فرسخ
لسان العرب لابن منظور
فرسخ: الفَرْسَخُ: السكون؛ وقالت الكلابية: فراسخ الليل والنهار ساعاتهما وأَوقاتهما؛ وقال خالدَ ابن جنبة: هؤلاء قوم لا يعرفون مواقيت الدهر وفراسخ الأَيام؛ قال: حيث يأْخذ الليل من النهار، والفرسخ من المسافة المعلومة في الأَرض مأْخوذ منه. والفرسخ: ثلاثة أَميال أَو ستة، سمي بذلك لأَن صاحبه إِذا مشى قعد واستراح من ذلك كأَنه سكن، وهو واحد الفراسخ؛ فارسي معرب. وفي حديث حذيفة: ما بينكم وبين أَن يُرْسَلَ عليكم الشرُّ إِلاَّ فَراسِخُ من ذلك، حكاه ابن الأَعرابي؛ وفي رواية: ما بينكم وبين أَن يُصَبَّ عليكم الشرّ فَراسِخَ إِلاّ موتُ رجلٍ، يعني عمرَ بنَ الخطاب، رضي الله عنه، فلو قد مات صُبَّ عليكم الشرّ. قال ابن شميل: كل شيءٍ دائم كثير لا ينقطع فرسخ. والفرسخ: الراحة والفرجة؛ ويقال للشيء الذي لا فرجة فيه: فرسخ، كأَنه على السلب. وانتظرتك فرسخاً من الليل أَو من النهار أَي طويلاً، وكأَن الفرسخ أُخذ من هذا. وفَرْسَخَتْ عنه الحمَّى وتَفَرْ سَخَتْ وافْرَنْسَخَتْ: انكسرت وبعدت، وكذلك غيرها من الأَمراض. والفرسخ: الساعة من النهار؛ قال أَبو زياد: ما مُطِرَ الناسُ من مطر بين نَوْأَيْنِ إِلا كان بينهما فَرْسَخٌ. قال: والفرسخ انكسار البرد. وقال بعض العرب: أَعصبت السماء أَياماً بعَين ما فيها فرسخ؛ والعَين: أن يدوم المطر أَياماً. وقوله: ما فيها فرسخ يقول: ليس فيها فرجة ولا إِقلاع. قال: وإِذا احتبس المطر اشتدَّ البرد فإِذا مطر الناس كان للبرد بعد ذلك فرسخ أَي سكون، من قولك فَرْسَخَ عني المرض، وافْرَ نْسَخَ أَي تباعد.