وسم

المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبو موسى المديني
(وسم)- قوله تبارك وتعالى: {{سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ}} : أي عَلامَتُهم؛ من قَولِهم: وَسَمْتُ الشىءَ وَسْماً؛ إذا أعلمته.وقيل: الأصلُ في سِيَما وَسْمَا، حُوِّلَت الواوُ من موضع الفاء إلى موضع العين، كما قالوا: ما أَطْيَبه وأيْطبَه، فصار سِوْما فَجُعِلت الوَاوُ يَاءً لِسُكونِهَا وانكِسَارِ ما قبلَهَا، فصَارَ سِيمَا، ويُمَدُّ وُيقصَرُ، وُيقَال: سِيميَاء أيضاً.- في الحديث: "تُنكح المرأةُ لِمِيسَمِها": أي حُسْنِها، مِنَ الوَسامَةِ؛ لأنّها أثرُ الجمالِ.وقد وَسُمَ فهو وَسِيمٌ، والمرأةُ وسِيمَةٌ.- ومنه في صفتِه - صلّى الله عليه وسلم -: "رَجُل وَسِيمٌ قَسِيمٌ"وهو الحَسَنُ الثابتُ الحُسْنِ الوَضىءُ.- في حديث عُمَر - رضي الله عنه -: "لا يَعُرُّكِ أن كانَت جارَتُكِ أَوْسَمَ مِنْكِ".: أي أحْسَنُ.- وفي الحديث : "أنه كان يَسِمُ إبِلَ الصَّدَقةِ": أي يُعلِّمُ عليها بالكَىِّ. والمِيسَمُ: آلةُ ذلك.- وفي حديث الدَّعوةِ: "لَبِثَ عَشْرَ سِنين يَتْبَعُ الحاجَّ بالموَاسِمِ"وهو جَمْعُ المَوْسِم ، وهو المَعْلَمُ الذي يجتمِعُ فيه الحَاجُّ؛ لأنه وُسِمَ بِسِمَةٍ لذلك.- في الحديث: "عَلى كُلِّ مِيسَمٍ من الإنسَانِ صَدَقَة"قال الإمامُ إسْماعِيلُ - رَحِمه الله -: إن كانَ مَحفُوظاً فمعنى المِيْسَم العَلَامَة؛ أي علَى كُلِّ عُضْوٍ مَوسُومٍ بالصُّنع: صُنع الله - عزّ وَجلّ -[صَدَقة] وَإن كَانَت الرِّواية: "مَنسِماً" - بالنُّون - فالمرادُ به العَظم. - في حديث الحَسَن والحُسَين: - رضي الله عنهما -: "أَنّهما كانا يَخْضبَانِ بالوَسْمَةِ"وهي نَبْتٌ. وقيل: شَجَرٌ باليَمن يُخْضَب بوَرَقِه الشَّعَر،وَالباب كلُّه مِن الأَثَر والتّأثِير.