء تلك الحضارة، وتنقلت من مالك، وأحمد بن حنبل، وزملائه إلى البيروني، والخوارزمي، وتفاعلت مع ابن خلدون أتابعه في مراحل حياته ولم أترك نصاً سوياً إلا وقد أحلته إلى حقيقة ديناميكية أعاشرها وتعايشني

إن جهالة القرن العشرين التي يتصدرها ويحمل لواءها مدعو الثقافة العلمية تأبى علينا أن نعود إلى تقاليدنا وتراثنا، ولكنني سوف أشعلها حرباً بلا هوادة؛ لأنني واثق بأن أمتنا لن تقف على قدميها إن لم تعد إلى تعاليم الآباء تنهل منها رحيق القيم، وقصة البطولة، وعظمة الإنسان المسلم

إن فشل جميع الحركات الاجتماعية، واختفاء الفكر السياسي، وسيطرة المفهوم الطبقي، جميعها عناصر متماسكة تعبر عن مفهوم دولة القوة في التاريخ الغربي

إن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في التقاليد الإسلامية هي علاقة بين اثنين يقف كل منهما من الآخر موقف مساواة، لا يفصل أياً منها عن الآخر أي عقبات اجتماعية أو نظامية

مفهوم التنوع الطبقي بمعنى التدرج التصاعدي لم تعرف التقاليد الإسلامية إن التمييز بين الحاكم والمحكوم هو تمييز وظيفي لا ينبع لا من متغير الانتماء ولا من متغير الاستمرارية الوراثية

الفكر السياسي الأوروبي بمعالمه ومتغيراته والمدركات الغربية المتعلقة بالسلطة بمختلف عناصرها ومقوماتها إنما يعبر عن استمرارية ثابتة، حيث الترابط الزمني يرفض وجود العنصر أو المتغير الإسلامي

الفكر الإسلامي يستطيع أن يقدم للتنظير السياسي أكثر من وظيفة واحدة في عالمنا المعاصر

التراث الإسلامي استطاع أن يؤدي وظيفة خلاقة في التراث الإنساني من خلال مسالك التعامل مع الحضارة الغربية وعلى وجه التحديد في فترة العصور الوسطى

بدأت الحضارة الإسلامية جاعلة من مبادئ ثلاثة المحور الفكري لنظام القيم الذي سعت إلى بنائه، مبدأ العدالة والشورى كقاعدة لعملية اتخاذ القرار السياسي، مبدأ احترام الشخصية الفردية بوصف كونها قيمة إنسانية كجوهر لطبيعة تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم

علماء التحليل السياسي في بلادنا يعيشون على قشور الفكر الغربي، ولا يتعدون الفتات الذي يلقى من آن لآخر حول الخبرة العربية، دون أي محاولة جادة للتعمق في هذه الخبرة انطلاقاً من منهاجية علمية معينة وقد سبق وذكرنا كيف أن الفكر الإسلامي لا يزال حتى لحظة كتابة هذه الأسطر مجهولاً في كلية الاقتصاد بجامعة القاهرة

إن النموذج الإسلامي للتراث الفكري يسمح بإضاءة الكثير من جوانب التعامل مع ظاهرة السلطة ولكننا نستطيع أن نضيف إلى ذلك نموذجين آخرين: الأول هو متعلق بظاهرة الرأي العام، والثاني يدون حول وظيفة الفقه

الاهتمام بالتراث ليس مجرد تعبير عن فضول علمي؛ إنه الطريق أيضاً إلى المعرفة بالذات

النظرية السياسية في التقاليد الغربية تدين في أصولها وفي أصالتها للمفاهيم الإسلامية

إن العلاقة الوثيقة الثابتة بين الإسلام والعروبة تفرض علينا منذ البداية أن نؤكد ذلك الاقتناع بأنه لا عروبة دون إسلام، ولا إسلام دون عروبة

الإسلام مدعو في الأعوام القادمة لأن يؤدي وظيفة خطيرة لا تقتصر على أن تتمركز حول العقيدة الدينية بمعناها الحرفي، بل سوف تتسع لتصير تعبيراً عن مجموعة من الأخلاقيات الجماعية، التي لا بد وأن تنبع منها حضارة جديدة ومتجددة، أكثر ارتباطاً وأكثر تعبيراً عن خصائص العالم الشرقي

الفكر السياسي هو نوع من اللقاء بين ثقافات ثلاث: تاريخ الفلسفة، تاريخ نظم القانون العام، القانون الدستوري المقارن، وبقدر تحقيق توازن بين هذه الثقافات الثلاث -بحيث إن كلا منها يعد محوراً فكرياً ثابتاً للتحليل- بقدر نجاح مؤرخ الفكر السياسي

تاريخ الفكر السياسي هو المنطلق الأول لبناء نماذج الخبرة التاريخية التي تصير بدورها البديل والمكمل للبحث العلمي في نطاق علم السياسي التجريبي

والواقع أن التاريخ بصفة عامة هو أحد مصادر التحليل العلمي لظاهرة السلطة، إن المعمل بمعنى اقتطاع الخبرة وإخضاعها للتحليل المباشر الذي أساسه التحكم في تطور الظاهرة لا تسمح به طبيعة الظاهرة السياسية، ومن ثم فليس أمامنا بديل للتحليل المعملي سوى التاريخ حيث يصير حقلاً للتجارب والملاحظات والمشاهدة

التراث السياسي يضم مجموعات ثلاث: فكر، ونظم، وممارسة الفكر هو ذلك القسط من التعامل مع السلطة الذي نستطيع أن نصفه بأنه تصور ومدركات، النظم هي الحلول الوضعية التي استطاعت الجماعة أن تقيمها لمواجهة مشكلاتها، الممارسة هي التعامل مع الواقع

الواقع أن الفكر السياسي بوصفه أحد مظاهر التراث السياسي يجب أن يقصد به تلك المجموعة من المبادئ والقيم السياسية التي ارتبطت بمجتمع معين، والتي قدر لها بدرجة أو بأخرى، أن تتبلور في شكل منطق متكامل مع درجة معينة من الدقة والتفصيل في الجزئيات

الفكر السياسي في كلياته يشمل أولاً القيم السياسية وثانياً الفلسفة السياسية ثم ثالثاً المدركات المتداولة المتعلقة بالممارسة السياسية

كل فكر سياسي لا بد وأن يشمل تلك المجموعة من القيم التي تميزه من حيث انتمائه الحضاري، كذلك الفكر السياسي الإسلامي لا بد وأن يتبلور حول مجموعة من القيم وضعت أصولها الحضارة الإسلامية

المشكلة الحقيقية في نطاق التطور السياسي لا تعني فقط تحديد القيم، بقدر تحديد العلاقة التصاعدية بين القيم، وما يستتبع ذلك من نتائج بخصوص قواعد التعامل من جانب وعناصر تقييم للسلوك من جانب آخر

الحضارة الغربية وتقاليدها الكلاسيكية تجعل مبدأ الحرية هو جوهر الوجود والتطور، ومن ثم نرى في عملية التعامل من منطلق المصلحة الفردية ودفع القوى لأن تتناطح بتلقائية مطلقة؛ الأساس المطلق للحركة وللتفاعل السياسي

التقاليد الإسلامية والتراث الإسلامي يتخذ موقفاً متميزاً، الحرية في إطلاقها هي نوع من الفوضى والمساواة في إطلاقها هي إهدار لآدمية الإنسان إن المحور الأول الذي يجب أن تنبع منه قيم الحرية والمساواة هو مبدأ العدالة

العدالة -وكل ما له صلة بالتوازن بين الحقوق- هي الجوهر الذي تنبع منه جميع القيم السياسية في نطاق التقاليد الإسلامية (وأمرت لأعدل بينكم)[الشورى: 15]

التراث الفكري يحتضن أيضاً ما تواضع العلماء على تسميته بالفلسفة السياسية، ويقصد بذلك مجموعة التأصيلات المتكاملة الشاملة التي حاول من خلالها فلاسفة تلك الحضارة تقديم التفسير الذاتي للوجود السياسي

المفاهيم المتداولة هي مجموعة المدركات السائدة في لحظة معينة، والمعبرة عن الوعي الجماعي والتصور الشعبي

من بين الأسس التي يقوم عليها بناؤنا الفكري لتنظير الحركة السياسية، وهي عملية التمييز في تحليل الآثار السياسية بين تطبيقات ثلاثة: الوثائق، أمهات الفلسفة السياسية، النداءات الحركية

الوثائق السياسية تدور حول عملية التسجيل المكتوب للوقائع والأحداث بأوسع معانيه ينطوي تحت هذا المفهوم كل ما له صلة بتسجيل الأحداث والانطباعات حيث يتولى التسجيل والسرد من تعايش مع الظاهرة بشكل أو بآخر

السير الذاتية المتعددة التي غزت الأدب السياسي خلال الفترة الأخيرة ليست إلا نموذجاً من النصوص السياسية بصفة عامة هذه النصوص يمكن أن تكون مصدراً لمعلومات أو موضعاً لتحليل اتجاهات المجتمع السياسي أو الطبقة القيادية

الفلسفة السياسية ليست هي الفكر السياسي الفكر السياسي هو كل ما يعني التأمل حول السلطة، الفلسفة هي النبوغ التأصيلي المجرد عندما يرتفع إلى مستوى معين من التكامل، فإذا به تحليل وتصوير لا يتقيد لا من حيث الزمان ولا من حيث المكان

الفارق الجوهري بين الفلسفة السياسية وعلم السياسة الفلسفة دراسة ميتافيزقية أساسها التجرد المطلق، علم السياسة امتداد للتعامل من منطلق الملاحظة والمشاهدة

الفلسفة السياسية تعني نظاماً متكاملاً للقيم الفكرية حيث تتم عملية ربط بين الواقع والمستقبل، من خلال أدوات مجردة تسمح بتقديم نموذج متكامل للتصور السياسي

إذا كان علم السياسة يجعل منطلقه الحقيقة التي تتحدث، فإن الفلسفة أو الفكر يجعل نقطة البداية الباحث الذي يتأمل أو يتصور

فيلسوف السياسة شخص يتأنى في تحليلاته، لا يلهث وراء الوقائع، يقدم تجريداته وتأملاته في نطاق متكامل من البنيان المرصوص، من حيث عناصره المتتابعة، من حيث جزئياته المتجانسة، من حيث مفاهيمه فيلسوف السياسة بعبارة أخرى يقدم ما نستطيع أن نسميه "الكوزموجوني السياسي" أي تفسير الكون أو منطق الوجود السياسي

النداء الحركي مفهوم أو اصطلاح ينصرف إلى مجموعة من الوثائق نحددها في تنظيرنا للوجود السياسي على أنها أداة المفكر للحركة في المجتمع الجماهيري

التعامل بين القائد والجماهير ظل وحتى نهاية فترة العصور الوسطى لا يستند إلا إلى مفهوم الخطابة والاتصال الشفوي، حتى إن كل فيلسوف تعرض للحركة السياسية شعر بواجبه في أن يخصص مؤلفاً عن مفهوم الخطابة كإحدى أدوات الصراع السياسي

نستطيع بصفة عامة أن نميز -لا فقط من حيث طبيعة وجوهر ومضمون النص السياسي بل وكذلك من حيث قواعد وخصائص المنهاجية- بين صور أربع في الأدب السياسي كل منها تملك خصائصها ومستوياتها: الفلسفة، الفلسفة السياسية، الفكر السياسي، ثم النداءات الحركية

إحدى الخصائص الأساسية واللازمة للقيادة أو الزعامة السياسية كانت تنبع من قدرة محترف العمل السياسي على مخاطبة الجماهير

-النداء الحركي- التقاء بين فكر ذاتي، أي واضع النص، حركة سياسية، أي تلك الطاقة التي يسعى من خلالها رجل النداء الحركي لأن يتعامل مع القوى، وحقيقة اجتماعية، أي الموقف المرتبط بذلك التعامل، وتطور تاريخي يصير بالنسبة له الموقف خاتمة ومقدمة في آن واحد

النداءات الحركية مقيدة من حيث تقييمها وفاعليتها بتلك الجماهير التي اتجهت إليها

متابعة تاريخ الفكر السياسي تفرض علينا أن نلاحظ كيف أن أمهات الفكر السياسي لم تبرز إلا خلال فترات الأزمات السياسية، أي تلك المراحل التي تمتاز بضعف وعدم فاعلية النظم السياسية

والظاهرة التي لا بد أن تستوقف الانتباه والتي تقودنا إلى الفكر السياسي الإسلامي كيف أن مفكري السياسة في تلك الحضارة وبرغم أنهم جمعوا بين الفكر والحركة، بين التأصيل النظري والممارسة العملية، إلا أن أحداً منهم لم يتناول مشكلة عصره بشكل أو بآخر ولم تقتصر هذه الظاهرة على فلاسفة السياسة، بل تعدتهم إلى فقهاء التشريع

الفكر الإسلامي لم يعالج مشكلات عصره ومع ذلك استطاع أن يعيد تشكيل الفكر الأوروبي وأن يفرض منهاجيته ومفاهيمه على جميع مسارات التعامل الفكري في الحضارة الغربية

الدعوة القرآنية تملك جميع عناصر التعامل الفكري: أخلاقي، اجتماعي، سياسي، بل هي تجمع بين الناحيتين الدينية والمدنية في إطار متكامل من المبادئ والمثاليات

-علم السياسة- يدور حول عناصر ثلاثة: ظواهر، علاقات بين الظواهر، مفاهيم للتعبير عن تلك الظواهر وتلك العلاقات

إذا أردنا أن نحدد الأعمدة التي يدور حولها البناء المحتمل والممكن للنظرية السياسية الإسلامية وجدنا ذلك ينبع من خمسة عناصر: عنصر العدالة الاعتدال النظر إلى الرأي العام على أنه قيمة في ذاته الدولة لا بمعنى الإكراه وإنما بمعنى أداة الضمان والأمان وتمكين المسلم طبيعة السياسة التشريعية

العدالة في التقاليد الإسلامية ترتبط بحقيقة مزدوجة: من جانب فكرة التكتل الإرادي لنشر الدعوة، أي أن الممارسة السياسية خلال المراحل التي أخضعناها للدراسة ترتبط دائماً بحالة سابقة على حالة الاستقرار الكلية الشاملة أي عندما يصير السلام العالمي قد غلف الوجود الإنساني، من ناحية أخرى تابعة كالحرية والمساواة

النظرية السياسة الإسلامية لا تقبل التطرف في أي معنى من معانيه ترفض التطرف في معانيه المثالية أساساً للحكم والتقييم

النظرية السياسية الإسلامية توصف بأنها تقوم على مفهوم الفطرة في التعامل القانوني، وهي تؤمن بالاعتدال النظامي ومن ثم تقبل شرع من قبلنا، وهي تجعل الاعتدال الديني أحد محاور دعوتها العقيدية: حرية الأديان والاعتراف بحق الأديان في التعايش تطبيق واضح

النظرية السياسة الإسلامية تؤمن بالاعتدال السياسي، وهكذا تسمح للمعارضة بالوجود وتفترض احترام حق الشورى

إن الشرعية السياسية تستمد مصادرها الحقيقية في المجتمع الإسلامي من قوة الرأي العام

مفهوم الرأي العام في الممارسة الإسلامية يصير مرادفاً لكلمة الأمة، وحدة الأمة هي المنطلق الأول والأخير في تفسير التعامل السياسي

تأتي المظاهر وتتنوع وتختلف تبعاً لكل موقف ولكل فقه بل ولكل تقليد، الإجماع والشورى هي نماذج للرأي العام الطبقي، العرف وحق الإفتاء نماذج للرأي العام القومي، الاستحسان والمصالح المرسلة مداخل تنبع من مدارس فقهية معينة بحيث تكاد تصير تعبيراً عن الرأي العام النوعي

-الدولة- تمثل المتغير الرابع في الإطار الفكري للتصور السياسي الإسلامي، إنها دولة تؤمن بالوظيفة الاتصالية وهي لذلك دولة عقائدية دينية تقوم على أساس الدمج بين المثاليات الأخلاقية والمثاليات السياسية في آن واحد بحيث ترفض الفصل بين الحياة العامة والحياة الخاصة أو التمييز في قيم التعامل من جانب السلطة بين المسلم وغير المسلم

السلطة في التقاليد الإسلامية هيبة وظيفية وليست حقاً مكتسباً في الإكراه والاستبداد

بناة الدولة الإسلامية الرسول صاغ المبادئ في أثناء حكمه للمدينة، عمر بن الخطاب نقل هذه المبادئ من المدينة الدولة إلى الدولة بمعناها الحقيقي ثم يأتي معاوية بن أبي سفيان فيؤسس معالم وخصائص الدولة الإمبراطورية، وعمر بن عبد العزيز يطعم الإمبراطورية الجديدة بالمفاهيم والمثاليات التقليدية ليأتي عقب ذلك هارون الرشيد ليقدم لنا الدولة العالمية حيث تصير عاصمة الكون بغداد

القيود الواردة على الحاكم منبعها ثلاثة عناصر: سمو القواعد الدينية، عدم اختصاص الخليفة بالتشريع الذي هو من عمل الفقيه، قوة الرأي العام التي تصير في النهاية المحور الحقيقي للممارسة السياسية

إن المفاهيم ليست ألفاظاً أو مصطلحات إنها تمثل مجموعة من العناصر التي من خلال خلق التجانس بينها نستطيع أن نصل إلى الحقيقة السياسية

إن كل مجتمع عاش خبرة معينة، والخبرة هي مجموعة مشكلات وصعوبات اصطدم بها في تطوراته المتلاحقة وكان عليه أن يتخطاها بشكل أو بآخر

منطلق بناء التنظير السياسي لا بد وأن يجعل من التعريف بالمشكلة السياسية الأساس الفكري الأول لعملية التجرد المرتبطة بالوجود السياسي

يتعين علينا أن نطرح هذا التساؤل إذا أردنا بناء نظرية سياسية إسلامية: ما المشكلات التي واجهها المجتمع السياسي الإسلامي؟ وكيف نوضح تلك المشكلات ابتداء من الواقع التجريبي ثم من خلال المعالجة الفكرية في آن واحد؟ مما لا شك فيه أيضاً أن المشكلات التي واجهها المجتمع الإسلامي تختلف وتتنوع تبعاً للمرحلة التاريخية

القيم السياسية ليست مجرد مبادئ، إنها تنظيم تصاعدي للعلاقة بين الأخلاقيات العامة والأخلاقيات الخاصة ثم موضع كل منها في ذلك الهرم المتجانس من المثاليات الاجتماعية

أهم القيم التي عرفتها التقاليد الإسلامية: العدالة، المساواة، سيادة التشريع، الأصل الإرادي للسلطة، مبدأ الشورى

نقل المفاهيم الإسلامية في صفائها وحقيقتها إلى لغة العصر لا يمكن أن يتحقق إلا عقب بناء النظرية السياسية الإسلامية؛ لأن هذا البناء وحده هو الذي سوف يخلق ذلك التكامل الذي يمثل خاتمة المطاف في الفضول التاريخي ونقطة البداية في التعامل الحركي مع التراث الإسلامي

تبويب الفكر السياسي الإسلامي القيم السياسية نظرية الدولة، تفسير ظاهرة السلطة، شروط القائد وخصائص القيادة السياسية، أنواع الحكومات وصور النظم السياسية

إذا وقفنا مثلاً إزاء ظاهرة السلطة استطعنا من خلال تحليل الأصول السياسية الإسلامية أن نقدم على الأقل تصورات ثلاثة: النظرية العقدية ويقدمها لنا الفارابي، نظرية التطور القبلي ونستطيع أن نجد تحليلاً كاملاً لدى الغزالي، نظرية العصبية وإيناعها يصل إلى القمة لدى ابن خلدون، بل نستطيع أن نضيف إلى ذلك نظرية البطولة السياسية كما يطرحها ابن رشد

عندما ننتقل إلى وظيفة الدولة بمعنى الأهداف التي يجب أن تسعى الإرادة السياسية إلى تحقيقها من خلال الأداة النظامية؛ فالفارابي يدافع عن نظرية العدالة، والماوردي يجعل مبدأ الدفاع عن العقيدة محور الحركة السياسية للدولة والمسوغ لوجودها والمسيطر على أهدافها، ويأتي ابن أبي الربيع في كتابه سلوك المالك إذ ينقلنا إلى مبدأ آخر وهو تحقيق السلام والطمأنينة

إذا انتقلنا إلى المشكلة الأخرى المتعلقة بصور الحكومات وجدنا أن هذه الناحية تمتاز بالفقر وعدم الاهتمام، وبرغم أن ذلك يبدو لأول وهلة علامة من مظاهر التقصير والنقص الفكري فإنها في الوقع منطقية مع طبيعة الحضارة الإسلامية الحضارة الإسلامية تنبع من مفهوم الكفاحية والوظيفة العقائدية، و معنى ذلك أنها لا بد وأن ترى في نظامها السياسي المثل الأعلى لنموذج الممارسة

النظرية السياسية الإسلامية تملك تراثاً ضخماً لم يقدر له بعد أن يخضع لتحليل علمي أو لتجميع وثائقي

التراث الإسلامي وبرغم أنه لا يزال في حاجة إلى دراسة علمية جادة، يؤكد كيف أن العلاقة بين التكوين العضوي والأبعاد النفسية هي عملية تفاعل حيث الاستقلال بين المتغيرات لا يمنع من وحدة الظاهرة

الأبعاد التي تثيرها الخبرة -الإسلامية-: أولاً: نظرية التعامل النفسي وأهمية المتغير المعنوي في تحليل وفهم الظواهر الاجتماعية ثانياً: نظرية التدبر السياسي بمعنى خلق نماذج للتعامل مع المستقبل ثالثاً: النظرية السلوكية بمعنى النماذج المختلفة للعلاقة بين المنبه أو الوقائع المستقلة عن الإرادية والفرد أو الحقيقة البشرية في تعاملها مع المنبه رابعاً: نظرية الدعوة بوصفها أسلوباً من أساليب التعامل مع النفس البشرية

تحليل التراث السياسي الإسلامي من الوجهة العلمية يمكن أن يقدم إسهاماته في أكثر من بعد في تطاق التحليل العلمي للظاهرة السياسية

معرفة مصادر التراث السياسي الإسلامي أولى الأبجديات العلمية التي يجب التوجه إليها بالبحث

مصادر الفكر السياسي الإسلامي: الخطب، الرسائل، الكتب الموسوعية، الكتابات الفكرية العملاقة (مقدمة ابن خلدون مثلاً)، الكتابات السياسية (مرايا الأمراء)، كتب الإدراك السياسي (كتاب العقد الفريد)

النصوص القرآنية وكذا السنة النبوية قد خلقت إطاراً فكرياً لمفاهيم المثالية السياسية، إنها وضعت مجموعة من المبادئ التي من نسيجها يتكون إطار القيم السياسية الإسلامية

إن التعامل الأولى مع علم أصول الفقه يبرز أدوات منهجية يمكن تطويرها لصالح دراسة التراث السياسي الإسلامي من مثل قواعد تحليل النص، وطريقة الاقتراب المنهجي لكل من القرآن والسنة

المفهوم الإسلامي للتحضر ينبع من مبدأين يكمل أحدهما الآخر: الأول هو أن الحضارة حقيقة كلية شاملة الثاني الاستمرارية التاريخية، لا تبدأ حضارة من العدم

أخطر ما يعانيه الواقع الفكري الإسلامي هو تغلغل المفاهيم الغربية في إطار التعامل السياسي

العالم الإسلامي في حاجة إلى بناء سياسي متكامل قادر على التعامل مع الواقع المعاصر

الحضارة الإسلامية تجعل القيم واحدة في التعامل مع الإنسان أياً كان، مسلماً أو غير مسلم، وهذا يصير منطقياً مع تعاليمها وأخلاقياتها

العملية الاتصالية -في التعامل الدولي- ليس الهدف منها مجرد إقناع الطرف الآخر، بل القصد منها أيضاً المعرفة بواقع العدو وخصائصه وقدراته

الدولة الإسلامية برغم جميع عناصر قوتها لم تستطع أن تخلق دولة واحدة متجانسة متماسكة من حيث البعد السياسي، لقد حققت وحدة ثقافية دينية واجتماعية، ولكنها لم تحقق أي وحدة سياسية

الإمبراطورية الإسلامية وهي تحيط بها عداوات ثابتة كان لا بد عندما وصلت إلى ذلك الاتساع أن تحدد وضعها على خريطة القوى الدولية، وأن تبني تصوراً يسمح للدولة الكبرى بالاستمرارية دون مخاطر

الحضارة البيضاء سوف تظل حضارة عنصرية؛ لأن هذا هو جوهرها وهو محور عقيدتها السياسية مهما زعمت بمبادئ الحرية والإخاء والمساواة

والجهاد دائماً إنما يعني أن أنقى مراحله هو أن يقدم المرء نفسه لتحقيق مثالية الدعوة الإسلامية

-الجهاد- يختلف عن مفهوم الإرهاب الدولي حيث يسيطر مبدأ العنف إزاء انعدام القدرة على التغير من منطلق التعامل السلمي

أكثر المخاطر تأثيراً في الواقع الإسلامي هو قدرة القيادات الأجنبية على توظيف الحركات الإسلامية

يندر في تاريخ المنطقة أن نجد زعيماً سياسياً وصل إلى السلطة دون أن يخلق المساندة من إحدى القوى الأجنبية

التمييز العلمي بين البعد السياسي وغير السياسي لا يجوز أن يقودنا إلى فهم أن الحقيقة الإسلامية بوصفها نظاماً متكاملاً للقيم يمكن أن تجزأ الإسلام ينطلق من مبدأ التكامل والوحدة

أخطر ما يعانيه الواقع الفكري الإسلامي هو تغلغل المفاهيم الغربية في إطار التعامل السياسي

والواقع أن هذه المفاهيم -أي الغربية- ليست فقط مخالفة لتقاليدنا بل إنها طبقت بأسلوب لا يتفق مع التقاليد الغربية ذاتها

أغلب علمائنا ومفكرينا تعلموا على أيدي متخصصين أجانب وفي جامعات أجنبية واستطاعت الحضارة الغربية أن تستحوذ على عقولهم

العالم الإسلامي في حاجة إلى بناء سياسي متكامل قادر على التعامل مع الواقع المعاصر

اللقاء بين نظام القيم الإسلامية وحقيقة عالم القرن الواحد والعشرين أمر مفروض ومطلوب، وهو جدير بالمحاولة

نحن في حاجة إلى بناء الفكر السياسي المتكامل الذي ينطلق من تراثنا الحضاري التاريخي والذي لا ينسى حقيقة الإنسانية المعاصرة بما قدمته من منجزات

جوهر وظيفة الدولة هو نشر الدعوة، ومن ثم تغير سياستها الخارجية وقد انطلقت من مفهوم التعامل مع غير المجتمعات الإسلامية على أنها تحمل راية تثبت المفهوم العقائدي الإسلامي

بين التصور الداخلي للممارسة السياسية واستراتيجية التعامل الدولي علاقة أكيدة؛ لا يمكن تفحصها إلا من خلال النموذج الإسلامي للممارسة السياسية والوظيفة السياسية للتراث السياسي الإسلامي

النماذج الحضارية مدخل للتعرف على التميزات التي تشير إلى خصائص النموذج الإسلامي في العلاقة السياسية بمستوييها الداخلي والدولي

الدولة وظيفتها الدفاع عن العقيدة وأساس شرعية السلطة ومحور وسبب وجودها هو نشر الدعوة

الوظيفة الاتصالية لا تقتصر على شرعية الدولة أو السلطة، بل تتعداها إلى خلق قواعد التعامل، إن واجب الدولة هو أن تدعو إلى كلمة الحق

من الخطأ وصف الدولة الإسلامية بأنها نموذج للدولة الأوتوقراطية أو الدكتاتورية أو حكم الفرد

تخريج الأحكام ليس وظيفة الحاكم وما نسب إلى الحكام من قبيل سن القوانين بالمعنى المتعارف في التقاليد الغربية يكاد يكون لا وجود له

إن الخليفة إنما كانت وظيفته الأساسية هي فقط أن يمكِّن المؤمن من أن يمارس تعامله الديني، ليحقق ذاته الإسلامية ولينطلق إلى آخرته بنفس راضية مطمئنة

الحضارة الإسلامية جوهرها العقيدة الإسلامية، والعقيدة الإسلامية تقوم على مبدأ الارتقاء الديني

إن الإسلام يؤمن بأن الحق الذي لا تسانده قوة لا قيمة له وأن الدولة عليها أن تحيط نفسها بسياج من الأدوات الكفيلة بفرض الاحترام والهيبة على كل من يتعامل مع النموذج الإسلامي للممارسة السياسية

الأمة هي مفهوم معنوي وحضاري، هي انتماء ديني حيث يسيطر كتاب واحد وتعاليم واحدة وتبعية واحدة هذا المفهوم الذي يجعل من جوهر الوجود الإسلامي حقيقة مجردة

الدولة الإسلامية حقيقة مجردة لا ترتبط لا بمكان ولا زمان، ومن ثم لا تتحدد بإقليم أو بحدود مصطنعة وضعها البشر

الدولة الإسلامية هي التعبير المعنوي عن الجماعة الإسلامية، والخلافة وكذلك النظم الأخرى النابعة منها أو المساندة لها ليست سوى أدوات لتلك الدولة بتحقيق فاعليتها

إن الفكر السياسي لا ينبت ولا يونع إلا في مناخ أساسه الحرية والقدرة على التحدي الفكري بالنقد والتحليل والتقييم لمعالم الخبرة التي يعايشها المفكر السياسي

إن الشرعية السياسية تعني في أبسط مفاهيمها تسويغ الوجود السياسي من منطلق الوعي الجماعي

لم تعرف حضارة سوء الحظ في كل ما قدر أن تخضع له من دراسات وتحليلات كالحضارة الإسلامية

النظرية الديمقراطية بوصفها مذهباً سياسياً لا تزال حتى هذه اللحظة غير قادرة على أن تقدم إطاراً متماسكاً لتصور العمل السياسي

الإنسانية لم تعرف نموذجًا أكثر ديمقراطية من ذلك النموذج الذي تقدمه لنا فترة حكم الخلفاء الراشدين

جوهر الحضارة الإسلامية هو الدفاع عن حقيقة مزدوجة: ضمان الكرامة الإنسانية، ورفض السلطة الواحدة المتحكمة

أساليب الممارسة كثيرة لا حصر لها، الشورى، الإجماع، حق الإفتاء، وذلك دون الحديث عن نظم أخرى قد يطول بخصوصها النقاش كالاستحسان والمصالح المرسلة

أربع قيم على الأقل تتداخل وتنبع من المفهوم الديمقراطي: تعدد الإرادات، التوازن بين القوى، الرقابة النظامية، المشاركة السياسية

النظام السياسي لا يمكن أن يكون إسلامياً إلا إذا كان أساسه خضوع الحاكم لتعاليم القرآن واحترام المثل العليا الواردة به

الفكر الإسلامي عقب فترة الخلفاء الراشدين لم يقدم المحاولة الجادة التي تسمح ببناء نظام سياسي يتفق مع طبيعة العصر من جانب، وطبيعة التطور الكمي والكيفي الذي خضع له المجتمع السياسي من جانب آخر

العلاقة بين الوظيفة الحضارية والوظيفة الفكرية السياسية هي علاقة اختلاط وارتباط إن لم تكن علاقة اندماج واستيعاب

السياسة فكر وحضارة والحضارة تعامل وممارسة ينبع من مفهوم القيادة ويتمركز حول دلالة القيم

التسميم السياسي نوع من أنواع إعادة تشكيل نظم القيم السائدة بفرض أو زرع قيم أخرى أو إجراء عملية تبديل داخلية للتوزيع التصاعدي للقيم التاريخية

إحدى النواحي التي تجاهلها الفكر في تحليل الخبرة الإسلامية هي كل ما له صلة بنظرية التعامل الدولي

علينا أن نعترف بأن العالم الإسلامي والعربي لا يزال يعيش حالة تخلف فكري حقيقي

أغلب علمائنا لا يجرءون على تناول، أو مواجهة المشكلات وهم في غالبيتهم واحد من اثنين: متقوقع على نفسه حول المفاهيم الدينية، أو متفرنج لا يعرف شيئاً عن تراثنا التاريخي

هؤلاء الذين ينتمون إلى التقاليد الدينية بحكم تاريخنا الطويل من الانغلاق، لم يروا في الظاهرة الإسلامية سوى تعامل ديني

الظاهرة الإسلامية متعددة الأبعاد: فهي على الأقل أولاً: دين وثانياً: نظام للتعامل المدني، وثالثاً: أسلوب من أساليب إدارة الصراع الدولي

الفكر اليوناني كان امتداداً وتعبيراً عن المدينة، بينما الفكر الإسلامي ينطلق من مفهوم الدولة العالمية لا فقط من حيث تكوينها، بل وكذلك من حيث وظيفتها

المفهوم السائد من أن المدينة الفاضلة للفارابي إن هي إلا نقل لمؤلف أفلاطون حول الجمهورية، الفارابي يعرض في كتابه لمفهوم التماسك العضوي في الوجود السياسي، وهو مفهوم لم يعرفه أفلاطون

الإسلام بجوهره هو حقيقة كلية، حيث الحضارة تندمج في السلوك، وحيث البعد الديني يتعانق مع الوجود السياسي، وحيث الأخلاقيات واحدة

الإسلام ليس فقط تنظيماً لعلاقة الإنسان بالإله، إنه تنظيم متجانس يتناول أيضاً السلوك اليومي بجميع مظاهره ومتغيراته الإسلام في الواقع هو أسلوب للحياة

التجديد عرفه الإسلام في جميع مراحله وحتى في مراحل الجمود وإقفال باب الاجتهاد

جميع تعاليم القرآن لا تتجه إلى المواطن في علاقته بالحاكم بأي قيود أو تعاليم، إنها تترك المواطن ينظم واقعه السياسي بإرادته المستقلة

والأمة التي توصف بأنها خير أمة أخرجت للناس هو أمة وسط، والإسلام هو دين الفطرة، فهو يفرض التزامات ويعطي حقوقاً

يجب أن نتذكر بأن التراث السياسي الإسلامي غني بالآثار السياسية غير المنشورة

أي دراسة لتاريخ الفكر السياسي الإسلامي غير كاملة، ولن يقدر لها ذلك حتى تخرج إلى النور تلك النصوص المبعثرة والمستقرة في دهاليز المكتبات وأزقة الكنائس

العلاقة السياسية في الحضارة الإسلامية تنبع من مفهوم عام، وهو أن الأمة هي التجمع الحضاري

المفهوم الإسلامي لظاهرة التجمع السياسي أساسه النظرة الإسلامية، فحيث وجدت فكرة تلبية نداء العقيدة فإن صاحبها ينتمي إلى تلك الأمة

سلطة الأمة ليست مطلقة، وإنما هي مقيدة بالتعاليم الدينية، وهي لا تستطيع أن تتصرف أو تتحرك إلا في حدود ما ورد بالقرآن

الالتزام بالأخلاقيات في نطاق الحركة السياسية هو أمر واجب، لم نعرف في تاريخ الفكر السياسي الإسلامي من خرج على هذه القاعدة

العلاقة السياسية تتمركز في عنصرين: الرضا من جانب المحكوم إزاء الحاكم، والأمان من جانب الحاكم إزاء المحكوم

المفهوم الإنساني للحضارة يعني أن من انطوى تحت جناح المجتمع السياسي دون أن يقبل الدعوة الدينية له الحق بقيود معينة في أن يحتفظ بقوانينه ونظمه

الرأي بوصفه قيمة عليا سياسية حقيقة لم تقبل الاستثناء في جميع مراحل تاريخ الحضارة الإسلامية

المعارضة لا تعني مجرد الإعلان عن الرأي المخالف، إن المعارضة تعني رفض الشرعية: وهي مشروعة ليس بمعنى المشاركة، وإنما بمعنى الرقابة

الأخلاقيات تسيطر على المحكوم والحاكم، على الفرد والدولة، على الإمام في تعامله مع المسلم وغير المسلم في الداخل والخارج

الواقع هو أن العالم الإسلامي يعبر عن مرحلة من مراحل انعدام الوزن والاختلال في السلوك، سواء من جانب الحاكم أو من جانب المحكوم

النظم التي تؤمن بضرورة الإقبال على التقاليد الغربية اعتقدت أن التقدم والتحرر لا يعنيان مجرد استقبال أسلوب الممارسة السياسية فقط بل لا بد من نقل نماذج التعامل الاجتماعي الأوروبي والغربي إلى الواقع العربي

فكرة الأقلية تعكس في التقاليد العربية مفهوماً مختلفاً، وتعبر عن وظيفة متميزة لتعكس في نهاية الأمر نظاماً ذاتياً للقيم السياسية