العمر يمضي والسنينُ تسيرُ |
سيرَ السحابِ كأنه مأمورُ |
وتعاقبُ الأيامِ يأكلُ عمرنا |
والناس كلٌّ غافلٌ وغريرُ |
ماذا تبقى، والحياة قصيرةٌ |
والموتُ كالكأسِ الزؤام يدورُ |
كنا صغاراً والهمومُ صغيرةً |
والنفسُ فيها بهجةٌ وسرورُ |
والآن أصبحنا على عكازةٍ |
وصغارنا مثلَ الطيور تطيرُ |
قال الزمانُ لنا: "زِنوا أفعالكم |
فالشيبُ فيكم للحليم نذيرُ" |
إلا لمن عشقَ الملذة والهوى |
وشعارُه التغريرُ والتزويرُ |
ماذا أقول له وفي أفكاره |
زيفٌ، وبين ضلوعِه الديجورُ؟ |
إني نزلتُ بأرضِ مادحِ نفسِه |
فعوى عليَّ الشاعرُ المأجورُ |
فكأنه من قوله وجحوده |
وغروره وغبائه شُعرورُ |
ويقول إني قد زرعتُ، وزرعُه |
بعد احتدام نفاقهِ سيبورُ |
أتقيمُ يا هذا فِناءَ زريبة |
ليسودَ فيها العاهرُ السكيرُ |
أرخيتَ سمعكَ بيننا متجسساً |
جمعَ المنافقَ والعميلَ مصيرُ |
لا يُصلح الدينُ الحنيفُ مراوغا |
وعيونه بين النساء تدورُ |
فيهيمُ في هذي ويلحق هذه |
ويقول إني راهبٌ ووقورُ |
إن كنتَ توقنُ أن ستدخلُ جنةً |
لا تعجلنْ أن تلتقيك الحورُ!! |
لا تخدعنَّ الناسَ إنك ميتٌ |
ومصيرُ مثلكَ مدفنٌ ..فسعيرُ |
* * * |
وضعَ العروبةَ في الحضيضِ جمَاعةٌ |
لبسوا اللحى وفؤادهم شِريرُ |
وجماعة جعلوا الصلاةَ ستارَهم |
هل يستقيمُ مع الصلاةِ فجورُ؟ |
وجماعةٌ جعلوا الكذوبَ إمامَهم |
مع أنه بين الأنام حقيرُ |
هل يرفع الله الطغاةَ؟ ألم يروا |
فرعونَ تدفنُ منكبيه بحورُ؟ |
* * * |
فلترحلوا عن أرضِ مادحِ نفسه |
ولتتركوه وذنبكم مغفورُ |
بالله لا تتراكضوا لصلاحه |
هل يُستتابُ مكابرٌ مغرورُ؟ |
* |
كاليفورنيا - 8 شباط 2005 |