زغد

لسان العرب لابن منظور
زغد: زَغَد سِقاءَه يَزْغَدُه زَغْداً إِذا عصره حتى تخرُجَ الزُّبْدَةُ من فمه وقد تضايق بها، وكذلك العُكَّة، والزُّبْدُ زَغِيد. وزَغَدَه أَي عصر حلقه. ويقال للزُّبْدَة: الزَّغيدة والنَّهيدة. ويقال: زَغَدَ الزُّبْدَ إِذا علا فَمَ السّقاءِ فعصره حتى يخرج، والزَّغْدُ: الهديرُ وهو الزُّغادِبُ والزَّغْدَب؛ وأَنشد الليث: بِرَجْسِ بَغْباغِ الهدير الزَّغْدِ وزغَدَ البعيرُ يَزْغَدُ زَغْداً: هَدَر هَديراً كأَنه يَعْصِرُهُ أَو يَقْلَعهُ، مشتق من ذلك؛ قال: يَزْغَدْنَ بَخْباخَ الهَدِير زَغْدا وقيل: الزَّغْدُ من الهدير الذي لا يكاد ينقطع، وقيل: هو الشديد، وقيل: ما رُدِّد في الغَلصمة؛ قال ابن سيده وقوله: بَخٍ وبَخْباخ الهَدير الزَّغْد يتوجه على هذا كله؛ قال أَبو نخيلة: قَلْخاً ويَخْباخ الهَديرِ الزَّغْدِ قال ابن بري: كذا أَورده الجوهري، والذي في شعره: جاؤُوا بِوِرْدٍ فَوْق كلِّ وِرْد، بعَدَدٍ عاتٍ على المُعْتَدِّ، بَخٍ وبَخْباخِ الهَديرِ الزَّغْدِ أَي جاؤُوا بإِبل واردة فوق كل وِرْد. والعاتي: الذي يعتو على من يعدّه لكثرته. وبخ: كلمة تقال عند المدح للشيء وتكرر للمبالغة فيه، وأَصلها التخفيف، وقد تشدد، كما قال الشاعر: رَوافِدُهُ أَكرَمُ الرافدات؛ بَخٍ لك بَجٍّ لِبَحْرٍ خِضَمْ وبخ في البيت في صفة العدد أَي جاؤُوا بعدد ذي بخ أَي يقول فيه العادّ إِذا عَدّه: بخ بخ. الأَزهري: الزَّغْدُ تَعْصير الفحْل هدِيرَه، وهَديرٌ زغَّاد؛ قال رؤُبة: داري وقَبْقاب الهَدير الزَّغَّاذ وقال أَيضاً: وزَبَداً من هَدْرِه زُغادِبا، يُحْسَبُ في أَرآدِه غَنادِبا والغُنْدُبَة: لحمة صُلْبة حول الحلقوم. الأَصمعي: إِذا أَفصح الفحل بالهدير قيل هَدِر يَهْدِرُ هَدْراً، قال: فإِذا جعل يهدر هديراً كأَنه يَعصِرُه قيل: زَغَد يَزْغَد زَغْداً؛ وقول العجاج: يَمُدُّ زأْراً وهَدِيراً زَغْدَبا قال ابن سيده: ذهب أَحمد بن يحيى إِلى أَن الباءَ فيه زائدة، وذلك أَنه لما رآهم يقولون هدير زَغْد وزَغْدَب اعتقد زيادة الباء في زغدب؛ قال ابن جني: وهذا تعجرف منه وسوء اعتقاد ويلزم من هذا أَن تكون الراء في سِبَطْدٍ ودِمَثْر زائدة لقولهم سَبِط ودَمِث، قال: وسبيل من كانت هذه حاله أَن لا يُحْفل به. وتَزَغَّدَتِ الشِّقْشِقة في الفم: ملأَته، وقيل: ذهبت وجاءَت، والاسم الزَّغد. التهذيب: والزَّغد تَزَغُّد الشقشسقة وهو الزَّغْدَب ورجل زَغْدٌ: فَدْم عَيِيّ. ونهر زَغَّاد: كثير الماءِ، وقد زَغَدَ وزَخَر وزغر بمعنى واحد؛ قال أَبو الصخر: كأَنّ من حَلَّ في أَعْياصِ دَوْحَتِه، إِذا توالَجَ في أَعْياص آسادِ إِن خاف ثَمْ رَواياهُ على فَلَج، من فضْلِه، صَخِبِ الآذيِّ زَغَّادِ