أرشيف الشعر العربي

عواء إبن آوى

عواء إبن آوى

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

أمي آيات حناء يغالبها العشق

فترملت

حزن محبين في آخرة الليل

يفرغ الهم في حضنها مواويله

ذكريات مشت عليها الحروب

ما يقول النخل للمئذنة

( حين يمر نهر الحسينية مصلوباً

فوق ريح الشماليين)

غصن رمان ينكسر من فرط أساه

كل ليلة تمسح عن جبين الفراتي الدم والتراب وتبكي :-

( قتيل بالطفوف أطال نوحي

وأسلمني الى الحزن الطويل )

تحمل كتبا من الزعفران وتخفي أخريات من العقيق

الى سجن السندي حيث يرقد أبي

أبي الذي خاض مائه حرب منذ ميلاد الخطيئة البكر

حتى جنوح القبائل النووية في الحكم

كانت تحمل له الشمس والقمر وإحدى عشرة رغبة

لتشد من أزره

وإذ يقتل أبي ويحز رأسه

يمسح العلقمي دموعه ويتواري

حاملاً كفين باسقتين يتوهجان خضرة وندما

تصعد التل لتشهد عواء ابن آوى في المدينة

على يد آخر القتلة

وحين طافوا برأسه في المدن

زينت أمي وجه الخليفة ببصاقها

وأطفأت قناديله الداعرة

فانحنى البحر لها مكسوراً وواستها الرياح

رمت بعظام النخيل ورخام القباب الى السماء

فكانت النجوم والكواكب

الشفق دم أبي

كان في جسده سبعون طريقا

وكل طريق يودي الى سبعين برتقالة أو ( مقام )

بايعه الناس يوم اشتعلت رؤوسهم بالفجيعة

ثم أرسلوا كتبا مذهبة بالرجاء

ومطعمة بالتوسل

ومرصعة بالأمنيات

ليتوجوه رسولا بلا كتاب

لكنهم تجرعوا البكاء عليه .... وعرجوا

للنسوة اللائي

قطعن أعمارهن

وقدمنها وجبة طعام للإنتظار

يشعلن شموع أنوثتهن كل مساء

ضارعات

باكيات

ناحبات

يتوسمّن بالعلقمي

أن يغني للحسينية ويعود

ويتضرعن ( للحر)

أن يمنحهن منديل أبي

...

(مازال معانقا ساعده كي يوقف نزف الخنجر الأموي)

وأمي تمسح بلور خديّها صارخة:

ماذا بيمينك أيها الشاعر

الق قصيدتك

ليرتبك الشعراء

لا تنحن لغير هذا الرخام المشرقي

لا تُصلّ

لغير المنائر والحمام

اقرأ

على القباب المذهبة تراتيل الملائكة السلام

ولكي لا يصدأ على لسانك الكلام الفردوسي

ترجل عن صرح اللغة.

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (باسم فرات) .

طين المحبة

أقول أنثى . . . ولا أعني كربلاء

أنا ثانيةً

آهلون بالنزيف

شئٌ ما عنكِ .. شئٌ ما عني


مشكاة أسفل ٣