أرشيف الشعر العربي

العَاشِقُ وبقايا المعشوق

العَاشِقُ وبقايا المعشوق

مدة قراءة القصيدة : 4 دقائق .

التَقْدِمة

{ يدعو هذا النصُ إلى خلقِ رؤية جديدة في كتابة النص الشعري الذي يتخذ من اللغة العربية سبيلا له في الظهور. إنَّ هذا العمل في فصوله الثلاثة:( الجذور والوقت والروح)، يحتضن الرؤى التي تضيءُ النصَّ عبر إعادة بناء مكوناته القائمة على أزمنة مختلفة في أساليب التعب

"م"

عذاباتُ العاشقِ في نصٍ مفتوح

( الجذور )

(المتن)

{.... كان يكتب ما لا يكتبه الآخرون، يجهش بالبكاء حينا وحينا يداهمه فرحٌ غريبٌ. كانت لغته مفاتيح حزنه وسروره، أصواتها وأصداء نبراتها أحاسيسٌ وعيونٌ، يرى بها المخلوقات.

قال لي وهو يقلبُ أوجاعه بين الظل وظله: إنك تكفُ عينيَّ عن الرؤيا.

فأجبته والخوف ساكن عينيَّ: إنك ترى كلَّ شيء بعيدا عن الصوت.

قال: هل ترى صوتي الذي أدركه الفراهيدي؟

فأجبته دون تردد: لكنَّ نثرَ الجاحظ.....

قاطعني وقال وقد علت نبرات كلماته سقف جدار الغرفة وتماهت وقطرات المطر النازل في أحزان جدار الدار: تلك رؤية أخرى!

وساد الصمت..}

( النص )

" تلد الأشياء من بعضها البعض

إلا أنت

القائمُ في الأنوار، لا يراه أحد."

***

يا ورقَ العنابِ،

ترجلْ

فالأطفالُ نيامُ

والأرضُ تضيقُ بها الأرضُ

والحزنُ مقرٌ ومقامُ

والهائمُ في غربتهِ منذُ سنينٍ

يسْكُنُهُ وطنٌ وهيامُ

جسدٌ لليلِ، يباغتُهُ

صوتٌ للمعنى وسرورُ

جسدُ الليلِ ليلٌ يخرجُ فيه النورْ

والعارفُ منكسرٌ مهجورْ

والبيتُ سحابٌ فيه يدورْ

نورٌ يتشظى في نورْ.

***

يا ورقَ العنابِ

ترجلْ !

فإنَّ المساءَ انحنى في النهاياتِ،

والظلُّ بيتٌ،

وكلُّ المعاني التي تشتهيها اللغاتْ،

تميلُ إلى رغبةٍ في الوجودْ

وكلُّي يهاجرُ كلي

وصوتي ينوحُ بدمعٍ سجودْ

وهذا الصباحُ،

ترابٌ،

تهادى على ضفتيه الخلودْ

ومازلت وحدي،

أشيحُ بطرفي شمالا وشرقا،

وحيناً جنوباً،

وحيناً إلى الغرب، أبغي الهجودْ.

***

يا ورقَ العنابِ،

أجبني!

فأنا ما في الحلمِ أكونْ

وطناً لبداياتِ العفةِ،

وطناً أم بيتاً مجنونْ؟

في حلمي تحتبسُ الدمعةُ،

عند تخوم البيتْ

وعلى الطاولةِ، تتكدسُ أوراقُ الأمسِ،

وفوقَ سريري، يتمددُ تاريخُكِ مكشوفاً،

للهاثِ العشقِ الجامحِ في تاريخي،

صدرُكِ ملتهباً بجراح العفةِ،

ويدايَّ خيول جامحة في التكوينْ

وأنا المستنفرُ ما بين الفخذين،

أنوءُ بثقلي في واحات الرب، وتقطفني

ثمرات الخالق في الشفتين، وأبدأ تكويني،

كالليل التائهِ في صوتٍ من دون رنينْ

والدمعُ الطافحُ في العينين،

محتبسٌ،

كالعتمةِ في كلِّ أنينْ.

***

" كان فريدريش ( ) طفلاً

يتناثرُ في أزقةِ فراكفورت

يتشظى في أوجاع السياب

والسيابُ نافذةٌ

تختبئ في دموع فريدريش."

***

فريدريش فريدريش فريدريش

صوتُكَ يتناثرُ في الحكمةِ،

والسيابُ مريضٌ

يتناثرُ في كلِّ الأوجاع

والبابُ المغلقُ،

مفتوحٌ، منذُ العصر،

لكنَّ الدمعَ الرقراقَ

أضاعَ الرؤيا

فالتبسَ العارفُ بالأشواقْ

ومات الشاعرُ في لهجتهِ

وعاش الشاعرُ في أطياف الحكمة والترياقْ.

***

" رأيتُكَ شاعراً ونبيْ

رأيتُ الكلامَ جرحاً والمحبةَ مطرْ

رأيتُ كلَّ شيء

ولم أر أحدْ."

نابولي في 15.06.08

* : فريدريش هولدريلن : شاعر ألماني ( 1770-1834) ، ارتقى بما كتبه من شعر رومانطيقي حد التصوف. له عمل روائي وأناشيد لا تتنفس فيها إلا ذائقة روح تطفح بشعر جميل.

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (مالك الواسطي) .

ليلة في شتاء بارد

شُرفاتُ داري

متاهاتُ العاشقِ في نصٍ مفتوح

* زينبُ

العَاشِقُ وبقايا المعشوق


مشكاة أسفل ٣