أَيُنْكِرُ الوَجْدُ أَنِّي فِي الهَوىَ شَحِبُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَيُنْكِرُ الوَجْدُ أَنِّي فِي الهَوىَ شَحِبُ | وَدُونَ كُلِّ دُخَانٍ سَاطِعٍ لَهِبُ |
وَمَا سَلَوتُ كَمَا ظَنَّ الوِشَاةُ وَلاَ | أَسْلُو كَمَا يَتَرجَّى العَاذِلُ التَّعِبُ |
فَإِنْ بَكَى لِصَبَابَاتِي عَذُولُ هَوىً | فَلى بِمَا مِنْهُ يَبْكِى عَاذِلي طَرَبُ |
نَاشَدْتُكَ الَّلهَ يَا رُوحي اذْهُبَى كَلَفاً | بِحُبِّ قَوْمٍ عَنِ الجَرْعَاءِ قَدْ ذَهَبُوا |
لاَ تَسْأَلِيْهُمْ ذِمَاماً فِي مَحَبَّتِهمْ | فَطَالَمَا قَدْ وَفَا بِالذِّمَةِ العَرَبُ |
هُمْ أَهْلُ وُدِّي وَهَذَا وَاجِبٌ لَهُمُ | وَإِنَّمَا وُدهُمْ لي فَهْوَ لاَ يَجِبُ |
هُمْ أَلْبَسُونِي سِقَاماً مِنْ جُفُونِهِمُ | أَصْبَحْتُ أَرْفُلُ فِيهِ وَهْوَ يَنْسَحِبُ |
وَصَيَّرَتْ أَدْمُعي حُمْراً خُدُودُهمُ | فَكَيْفَ أَجْحَدُ مَا مَنُّوا وَمَا وَهَبُوا |
هَلِ السَّلاَمَةُ إِلاَّ أَنْ أَمُوتَ بِهِمْ | وَجْداً وَإِلاَّ فبُقْيَاىَ هُوَ العَطَبُ |
إِنْ يَسْلُبُوا البَعْضَ مِنِّي فَالجَميعُ لَهُمْ | وَإِنّ أَشْرفَ أَجْزَائِي الَّذِي سَلَبُوا |
لَوْ تَعْلَمُ العَذَبَاتُ المَايسَاتُ بِمَنْ | قَدْ بَانَ عَنْهَا إِذَنْ مَا اخْضَرَّتِ العَذَبُ |
وَلَوْ دَرَى مَنْهُلُ الوَادِي الذَّي وَرَدُوا | مَنْ وَارِدُوا مَائِهِ لاَهْتَزَّهُ الطَرَبُ |
إِنِّي لأَكْتُمُ أَنْفَاسِي إِذَا ذُكِرُوا | كَليْلاَ يُحرِّقَهُمْ مِنْ زَفْرَتي اللَّهَبُ |
وَتُرْسِلُ الدَّمْعَ عَيْني فِي مَنَازِلِهِمْ | كَيْلاَ تُسَابِقَهَا فِي سَحِّهَا السُّحُبُ |
كَذَا لِكُلِّ مُحِبٍّ غَيْرَةٌ لَهُمُ | وَعِنْدَ كُلِّ غَيوُرٍ فِطْنَةٌ عَجَبُ |
أُسَائِلُ البَانَ عَنْ مَيْلِ النَّسِيمِ بِهِمْ | سُؤَالَ مَنْ لَيْسَ يُدْرَى فِيهِ مَا السَّبَبُ |
وَتِلْكَ آثَارُ لِينٍ مِنْ قُدُودِهِمُ | مَرَّتْ بِهَا الرِّيحُ فَاهْتَزَّتْ لَهَا القُضُبُ |