كون

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(كون)- قوله تعالى: {{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا}} قال الخُزَاعىّ: حُذِفَت النونُ من "تَكُ" استخفافاً لِسُكونها، والأَصلُ "تكُونُ" فاسْتَثْقَلُوا الضَّمةَ على الواوِ، فنقلوها إلى الكافِ فالتَقَى ساكِنانِ: الوَاوُ والنُّون، فحذَفوا الواوَ لالتِقَاء الساكِنَيْن، فصار "تكُن"، والموضع الذي حُذفَت النونُ مع الوَاو؛ فلأنَّ النُّونَ تُضارِعُ حُرُوفَ المَدِّ والِّلين وكَثُر استعمال كان فَحذَفوها لذلك. أَلَا ترى أَنّكَ تَقولُ: لم يكونَا، والأَصْلُ يكُونَان، فأَسْقَطُوا النونَ للجَزْمِ.، فشَبَّهُوا "لم يَكُ" في حَذْفِ النُّون بلم يَكُونَا. وقد قالت العَربُ: لم أَكُ، وَلم أُبَلْ.ولَيِسَ لك أن تَقولَ: لم أَقُ، وأنت تريد: لم أَقُل؛ لأن العَربَ لم يستَعْملوه، وإنما يُنْتَهَىِ نا هذا إلى ما استعملت العَرِبُ ولا يُقاس عليه، فحذَفَت النون من: لم يَكُنْ في ثمانِيةَ عَشر موضعًا من القُرآنِ:حَرْفٌ منها في النِّساء: {{وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً}} وحرفٌ في الأَنفال: {{لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا}} وحَرفٌ في التَّوبة: {{يَكُ خَيْرًا لَهُمْ}} وحَرْفانِ في هُود: {{فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ}} موضعين.وحرفان في النَّحْل: {{وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}} {{وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ}} ، وثَلاثةٌ في مَرْيَم: {{وَلَمْ تَكُ شَيْئًا}} {{وَلَمْ يَكُشَيْئًا}} . {{وَلمْ أَكُ بَغِيًّا}} وحَرفٌ في لُقمانَ: {{إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ}} وأربعةٌ في حم: "المُؤْمِن": {{وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا}} {{وَإِنْ يَكُ صَادِقًا}} ، {{أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ}} ، {{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ}} وحرفان في المدَّثّر: {{قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ}} وحَرفٌ في القيامةِ: {{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً}} .وجاء سائِرُ القُرآن بالتَّمام؛ وإنّما جازَ حذفُها لِسُكُونها؛ فإذا تَحرَّكَتْ فلا سَبِيلَ إلى الحذْفِ في فَصيحِ الكلام وقد أَجازَه سِيبَوَيْه، وأَنشدَ:فَلَسْتُ بآتِيهِ وَلا أَستطِيعُهولكِ اسقِنى إن كان مَاؤُكِ ذا فَضلِ تقُولُ: لم يَكُن زَيْدٌ، ولم يَكُ زَيْدٌ. فإذَا قُلْتَ: لم يَكن ابنُك، أو لم يَكن الرَّجُلُ، فالإثْبَاتُ لا غيرَ إلاَّ في الشِّعْرِ.- في الحديث: "إِنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَكَوَّنُني "وفي رِوَايةٍ: "لا يَتكَوَّنُ في صُورَتِي ": أي لا يَصِيرُ كائِنًا.