أمي آيات حناء يغالبها العشق |
فترملت |
حزن محبين في آخرة الليل |
يفرغ الهم في حضنها مواويله |
ذكريات مشت عليها الحروب |
ما يقول النخل للمئذنة |
( حين يمر نهر الحسينية مصلوباً |
فوق ريح الشماليين) |
غصن رمان ينكسر من فرط أساه |
كل ليلة تمسح عن جبين الفراتي الدم والتراب وتبكي :- |
( قتيل بالطفوف أطال نوحي |
وأسلمني الى الحزن الطويل ) |
تحمل كتبا من الزعفران وتخفي أخريات من العقيق |
الى سجن السندي حيث يرقد أبي |
أبي الذي خاض مائه حرب منذ ميلاد الخطيئة البكر |
حتى جنوح القبائل النووية في الحكم |
كانت تحمل له الشمس والقمر وإحدى عشرة رغبة |
لتشد من أزره |
وإذ يقتل أبي ويحز رأسه |
يمسح العلقمي دموعه ويتواري |
حاملاً كفين باسقتين يتوهجان خضرة وندما |
تصعد التل لتشهد عواء ابن آوى في المدينة |
على يد آخر القتلة |
وحين طافوا برأسه في المدن |
زينت أمي وجه الخليفة ببصاقها |
وأطفأت قناديله الداعرة |
فانحنى البحر لها مكسوراً وواستها الرياح |
رمت بعظام النخيل ورخام القباب الى السماء |
فكانت النجوم والكواكب |
الشفق دم أبي |
كان في جسده سبعون طريقا |
وكل طريق يودي الى سبعين برتقالة أو ( مقام ) |
بايعه الناس يوم اشتعلت رؤوسهم بالفجيعة |
ثم أرسلوا كتبا مذهبة بالرجاء |
ومطعمة بالتوسل |
ومرصعة بالأمنيات |
ليتوجوه رسولا بلا كتاب |
لكنهم تجرعوا البكاء عليه .... وعرجوا |
للنسوة اللائي |
قطعن أعمارهن |
وقدمنها وجبة طعام للإنتظار |
يشعلن شموع أنوثتهن كل مساء |
ضارعات |
باكيات |
ناحبات |
يتوسمّن بالعلقمي |
أن يغني للحسينية ويعود |
ويتضرعن ( للحر) |
أن يمنحهن منديل أبي |
... |
(مازال معانقا ساعده كي يوقف نزف الخنجر الأموي) |
وأمي تمسح بلور خديّها صارخة: |
ماذا بيمينك أيها الشاعر |
الق قصيدتك |
ليرتبك الشعراء |
لا تنحن لغير هذا الرخام المشرقي |
لا تُصلّ |
لغير المنائر والحمام |
اقرأ |
على القباب المذهبة تراتيل الملائكة السلام |
ولكي لا يصدأ على لسانك الكلام الفردوسي |
ترجل عن صرح اللغة. |