صبر
المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(صبر)- في حديث عِمْران بن حُصَين، رضي الله عنه،: "مَنْ حَلَف على يمين مَصْبُورَة كَاذِباً".: أي لازمةً لصاحِبِها من جِهة الحُكْم حتى يُصْبَر من أجلِها،: أي يُحبَس وهي يَمِين الصَّبْر، وأَصل الصَّبْر الحَبْس.- وفي حديث آخر: "من حلف على يمين صَبْر"ومنه قولهم: قُتِلَ صَبْراً: أي قَهْراً وحَبْسا على القَتْل.وقال هُدبة بن الخَشْرم: وكان قَتَل رجلاً، فطَلب أَولياءُ المقتُول القِصاصَ وقَدَّمُوه إلى مُعاوِيةَ، رضي الله عنه، فسأله عما ادُّعِى عليه، فأنشأ يقول:رُمِينا فَرامَينا فَصادفَ رَميُنامَنيَّةَ نفسٍ في كتابٍ وفي قَدْرِوأَنتَ أَميرُ المؤمنين فمَا لَناوَراءَك من مَعدًى ولا عنك من قَصْرفإن تَكُ في أموالِنا لم نَضِق بهاذِراعاً وإن صَبْراً فنَصْبِر للدَّهْرِ يريد بالصَّبر القِصاصَ. وقيل لليمين: مصبورة وإن كان صاحبها في الحقيقة هو المَصْبُور لأنه إنما صُبِرَ من أَجلِها، فأُضِيفَ الصَّبْر إليها مَجازاً.- في حديث أُسَيْد بن حُضَيْر، رضي الله عنه، في الذي طَعَنه النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَصْبِرْني قال: اصطَبِرْ" .: أي أَقِدْنى من نَفسِك. قال: استقِد. وأَصبرْتُه: أَقدتُه بقَتِيلهِ، والاصْطِبار: الاقْتِصاص. وأَصبَره القاضى: أَقصَّه، وصَبَرَهَ أيضاً صَبْراً. وقيل: اليَمِينُ المَصْبورة هي أن يَحلِف بالله عز وجلّ.وفيه من الفِقْه: أنَّ القِصاصَ في الضَّرْبة بالسَّوط واللَّطْمة ونحوهما واجب، وهذا مَذهبُ جَماعةٍ من الصَّحابة والتَّابِعين.وذهب مَالِكٌ والشَّافِعىُّ وأَصحابُ الرَّأْى إلى أن لا قِصاصَ فيما لا يُوقَفُ على حَدِّه لتَعَذُّر المُمَاثَلَة فيه وأصل القِصَاص المُمَاثَلَة- في الحديث: "خَيرٌ من صَبِيرٍ ذَهَبًا" .قيل: هو اسمُ جَبَل.- في الحديث: "وعنده صُبْرٌ من تَمْر" : أي قِطَع مَجمُوعة. وصُبْر كلِّ شىء: أَعَلاه.- في حديث ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ}} .قال: كان يصعَد بُخارٌ من الماء إلى السَّماءِ، فاستَصْبَر فَعادَ صَبِيرًا، فذلك قَولُه تعالى: {{ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ}} : أي كَثُف وتَراكَم.