حِذَاءٌ ثَخِينٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
(1) | يُوتُوبْياَ خَطَوَاتِه | تَقُودُه – عادةً – إلى أدراجِ | الهُيام | يَتيمًا في المَشْي | يُوقِعُ بِالنِّسْيَان | في أَزْرَارِ مِعْطَفِه الكَئِيب | كُلَّماَ حَلَّ بسَاحَةِ الحَانَة | أَغْوى عواء جيُوبِه بِالفِرَارِ | ثانيةً | لكنَّ وَميضَ الكَأْسِ يُبْهِرُهُ | وعِوض اللَّحْظَة يبقَى العُمْر كُلَّه | أسيرَ طاولةٍ | وقَارُورةٍ تَخْتَزلُ الوُجودَ | فِي بُرْكَانْ… | تَرَكَ بَاحَة الوَظِيفَةِ | تَرَكَ جَزْرَ السَّرِيرِ | تَرَكَ مرارَةَ الخَرِيطَة | تَرَكَ ركْض الحَافِلاَتِ | وانْسَابَ منْ ثِقْب إِبْرةٍ | يُنقِّبُ عن سِرٍّ وَاحِدٍ | لسرابِ الحَقيقة.. | (2) | بِحذَاءٍ ثَخينٍ | يَمْضَغ أَتْربةَ الطَّريقِ | يُعانِد قُفْرَ الفُصُول | في مِشْجَبِ الَحَقيقة | يَنطُّ إِلى مَصَادر عَيْشِه | دُونَ أَن يَأْبَه لسُورِ العَوْسَجِ.. | مِرْوَحةُ الفِكْر | تُهَدهِدُ حفر سُؤالِهِ عن أُناسٍ | قَرعُوا أَجْراس الكأْس | إلى جواره مَرَّات وانْصرفُوا | عَبَروا نَفْسَ أَسْلاَكِ الفَانُوسِ | في مدينة ظِلاَلِ الدَّالِيةِ | وصاروا بعد وصلة الدَّفْنِ | سحابة غُبَارْ.. | هَلْ بَعْدَ الحَانَة | أَشْتَمُ صُوَرًا أُخْرَى | لِسُبُل الحَيَاة..؟ | ظلَّ يَسْأَلُ… | كَانَتْ بقَايا جُثَّته | عَلَى نِصْفِ نَعْشِ هَادِئة | ساعَة الجدارِ معطَّلة | تشير إلى هَدْمِ النَّهار | ومَجاز اللَّيْل | وما تَبقَّى من قَيْد حَياتِه | يَنقَضُّ عَلَى سِعَة بياضِ الكَفْنِ | تَكْفي حروفُ سَوْدَاء | لِتُفْصِحَ عنْ سِرِّ مَرْمَرِ | الشَّاهِدَةِ. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إدريس علوش) .