عقل

معجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر
[عقل]فيه: "العقل": الدية، وأصله أن من يقتل يجمع الدية من الإبل فيعقلها بفناء أولياء المقتول أي يشدها في عقلها ليسلمها إليهم ويقبضوها منه، يقال: عقل البعير عقلًا، وجمعها عقول، والعاقلة العصبة والأقارب من قبل الأب الذين يعطون دية قتيل الخطأ، وهي صفة جماعة اسم فاعلة من العقل. ومنه: "لا تعقل العاقلة" عمدًا ولا عبدًا ولا صلحًا ولا اعترافًا، أي إن كل جناية عمد فإنها في مال الجاني ولا يلزم العاقلة، وكذا ما اصطلحوا عليه من الجنايات في الخطأ، وكذا إذا اعترف الجاني بالجناية من غير بينة تقوم عليه وإن ادعى أنها خطأ لا يقبل منه ولا تلزم بها العاقلة، وأما العبد فهو أن يجني على حر فليس على عاقلة مولاه شيء من جناية عبده بل جنايته في رقبته وهو مذهب أبي حنيفة، وقيل: هو أن يجني حر على عبد فليس على عاقلة الجاني شيء بل في ماله خاصة وهو أوفق لغة إذ علىالأول حق الكلام: لا تعقل العاقلة على عبد. ومنه ح: كتب بين قريش والأنصار كتابًا فيه: المهاجرون من قريش على رباعتهم "يتعاقلون" بينهم "معاقلهم" الأولى، أي يكونون على ما كانوا عليه من أخذ الديات وإعطائها، والمعاقل جمع معقلة: الدية، يقال: بنو فلان على معاقلهم التي كانوا عليها، أي مراتبهم وحالاتهم. وح عمر: إن رجلًا أتاه فقال: إن ابن عمي شج موضحة فقال: أمن أهل القرى أم من أهل البادية؟ فقال: من أهل البادية، فقال عمر: إنا "لا نتعاقل" المضغ بيننا، هو جمع مضغة: القطعة من اللحم، فاستعارها للموضحة وأشباهها من الأطراف كالسن والإصبع مما لم يبلغ ثلث الدية، فسماها مضغًا تصغيرًا لها وتقليلًا، والمعنى أن أهل القرى لا يعقلون عن أهل البادية ولا أهل البادية عن أهل القرى في مثل هذه الأشياء، والعاقلة لا تحمل السن والإصبع والموضحة ونحوهاز وح: المرأة "تعاقل" الرجل إلى ثلث ديتها، أي تساويه فيما كان من أطرافها إلى ثلث الدية، فإذا تجاوزت الثلث وبلغ العقل نصفها صارت دية المرأة على نصف دية الرجل. وح: فاعتصم ناس بالسجود فأسرع فيهم القتل فأمر صلى الله عليه وسلم بنصف "العقل"، إنما أمر بالنصف بعد علمه بإسلامهم لأنهم أعانوا على أنفسهم بمقامهم بين الكفار فكانوا كمن هلك بجناية نفسه وجناية غيره فتسقط حصة جنايته. ك: "فعقله" النبي صلى الله عليه وسلم من عنده، أي أدى ديته، اعلم أن حكم القسامة مخالف لسائر الدعوى من جهة أن اليمين على المدعي وأنها خمسون، واستدل به من يرى أن القسامة يوجب القصاص كمالك، وأوله النووي بأن معناه يثبت حقكم أعم من أن يكون قصاصًا أو دية. وفي صحيفة علي: "العقل"- يريد أحكام الدية ومقاديرها وأسنانها وأصنافها، قوله: إلا فهما، استثناء منقطع وهو ما يفهم من فحوى الكلام ويدخل فيه جميع وجوه القياس، وكان فيها: المدينة حراممن كذا إلى كذا، وعدم التعرض ليس تعرضًا لعدمه. ط: كتب على كل بطن "عقوله"- بضم عين ونصب لام مفعول كتب وضميره للبطن جمع عقل، أي الدية في قتل الخطأ وعمل الخطأ تجب على العاقلة. وفيه: وأنا والله "عاقله"، أي مؤد ديته. وح: إن "العقل" ميراث بين ورثة القتيل وإن "عقل" المرأة بين عصبتها ولا يرث القاتل شيئًا، أي الدية يقسم بين ورثة القتيل والقاتل لا يرث منه وإن كان من الورثة، وإن عقل المرأة أي دية المرأة القاتلة بين عصبتها أي يتحملها عصبتها أي عاقلتها كما يتحملون عن الرجل وإنها ليست كالعبد في أنه لا يتحمل عنه العاقلة بل يتعلق الجناية برقبته، وإن كان هذان اللفظان حديثين مستقلين يمكن كون أحدهما معينًا للآخر ويكون معناه أن دية المقتولة بين ورثتها كسائر تركتها، ويتعلق به قوله: ولا يرث القاتل- استثناء له، ويخدشه أن ميراث القتيل لا يختص بالعصبة بل العصبة مختص بالعقل. ج: "يعقلون" عنه، أي يعطون عقله. ومنه: لتشديد "العقل" أي الدية. وح: إما أن "يعقل" أو يقاد، أي يعطي الدية أو يقتل قصاصًا أي يخير بينهما وهو مذهب الشافعي، وعند أبي حنيفة من وجب له القصاص لم يجز تركه وأخذ الدية. نه: وفيه: لو منعوني "عقالًا" لقاتلتهم، هو حبل يعقل به البعير الذي يؤخذ في الصدقة، لأن على صاحبها التسليم، وإنما يقع القبض بالرباط، وقيل: أراد ما يساوي عقالًا من حقوق الصدقة، وقيل: إذا أخذ المصدق أعيان الإبل قيل: أخذ عقالًا، وإذا أخذ أثمانها قيل: أخذ نقدًا، وقيل: أراد به صدقة العام، يقال: أخذ المصدق عقال هذا العام- إذا أخذ صدقته، وبعث هو على عقال بني فلان- إذا بعث على صدقاتهم؛ الخطابي: إنما يضرب المثل في مثل هذا بالأقل لا بالأكثر، والأكثر رواية عناق. ج: وقيل: إذا كان من عرض التجارة فبلغ مع غيره قيمة النصاب يجب فيه. نه: وجاء في الحديث على القولين، فمن الأول ح عمر:إنه يأخذ مع كل فريضة "عقالًا" ورواء. وح ابن مسلمة: يأمر من جاء بفريضتين أن يأتي "بعقاليهما" وقرانيهما. ومن الثاني ح عمر: إنه أخر الصدقة عام الرمادة فلما أحيا الناس بعث عامله فقال: "اعقل" عنهم "عقالين" فاقسم فيهم "عقالًا" وأتني بالآخر- يريد صدقة عامين. وح من استعمل على صدقات بني كلب فاعتدى عليهم فقال شاعرهم:سعى "عفالا" فلم يترك لنا سبدا...فكيف لو قد سعى عمرو "عقالين"نصب عقالًا على الظرف أراد مدة عقال. ك: ومنه: نشط "العقال"، هو بكسر عين حبل يشد به الوظيف مع الذراع. وح عدى: عمدت إلى "عقالين" ولا يستبين، أي لا يظهر، وجعل أي العقالين. ن: ومنه ح: القرآن اشد تفصيًا من النعم أي الإبل من "عقلها"- بضم عين وقاف ويسكن، جمع عقال. وح: "فعقله" رجل، أي أمسك له وحبسه فركبه. وح: كانوا ينحرون البدنة "معقولة" اليسرى، أي مقيدتها، وفيه استحبابه وفاقًا للجمهور خلافًا لأبي حنيفة. ج: العقال حبل صغير يشد به ساعد البعير إلى فخذه ملويًا. نه: وفيه: كالإبل "المعقلة"، هي المشدودة بالعقال، والتشديد للتكثير. وح: وهن "معقلات" بالفناء. وفي صحيفة عمر:فما قلص وجدن "معقلات"...قفا سلع بمختلف التجاريعني ساء معقلات لأزواجهن كما تعقل النوق عند الضراب، ومنها: "يعقلهن" جعدة من سليم؛ أراد أنه يتعرض لهن فكني بالعقل عن الجماع، أي إن أزواجهن يعقلونهن وهو يعقلهن أيضًا كأن البدء للأزواج والإعادة له. وفيه: إن ملوك حمير ملكوا "معقل" الأرض وقرارها، هو جمع معقل الحصون. ومنه ح: "ليعقلن" الدين من الحجز "معقل" الأروية من رأس الجبل، أي ليتحصن ويعتصم ويلتجئ إليه كما يلتجئ الوعل إلى رأس الجبل. ط: ومعقل مصدر أو اسم مكان، وقيل: معناه أن بعد انضمام أهل الدين إلى الحجاز ينقرضون عنه ولم يبق منهم أحد فيه. ومنه: فإنها "معقل" المسلمين من الملاحم وفسطاطها، أي يتحصن المسلمون ويلتجئون إلى دمشق كما يلتجئالوعل إلى رأس الجبل، وأراد بالفسطاط البلدة الجامعة للناس. نه: وفيه: و"اعتقل" خطيًا، اعتقال الرمح أن يجعله الراكب تحت فخذه ويجر آخره على الأرض وراءه. وفيه: من "اعتقل" الشاة وحلبها وأكل مع أهله فقد برئ من الكبر، هو أن يضع رجلها بين ساقه وفخذه ثم يحلبها. ك: ومنه: فأمرته "فاعتقل" شاة، أي أمرته بالاعتقال. نه: وفي ح على: المختص "بعقائل" كراماته، جمع عقيلة وهي لغة المرأة الكريمة النفيسة ثم استعمل في النفس الكريمة من كل شيء من الذوات والمعاني. وفيه: أحب صبياننا إلينا الأبله "العقول"، هو من يظن به الحمق فإذا فتش وجد عاقلًا. ومنه ح: تلك "عقول" كادها بارئها، أي أرادها بسوء. وذو "العقال" اسم فرسه صلى الله عليه وسلم، وهو بتشديد داء في رجلي الدواب وقد يخفف، سمي به لدفع عين السوء عنه. وفي ح الدجال: ثم يأتي الخصب "فيعقل" الكرم، أي يخرج العقيلي وهو الحصرم. ك: وفيه: "لم أعقل" أبوي، أي لم أعرف أي ما وجدتهما منذ عقلت إلا متدينين بدين الإسلام. ط: قال: ستة أيام "أعقل" يا أبا ذر ما يقال لك بعد، أعقل مقول قال، وستة ظرف القول، واعقل أي تأمل وتفكر واعمل بمقتضى أمانة، يدل على ثقل محملها وصعوبة أدائها. وفيه: وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر "عقله"، إشارة إلى أن العقل المسموع لا ينفع كل النفع إلا بالعقل المطبوع لأنه هو المميز الذي يضع كل شيء في موضعه وبه يتفاوت طاعة عن طاعة لأنه ربما يركع ركعة في مقامي فضل ألف ركعة في غيره وربما يعمل ويظن خيرًا فيرجع وبالًا عليه. ومنه: لا "عقل" كالتدبير، أراد بالتدبير العقل المطبوع لما سبق أن المسموع لا يحتسب لصاحبه إلا بالمطبوع- ولا ورع يشرح في و. وفيه: لما خلق الله "العقل" قال له: قم، هو كناية عن كونه محل التكليف ومنهيالأوامر والنواهي وبه يتم غرض المكلف من عبادة ما خلقت الأكوان إلا لها ولذا قال: ما خلقت خلقًا خيرًا منك، والعقل يقال لقوة منهية للعلم والعلم يستفاد منها، والأول مطبوع والثاني مسموع، والأول مراد بحديث: ما خلقت خلقًا خيرًا، والثاني بحديث: ما كسب أحد شيئًا أفضل من عقل يهديه إلى هدى، والديث موضوع عندهم. وفيه ح: فو الله ما "عقلت" صلاتي، أي ما دريت كيف أصلي وكم صليت لما فعل بي ما فعل.