زنجبيل

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(زنجبيل)- قوله تبارك وتعالى: {{كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلاً}} : أي طُيِّبَت به، والعرب تَسْتَطِيبُ رائحةَ الزَّنْجَبِيل وطَعْمَه، وتَصِفُهما كما قال قائِلُهم:كَأَنَّ القَرَنْفُلَ وَالزَّنجبِيـ...ــل باتَا بِفيها وأَرْياً مَشُوراً وقال المُسَيَّب بن عَلَس: وكأنَّ طَعْم الزَّنجبيِل إذِا...[ما] ذُقْتَه وَسُلافَةَ الخَمْرِوقال النَّحّاس: العرب تَضرِب المثلَ بالخمر إذا مُزِجَت بالزَّنْجبيِل.وقال ابنُ مسعودٍ - رضي الله عنه -: طَعْمُها طَعمُ الِزَّنْجَبيِل.وقال قَتادةُ: "زَنْجَبِيلاً" لَا يَقرِضُ الّلِسانَ: أي أنّه بخلاف زَنْجَبِيل الدنيا.وقال الزَّجَّاج: جائز أن يكون طَعمُ الزَّنْجَبيل فيها، وجائز أنيكون مِزاجَها، كما قيل في الكافور: إنَّ مِزَاجَها كالكافور، كماقال تعالى: {{حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا}} : أي كَالنَّار، وقيل: إنّمِزَاجَها كافورٌ يشْتَدُّ به بَردُها، فَلهَا طِيبُ الكافور وَبَرْدُه دُونضرَرِه ومَرارَتِه، وليس كَكَافور الدُّنْيا؛ لَأنّه لا أذَى فيه، بل هو طَيِّب كُلُّه وِرَاحَة، فإن أهلَ الجنة لا يَمَسُّهم فيما يَأكلون ويشربون ضَرَرٌ ولا نَصَبٌ، فكذلك الزَّنْجَبِيِل لا غائلةَ له .