هنا الحب والعشقُ والذكرياتْ |
هنا الشوقُ واللهفةُ الجامِحَةْ |
هنا المجدُ والوجدُ والأمنياتْ |
هنا اليومُ يشتاقُ للبارحَةْ |
هنا الشّعرُ والسّحرُ والأُغنياتْ |
هنا الحس والفكرةُ السارحَةْ |
هنا القلب ينسابُ ملء الجنان |
ويسخرُ بالطيرِ والأجنحِةْ |
هنا روضةُ الفكرِ ماذا هناكَ |
سوى وحشةِ الغربةِ الكالحَةْ |
نُباعُ من القهرِ بيعَ الرقيق ِ |
ونحلمُ بالصفقةِ الرابحَةْ |
ففي كل صدرٍ طموحٌ يموتُ |
وفي كل جمجمةٍ مذبحَةْ |
عقولٌ تحاصَرُ في كل دربٍ |
وحربٌ تدورُ بلا أسلحَةْ |
وأُنشودةُ الشمس ِقبل الصباح ِ |
قَرأنا على روحها الفاتحَةْ |
ظلامٌ يُخيّمُ فوقَ الرؤوس ِ |
وذل تُبرّرُهُ المَصْلحَةْ |
ومجدٌ تهدّمَ من كل ركن ٍ |
أبى ساعدُ الخوفِ أنْ يُصلِحَهْ |
فأجْسُرنا هِرةٌ لا تَثورُ |
وفأرٌ يُساقُ إلى المشْرحَةْ |
ألا ليتَ للنيل ِهذا لسانٌ |
لحدّثَ كيف اشتعالُ الشعوبْ |
وكيف الشبابُ وكيف الكهولُ |
وكيف العقولُ وكيف القلوبْ |
اذا ما استغاثَ من الجورِ دربٌ |
تزمجرُ كالموتِ كل الدّروبْ |
فيا نيلُ لي فيكَ شمسٌ تَغيبُ |
وليلٌ يطيبُ وقَلبٌ يَذوبْ |
اذا تابَ من حُبّكَ العاشقونَ |
أنا المُستهامُ الذي لا يتوبْ |
وأهرُبُ منكَ اشتياقاً إليكَ |
وأرجِعُ حتى عَشِقْتُ الهروبْ |
لَئِنْ كان حُبي لغيركَ ذَنْباً |
عفا اللهُ عن سالفاتِ الذّنوبْ |
لك العهدُ حتى تعودَ الحياةُ |
إلى حُرةٍ لُطّختْ بالعُيوبْ |
لك العهدُ والعيدُ يَبدوْ بَعيداً |
ولكنْ لكَ العهدُ في كل عِيدْ |
أُلَملِمُ بالصبرِغرسَ البقاءِ |
فقد تشرقُ الشمسُ فوقَ الجليدْ |
وقد يُنزعُ القَيدُ من كل جيدٍ |
إذا أيقنَ الحُرُّ ماذا يُريدْ |
وإن كَبَّلَ الناسَ قهْرُ الحديدِ |
ففي صولةِ النارِ قهرُ الحديدْ |
حنانَكَ يا نيلُ إني تَعبتُ |
وسطّرتُ بالموتِ بيتَ القصيدْ |
وفائي إلى أن يعودَ اللِّقاءُ |
لاكتب بالوَردِ شَيئاً جَديدْ |