لِسانُ الثَقَلين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نفسها | |
البيت الأول والثاني للشاعر السعودي فلاح العتيبي | |
لِسانُ الثَقَلين | |
وَلِي وطنٌ ما كُنتُ أحسبُ أنّني | أَرى غيرَه في العالمينَ بلادا |
تنكرَ لي قومي وأبناءُ جِلدتي | وأُلبستُ في هذا الزمانِ سوادا |
تناسَوا بأنِّي كنتُ وحياً منزَّلاً | وأُعطيتُ مِن فَضلِ الإلهِ سَدادا |
رَدَفتُ هُدى الإعجازِ في كلِّ آيةٍ | وصِرتُ لِفتوى العارفينَ نِجادا |
كَبرْقِ سَحاباتٍ تَجلّتْ بَلاغَتي | وأَوْرَيْتُ مِن فَنِّ البَديع زِنادا |
فيا طيبَ ضَوعي في تراكيبِ لفظِها | ويا حُسْنَ ما وفَّى المَعاني وجَادا |
بَدا سحرُ حَرفي في معانٍ بديعةٍ | فأضفَى عَليها مِن سَناهُ وزادا |
فغُرِّبتُ حتَّى صِرتُ أشكوْ تخرقاً | وأَوهَى فُروعي هَجرُهم وتَمادى |
وأُقصيتُ عنْ أَسْمَارِ أَهلي وديرتِي | وأصْبحتُ في عَينِ الأنامِ جَمادا |
وأُودِعتُ حبساً فوق رَفٍ بمكتبٍ | وقدْ كنتُ فيما يبدعونَ عِمادا |
مَضى زمنٌ عاهدتُ قومي على الوَفا | وكنتُ مَناراً للعُلا و رَشادا |
وهَبْتُ لهم فيضَ المُحبِّ وطَالما | بنيتُ بهِ صرحَ البيانِ وِدادا |
وكنتُ كبحرٍ قدْ حَباهم بشَذْرِهِ | مَقالاً، ومُزناً للشُعورِ مِدادا |
فحسبيَ فخراً أَنْ يكونَ بيَ الدُّعا | لِمَنْ شاءَ في حُبِّ الإلهِ مُرادا |
ومَجداً بأَنْ قدْ كانَ مِنْ جُودِ بارِئِي | لسانُ الذَّراري في جِنانِهِ ضَادا |
فيا ويحَ قومِي إنْ أَساؤوا زِراعتِي | وراموا بغيري غَلَّةًً وحَصادا |
وإنْ هُمُ يَنعوني بليلٍ فما لَقَوا | إذا أقبرونِي مَنْ يُقيمُ حِدادا |