فلت

مجمع بحار الأنوار للفَتِّنيّ
[فلت]: نه: إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم "يفلته" أي لم ينفلت منهأو لم يفلته منه أحد أي لم يخلصه. ك: أي لم يخلصه أبدًا إن كان مشركًا، ومدة طويلة إن كان مؤمنا. ط: هو من الإفلات، أي يمهله حتى يكثر الظلم ثم يأخذه أخذًا شديدًا. نه: ومنه ح: فأنا آخذ بحجزكم وأنتم "تلفتون" من يدي، أي تتفلتون بحذف إحدى تائيه. ن: روى بفتح تاء وفاء ولام مشددة وبضم تاء وسكون وكسر لام مخففة أفلت مني وتفلت إذ نازعك الغلبة والهرب ثم غلب وهرب، شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع فيه مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه. نه: وفيه: إن رجلا قال: إن أمي "افتلتت" نفسها، أي ماتت فجأة وأخذت نفسها فلتة. افتلته - إذا استلبه، وافتلت فلان بكذا - إذا فوجئ قبل أن يستعد له، ويروى بنصب النفس بمعنى افتلتها الله نفسها، يعدي إلى مفعولين كاختلسه الشيء واستلبه إياه، فبنى الفعل للمفعول فصار الأول مضمرا للأم وبقي الثاني منصوبا، وبرفعها متعديا إلى واحد ناب عن الفاعل أي أخذت نفسها فتلة. ومنه ح: تدارسوا القرآن فهو أشد "تفلتا" من الإبل في عقلها، التفلت والإفلات والانفلات: التخلص من الشيء فجأة من غير تمكث. وح: إن عفريتا من الجن "تفلت" علي البارحة، أي تعرض لي في صلاتي فجأة. ط: أي جاء يوسوسني ويشغلني عن صلاتي، قوله: فذكرت دعوة سليمان - أي لو ربطته لم يكن دعاؤه مستجابة - ويتم في د. ك: تفلت - بفتحات وشدة لام، والبارحة - ظرف منصوب، أو قال صلى الله عليه وسلم كلمة نحوها - أو نحو تفلت كعرض، وكلكم - بالرفع تأكيد لضمير الفاعل. ومنه: "فأفلت" الرجلان والقرينان أخو المفتول والذي جعلوه مكان الرجل الشامي، قوله: الخمسون - مسامحة لأنهم تسعة وأربعون. نه: وح: عمر: إن بيعة الصديق كانت "فلتة" وقى الله شرها، أراد فجأة ابتدرها عمرمن تابعه ولم ينتظروا عامة الصحابة، ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة فعصم الله منه ووقى. والفلتة كل شيء فعل من غير روية، وإنما بودر بها خوف انتشار الأمر، وقيل: أراد بالفلتة الخلسة أي الإمامة مالت إلى توليها الأنفس ولذا كثر فيها التشاجر فما قلدها أبو بكر إلا انتزاعا من الأيدي واختلاسا، وقيل: الفلتة آخر ليلة من أشهر الحرم فيختلفون فيها أمن الحل هي أم من الحرم فيسارع الموتور إلى درك الثأر فيكثر الفساد وتسفك الدماء، فشبه أيام النبي صلى الله عليه وسلم بالأشهر الحرم ويوم موته بالفلتة في وقوع الشر من ارتداد العرب وتخلف الأنصار عن الطاعة ومنع من منع الزكاة والجري على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها. ك: فلتة بفتح فاء وسكون لام، أي بايعوه فجأة من غير تدبر وتمت، فكذا لو بايعت بعد موت عمر فلانا - يعني رجلا من الأنصار - لتم أيضًا، قوله: أنا في منزله - أي منزل عبد الرحمن، وحجها - أي عمر، ولو رأيت - محذوف جوابه، أي لرأيت عجبا، أو هو للتمني، قوله: يريدون أن يغصبوهم - أي الذين يقصدون أمورا ليس ذلك وظيفتهم ولا لهم مرتبة ذلك فيريدون مباشرتها بالغصب، وروى: يغصبونهم ويضيعونها - مع نون لغية، وقلت: لسعد - ليستعد لإحضار فهمه وأنكر هو عليه لاستبعاده ذلك لتقرر الفرائض والسنن، فقال: ما سعيت أن يقول - أي ما رجوت وتوقعت، وإن طال - بكسر همزة، وأن يقول - بفتحها، قوله: إن كفرا بكم - يعني أنه شاك فيما كان في القرآن أي اللفظين كان فيه، وهو أيضًا من منسوخ التلاوة، وليس فيكم من تقطع أعناق الإبل - عن كثرة السير إليه، مثل أبي بكر - في الفضل والتقدم ولذا مضت بيعته فجأة ووقي شرها، ولا يطمع أحد في مثله ولا يبايع - بموحدة من المبايعة وبفوقية من المتابعة، أي لا يتابع المبايع ولا المبايع له أي لا الناصب ولا المنصوب، وذكرا ما تمالأ عليه القوم - أي اجتمعوا، وهو بالهمزة من التفاعل، ومزمل - بفتح ميم، أي ملفوف في الثوب، وكتيبة الإسلام - جيشه وأنصار الدين، ودفت دافة - بشدة فاء، أي أنتم غرباء أقبلتم من مكة إلينا، فإذا أنتمتختزلوننا - بخاء وزاي معجمتين أي تقتطعونا من أصلنا وتحضونا - بمهملة، وإعجام ضاد أي تخرجونا، من الأمر - أي الإمارة والحكومة، وزورت - بزاي وواو وراء أي حسنت وهيأت مقالة هي قوله: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت، أداري منه بعض الحد - أي أرفع عنه بعض ما يعترى له من الغضب، على رسلك - أي أرفق، وما ذكرتم - من النصرة والفضائل، ولن يعرف هذا الأمر - أي الخلافة، يقربني ذلك - أي الضرب من الإثم، أي لا أعصي بالضرب، تسول نفسي - تتزين، وجذيل مر في ج، وفرقت - بكسر راء: خشيت، ونزونا على سعد - أي وثبنا عليه وغلبنا عليه، قتلتم سعدا - كناية عن الإعراض والخذلان والاحتساب في عداد القتلى، قول عمر: قتله الله - إما إخبار عما قدر الله من إهماله وعدم صيرورته خليفة، أو دعاء عنه لعدم نصرته للحق وطلبه الإمارة، وقد روى: من يفرق أمر هذه الأمة فاقتلوه، قيل إنه تخلف عن البيعة وخرج إلى الشام فوجد ميتا في مغتسله وسمعوا قائلا لا يرون شخصه: قتلنا سيد الخرزج سعد بن عبادة، وذا في سنة خمس عشرة، وقيل: سنة إحدى عشرة، قوله: فيما حضرنا، أي ممن دفن النبي صلى الله عليه وسلم ونحوه لأن إهمال أمر المبايعة كان مؤديا إلى الفساد الكلى، وأما دفنه فقد توكله العباس وعلى وطائفة، فمن بايع أحدا فلا يباع واحد منهما - أي فلا يطمع أحد يبايع ويتم له كما تم للصديق. غ: "افتلت" الكلام: ارتجله. ش: و "فلتاته" زلاته - ويجيء في ن. نه: وفي صفة مجلسه صلى الله عليه وسلم: لا تنثى "فلتاته"، أي زلاته أي لم يكن في مجلسه زلات فتحفظ وتحكى. وفيه: وهو بردة له "فلتة"، أي ضيقة لا ينضم طرفاها فهي تفلت من يده إذا اشتمل بها فسماها بالمرة من الانفلات، يقال: بردة فتلة وفلوت.