( .. وزائرتي كأنَّ بها حياءً ..)
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
( .. وزائرتي كأنَّ بها حياءً ..(*)) | |
. | |
. | |
تَلاشَـى النّجـمُ في غيـبِ الظـلامِ | ونـَام الخلــقُ يا عيـنـــَـيَّ نــامي |
أثيبي غيَّ مـن عـاثت تَمطَّى | بأعصابي .. تَصلَّــــبُ في عظــامي |
مَضت سبعٌ ومـا قاربِتِ غفـواً | ولا أزرى بهــــــــــــا طــــــــولُ المقـــامِ! |
تُشَبُّ بها الجفونُ لظىً .. وتُصلَى | بها الأضــلاعُ رجفــاً من سقـــــــامِ |
تَخلّقَ حرُّها من زمهريرٍ | ونشــَّــــأَ بردَهـــا وقْـــدُ الضّــــــــرامِ |
فأُمســي والدّثــارَ على احتـرابٍ | أشُــــــــدُّ ... أردُّ أعجــــزَهُ مَــــــرامي |
وأَهذِي .. تارةً أدعـو وحينــاً | أتـوهُ ... يحولُ غمغمـةً كــــلامي! |
تَسَهَّـيْْ عينُ .. واهنــةٌ جراحــي | بلى هُـــدَّ احتمامي باحتمامي! |
ظمِيُّ الجرحِ عَزَّ صَبـاً وصــوتاً | وعهدي أنّهُ سَمْـــــــحُ التَّهَـــامي |
بَلى يا عيـنُ لي بالسُّهدِ إلــفٌ | نديمي الْـ ماانتأى من ألفِ عام |
أُساهِرُ شقوتي بالشعــرِ؟! أهلاً | أُغنّي .. جمرُها بَردي .. سلامي! |
ولكن مالـِ "بنتِ الدّهرِ" مَسرىً | إلى لحنٍ .. وما أَغنى التَّعامي ... |
بَلى جارتْ .. فما أبقتْ صوابـاً ... | لذي وجدٍ .. مـَـدَىً للمستهــامِ ... |
ليأنسَ خاطراً .. ويطيبَ حِسّـاً .. | يُســرِّي اللحنَ في يمنٍ وشــــــامِ |
يُسـاقي كلَّ ذي شجنٍ غريـبٍ ... | على ما اعتـادَ من ظامٍ لظامي |
بَلى يا عيـنُ .. زارتْ ثـُــمَّ جــارتْ | فطُلْ يا ليــــــلُ واقصرْ يا ملامي!! |
__________________________________________________________ | |
(*) يقول المتنبي عن الحمى: | |
وزائرتي كأن بها حياء ..... فليس تزور إلا في الظلام | |
ويسميها "بنت الدهر" قائلاً: | |
أبنت الدهر عندي كل بنتٍ .... .. فكيف وصلت أنت من الزحام؟! | |
وتلك بعض "الرعدات" التي سرت من حُماه إلى حُماي .. أما إثبات "الياء" في الكلمة الأخيرة من البيت الخامس عشر فللضرورة الشعرية .. وإلا فحقها أن تكون "من ظام لظامٍ". |