يوم
المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(يوم)- في الحديث: "سَيّدُ الأَيَّام يَوْم الجُمعَةِ": يُرِيد به الأَيّامَ السَّبْعَةَ، والأَيّامُ - أيضاً -: الوَقْتُ.قال الله تعالى: {{وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ}} - وفي الحديث: "تِلْكَ أيَّامُ الهَرْجِ": أي وَقْت الهَرْجِ؛ لأنَّ ذلك لا يختَصُّ باليَوم دُون اللّيلِ،وَاليومُ بَياضُ النهار. وقيل: هو من حين الصُّبح، وَالنّهارُ من حين طُلُوع الشَّمس.- في حديث ابن مسْعُود - رضي الله عنه -: "إذا اختَلفتُم في اليَاءِ والتّاءِ، يَعنِى في القرآن - فاجعلُوهُ ياءً": أي إن وقَعَت كلمةٌ تُقرأ باليَاءِ والتَّاءِ فاكتبُوهَا باليَاءِ، نحو قَوله تَعالَى: {{فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ}} ، و {{تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا}} و {{اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ}} .وفي رِوَايَةٍ أخرى: "القُرآن ذكَرٌ فذَكِّرُوهُ": أي جليلٌ خَطيرٌ، فأجِلُّوهُ بالتَّذكِير.والله تعالى أعلم.قال المصنِّف - رَحِمَه الله -: هذا آخر مَا جَمعْنَاهُ في الوقتِ، وأنا أَعتَذرُ إلى الله تعالى، وأسْتَعْفيِهِ مِمَّا لم يرضَ من قولى وفِعلِى في هذا الكِتَاب وغَيره؛ فقد أخبرنى غَيرُ واحدٍ من مَشايخى - رَحِمَهم الله - إذنًا، أنَّ عبد الرحمن بن مُحمَّد الحَافظ، أخبرهم: حدَّثَنا على بن محمّد بن على الأَسفَراييني، أن أبو عمرو أحمد بن محمد بن عيسى الصفَّار الضَّرِير الأَسْفراييني قال: سَمِعتُ أبا عَوَانَةَ يقول: سَمِعتُ الميمونى يَقول: سُئل أحْمَد عن حَرفٍ مِن غَريب الحَدِيثفقال: سَلُوا أصحَابَ الغَرِيب، فإنّى أكرَهُ أن أتكلَّم في قَولِ رَسولِ الله - صلّى الله عليه وسلّم - بالظَّنّ فأُخْطِئ، والآدمِىُّ لا يخلُو من سَهْوٍ وغَلَطٍ.هذا مع اعْترافى بقصُورى وتَقْصِيرى؛ ولقد بلغنى بإسنادٍ لم يَحضُرنى عن الشافعىِ، فيما يغلبَ على ظنى: أنه طالَع كِتاَبًا لَهُ مِرارًا عِدَّةً يُصَحِّحه، فلما نَظَر فيه بَعدَ ذلك عَثرَ علَى خَلَلٍ فيه، فقال: "أبَى الله تعالى أن يَصِحَّ كِتَابٌ غيرُ كِتَابِه"وأنَشَدَ بعضُ مَشايخِى عن بَعضِهم:رُبَّ كتَابٍ قد تَصفَّحتُهفقلتُ في نَفْسِىَ صَحَّحتُهثم إذا طالَعتُه ثانِيًارَأيتُ تصْحِيفًا فأصْلَحْتُهفعَلَى الناظِرِ في هذا الكتاب إذا عَثَرَ على سَهْوٍ فيه أو خطَإٍ أن يَتأَمَّل فيه مُنصِفًا، فإن كان صَوَابُه أكثَر عفَا عن الخَطَأ وأَصلَحَه، وتَرحَّمَ على جامِعِه، وعَذرَه بما شَقِى في جمعِهِ وتَرتيبه، وأفنى مِن عُمُرِه في تحصِيلِهِ، وتَهْذِيبِه، رَغْبَةً في دُعَاءِ المستفيد منه بالغُفرَان والعَفو، وتفضَّل الله تعالى على ذُنُوبه بالمحْو. فإنَّه العَفُوُّ الغَفُور الرحيم الكَرِيم، وأنشِدُ قَولَ القائل:يَا ناظِرًا في الكتَابِ بَعدِىمُجتنِيًا من ثِمارِ جهدِىإنّى فَقِيرٌ إلى دعاءٍ تُهدِيهِ لى في ظَلام لَحْدِىوأَختِم الكِتابَ بما خَتَم به الهَرَوىُّ كِتابَه، وهوَ ما وجَدتُه على ظهرِ جُزءٍ لى بخَطٍّ عَتِيقٍ: أنشدنا المُقْرِئُ أبو عثمان سَعِيد بن مُحمّدالمزكِّى، قال: أنشدنا أبُو بَشير أحمد بن محمد بن حَسْنويه الحَسْنوِى، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة قال: رَأيت في آخرِ كِتَابٍ لإسحاق بن إبراهيم الحنظَلِى بخطِّ يَدهِ، فَلاَ أدرِى عن قيلِه، أم قِيلِ غيره:لقدَ أتْمَمْتُه حَمدًا لِربّى...على ما قد أعَانَ على الكتَابِليَدعُو الله بعدِى مَن رَآه...بِمَغفِرتى وإجْزالى الثَّوابِفقد أَيقَنتُ أن الكُتْبَ تَبقَى...وتَبلَى صُورَتي تَحتَ التُّرابِوصلَّى الله ربُّ الخَلْقِ طُرًّا...على المَبعُوثِ في خَيْر الصِّحابِ